غازي يوسف: السلسلة دخلت على طريقة «الباراشوت»

عن سلسلة الرتب والرواتب:

هناك أمل ان تقر السلسلة قبل انتخاب رئيس للجمهورية . في المرة السابقة البعض لامنا في لأننا قاطعنا جلسة مجلس النواب ولم نذهب الى اقرار السلسلة والبعض رأى ان هذا هو موقف سياسي . لم يكن الامر موقفا سياسيا فنحن مع اقرار السلسلة ولكن ان تكون سلسلة عادلة وان يكون هناك موارد محققة لتمويلها شرط ان يتحملها البلد وان يكون فيها اصلاحات . نحن لم نقاطع الجلسة بل اردنا ان نتفق على الخطوط الدنيا قبل ان نذهب الى جلسة مجلس النواب لأنه في آخر هيئة عامة نوقشت فيها السلسة دخلنا خمس الى ست ساعات في هرج ومرج ومزايدات في السياسة من دون معرفة احد لأحقية الارقام واصبح هناك جدال بينما السلسلة هي عمل حق ويراد به حق وليس باطل ويجب ان يكون مبنيا على ارقام علمية مدروسة لا تعرض البلد للمخاطر المالية والاقتصادية والاجتماعية وفي نفس الوقت تؤمن الحقوق المشروعة للمدرسين والعسكر والاداريين .

انا اتهم عدد لا بأس به من زملائي النواب في موضوع السلسلة بالشعبوية ولو اراد الشعبويين ارادوا اقرار السلسلة آنذاك كانونا حققوا النصاب وكانوا اقترعوا لصالح السلسلة وناقشوها لكنهم قالوا شعبويا اننا قاطعنا ورموا بالمشكلة علينا كاننا نحن لا نريد السلسلة. اؤكد اننا نريد السلسلة لكننا مختلفون على توزيع الارقام فيها لأن هناك وجهة نظر لدينا محقة نريد ان نناقشها بعقلانية من دون مزايدات .

حول جلسة الخميس لاقرار سلسلة الرتب والرواتب وتوقعاتك لهذه الجلسة؟

حقيقة الامر كنت اتمنى في هذه الحلقة لو كان موجود معنا زميل لنا في مجلس النواب يمثل الراي الاخر والذي يزايد علينا بالشعبوية وبدعمه للسلسلة.

ولكن لسوء الحظ لا زالت هذه السياسة مستمرة لتحميلنا نحن في قوى الرابع عشر من اذار وكأننا نحن من يعطل اقرار السلسلة هذا من جهة  ,ومن جهة ثانية فان المستفيد من السلسلة لا يقتصر الامر فقط على الاساتذة دون غيرهم بل ان الموظفيين الاداريين والمتقاعدين والعسكريين.

وهؤلاء جميعا يستفيدوا من السلسلة وهم في نفس الوقت غير متواجدين معنا على هذه الطاولة ولا يجوز ان نستغيبهم ,لذلك السلسلة كما اتت من الحكومة منذ حوالي الثلاث سنوات اتت بكمية من المال حوالي 980 مليار غير 850 التي تعطى من وقتها والتي تعتبر غلاء معيشة وبالتالي 850 زائد 980 كانت موزعة بطريقة معينة .

الطريقة التي كانت موزعة انذاك لم تكن تعجب احد خاصة ان هذه السلسلة دخلت على طريقة” البارشوت” ونزلت على اللجنة واللجان النيابية يومها اعلنت بصراحة ماذا نفعل امام هذا الواقع  الموجود امامنا ؟.

وبمعنى اوضح عندما ترسل الى مجلس النواب فهذا يتطلب مسار معين لها ولكن ما قاموا به في هذا المجال انهم ارسلوها الى اللجان النيابية المشتركة من دون ان تجري دراسة وقراءة لها بشكل واضح وصريح واوجدوا انذاك لجنة مصغرة شارك فيها الجميع.

