غزوة داعش مجرد سيناريو لتزويد التنظيم بالسلاح والمال

داعش

ترتسم في الافق السياسي علامات استغراب واستفهام كثيرة حول ما جرى خلال الايام الاخيرة على الارض العراقية وسيطرة “داعش” على هذه الاجزاء الواسعة من الاراضي من غير مواجهة ومقاومة. وفي مقدم الاسئلة ما يتصل بنية “داعش” وقدرتها على اقامة ما يعرف بالدولة الاسلامية ما بين العراق والشام.

تبدو الاستنتاجات والاجابات كثيرة، لكن الاكثر واقعية منها يقول ان هذا التنظيم يفتقد الى الاطار الهيكلي والتنظيمي حتى انه لم يرتكز او يتمركز في نقطة او منطقة واحدة من تلك التي امكن له السيطرة عليها. لا بل هو في حركة دائمة يجول ما بين المدن والقرى التي احتلها وبواسطة العتاد الذي استولى عليه او ترك له على الارض.

في ضوء ما تقدم تجمع اوساط سياسية قريبة من قوى 8 آذار على ضرورة رصد الحراك الايراني والاميركي وردة الفعل المتوقعة خلال الايام القليلة المقبلة خصوصا ان الحديث يدور حول قيام القوات الجوية الاميركية بضرب “داعش” واعادتها الى المنطقة التي كانت فيها قبل تمددها الاخير باتجاه العمق العراقي سيما ان الكثير من تلك الاوساط يجمع على ان ما جرى ليس سوى مجرد سيناريو قامت جهات ودول اقليمية بتمويله ورعت احدى الدول الكبرى اخراجه وان المراد من ذلك كان:

اولا – تسجيل المحور الاميركي السعودي نقطة في الملعب الايراني قبل اللقاءات المرتقبة ثنائيا او حتى ثلاثيا للفرقاء.

ثانيا – تزويد “داعش” والتنظيمات المرتبطة بها والدائرة في فلكها بالمال والسلاح ومن ثم اعادة تصويب وجهتها او حتى دفعها بالقوة للعودة الى سوريا لمقاتلة النظام هناك بعد فشل تنظيمات المعارضة على اختلاف مواقعها وانواعها في المعركة المفتوحة معه.

ثالثا – توجيه ضربة مباغتة وغير مباشرة لطهران يراد منها ضعضعة تماسكها وتمسكها بالكثير من الاوراق والحلفاء في الدول المحيطة والمجاورة لها. والدلائل الى ذلك كثيرة، على ما تقول الاوساط، وفي مقدمها المواقف المترددة والمتناقضة التي صدرت عنها حيال ما جرى على الارض من قبل “داعش” والتنظيمات المنضوية تحت عنوانها وتحركها الاخير وتدخلها عسكريا في العراق ومساندته لمواجهة ما حدث.

وفي غض النظر، هل ان سوريا باتت نهائيا تحت النفوذ الروسي او اقله تدور في فلك الدول المناهضة للمحور الاميركي، واذا كانت التحضيرات للمحادثات المرتقبة على الخط السعودي الايراني الاميركي قد استثنت الملف السوري، تقول الاوساط ان حراك “داعش” وما رافقه تمويلا واخراجا قد يدفع الى تسريع اللقاءات الاقليمية والدولية المرتقبة وتوسيع اطار التفاهمات على الملفات الساخنة في العديد من دول المنطقة وفي طليعتها (لبنان) واستحقاقاته (مصر) وحكومتها و (فلسطين) وائتلافها اضافة الى ما يجري في بلاد المغرب العربي.

السابق
وزارة الشباب والرياضة: تأجيل بطولة لبنان لكرة السلة حتى اشعار آخر
التالي
عون يطلق مبادرة انتخابية نيابية ويزور بكركي