ولاحقا تم دراستها ولكن عندما تغيب بعض الاعضاء كانت تتخذ القرارات وهي في الحقيقة قرارات غير صائبة ,وعندما وصلتنا ووجدناها 980 ارتفعت 1550 وبمعنى اوضح انتفخت ووجدنا ان هذه الارقام لا يتحملها الاقتصاد ولا احد يتحملها .

ولاحقا اتت الى الهيئة العامة وحصل الهرج والمرج يومها وطالبنا بلجنة جديدة ودخل اليتار العوني والذي كان ممثل فيها النائب ابراهيم كنعان وشاهد مدى الانفلاش الحاصل وقرروا ان نجلس جميعا وعرضنا يومها ان يكون الى جانب الفرقاء الاخرين من احزاب وكتل سياسية حزب الله وحركة امل لكنهم رفضوا ورغبوا بتحميلنا اياها لوحدنا.

نحن لسنا ضد السلسة ولكننا ضد سلسلة لا يمكن للاقتصاد ان يتحملها ولا تعطي حقوق، ما نراه اليوم ان هناك حشو يدخل في السياسة فخوفنا هو على البلد من الانكسار .

نحن معكم ولا نقف ضدكم بل نتحدث معكم كي يتمكن البلد من الاستمرار، فان اخذتم السلسة فستأخذوها تضخم .

الاصلاح هو المدخل الاساسي .

هذه هي كرة النار التي رماها علينا الرئيس نجيب ميقاتي ووزير المال في حكومته .

هم رموا علينا سلسلة بمليون وثمانمئة الف ثم حولها النائب كنعان الى مليونين وثمانمئة الف فارجعناها الى اصلها اي الى المليون وثمانمئة الف واليوم هي كذلك . اذا كانت هناك مليون وثمانمئة الف ايرادات تستطيع الخزينة ان تتحملها .

علينا ان نكون واضحين اليوم ان الاساتذة والمعلمين في التعليم الرسمي يدعون ان الفرق بينهم وبين الاساتذة في الجامعة اللبنانية كان مقبول بستة درجات وعندما حدث الجنون الذي حدث في مجلس النواب الحالي من ناحية اعلاء السقف للقضاة ونبهناهم الى خطورة حصول مثل هذا الامر وما ستجر علينا وعلى البلد من ويلات لم يصغوا الينا ,بل بادروا الى القول نحن مسؤولين اي حكومة الرئيس ميقاتي يومها.

وعندما عمدوا الى تمريرها حصل هذا الخلل الموجود بين اساتذة التعليم الثانوي واساتذة الجامعة اللبنانية .اضف الى ذلك فان ما ينطق به اساتذة الجامعة اللبنانية اليوم هو امرين اولا :يدعون انهم طالبوا لان اساتذة التعليم الثانوي حصلوا على 11 درجة والذي يعتبرونه انه حق كان مسلوبا واسترجع ، واصبح الفرق بينهم اقل مما كان.

والامر الثاني الذي يتحدثون عنه ايضا انهم 1500 استاذ في الجامعة اللبنانية وهذه الجامعة بتدني المعاشات نخسر اساتذتنا ويذهبوا الى الجامعات الخاصة والتي هي في الحقيقة خطأ لانه اصبح لدينا جامعات تخرج بكميات كما الفطر على سبيل المثال .

علينا ان نكون واضحين انه عندما نرى ان استاذ الجامعة الذي كان رتبه 4ملاين و700 الف اصبح اليوم 8 مليون مثلا ,وبهذه القفزة التي صعد بها هذا الراتب يمكن القول عنها امر غير طبيعي ولا تحصل باي مكان في العالم .

السابق
سليمان يلتقي هولاند وعون يعد بخرق جدار الازمة
التالي
قائد «فيلق القدس» الإيراني في العراق البيت الأبيض يستبعد تنسيقاً عسكرياً مع طهران