إيطاليا تبني مركز تدريب جنوباً

يتوسّع الاجتماع الوزاري لدعم الجيش اللبناني الذي سينعقد في روما يوم الثلاثاء المقبل في العمليّة التقنيّة لدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية، وتتقدّم إيطاليا، الدولة المضيفة، لائحة الدّول الداعمة سياسيا وتقنيا وعسكريا.
الاجتماع الرسمي الثالث لـ«مجموعة الدّعم الدولية» سيكون حاشدا، وعلى خلاف اجتماع باريس في 5 آذار الفائت (الثاني بعد نيويورك) والذي ضمّ 17 دولة و3 منظمات دولية، فإنّ اجتماع روما وسّع دعواته ليشمل 40 دولة، وسيكون الحضور على مستوى وزراء الدفاع أو الخارجية، وسيمثّل لبنان وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووفد عسكريّ رسمي يمثّل قيادة الجيش اللبناني المعنية الأولى بالمؤتمر من خلال الخطّة الخمسيّة الموضوعة من قبلها.
يستهلّ الاجتماع أعماله في مقّر وزارة الخارجية الإيطالية في روما الساعة 10 من صباح الثلاثاء المقبل، وتفتتحه وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني، تليها وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي، ثمّ يلقي رئيس الوفد اللبناني كلمة لبنان ويليه ممثّل الأمم المتحدة.
يتخلل الاجتماع عرض موجز بإسم الحكومة اللبنانية، الى مداخلات لعدد من الدول لا تتجاوز مدّة المداخلة الـ4 دقائق فحسب، وينتهي الساعة 5 عصرا بتوصيات تعلنها وزيرة الخارجية موغيريني، يليها مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الدفاع.
وحصلت «السفير» على لائحة الدوّل والمنظمات المدعوّة وهي الآتية: الأمم المتحدة ممثلة بالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريرك بلامبلي، ممثّل الاتحاد الأوروبي هيوغ مينغاريلي وجامعة الدول العربية.
أما لائحة الدول الطويلة فجاءت بناء على رغبة وزارة الخارجية اللبنانية حيث أصرّ الوزير جبران باسيل، على توجيه دعوات للمشاركة الى دول الاغتراب حيث الانتشار اللبناني كثيف بحجّة ضرورة جعل المغترب اللبناني معنيا بقضية الجيش، من هنا تمّت دعوة البلدان الآتية: الأرجنتين وأوستراليا والبرازيل والمكسيك ونيجيريا وغانا وأفريقيا الجنوبية. فضلا عن الدول الآتية: الجزائر، النمسا، بلجيكا، الصين، قبرص، مصر، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، غانا، اليونان، أندونيسيا، العراق، اليابان، الأردن، الكويت، المغرب، هولندا، نيوزيلندا، النروج، سلطنة عُمان، بولندا، قطر، جمهورية كوريا الجنوبية، رومانيا، روسيا، المملكة العربية السعودية، إسبانيا، تركيا، الإمارات العربية المتّحدة، بريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة.
للتذكير، فإن الحضور الدولي في اجتماع باريس كان مقتصرا على الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إضافة الى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والبنك الدولي والمفوضية العليا للاجئين وبرنامج الأمم المتّحدة للتنمية.
وشاركت من خارج هذه المجموعة دول مانحة هي ألمانيا والسعودية وإسبانيا وفنلندا وإيطاليا والنروج.
بعض المنظمات الدولية التي كانت حاضرة، ومنها المتعلقة باللاجئين بالإضافة الى البنك الدولي، لن تحضر، لأن مؤتمر روما ينصبّ على جدول أعمال وحيد هو دعم الجيش اللبناني ولا يشمل المحورين الآخرين اللذين حددهما مؤتمر نيويورك في أيلول الفائت، أي دعم النازحين والاقتصاد اللبناني على ضوء الأزمة السورية.
وكانت إيطاليا قد التزمت منذ شهر تشرين الثاني من العام الفائت بتنظيم مؤتمر يختصّ فقط بالمحور المتعلّق بالجيش اللبناني، على خلاف المؤتمرين السابقين اللذين قاربا المحاور الثلاثة بشكل عام.
للمؤتمر شقّ سياسي واضح، تريد من خلاله إيطاليا بعث رسالة قوية تثبت فيها التزامها بدعم الجيش اللبناني، المؤسسة الوطنية المتنوعة وغير الطائفيّة والبعيدة من السياسة، فضلا عن حماية استقرار لبنان عبر دعم مؤسساته وتقويتها.
أما الشق التقني فيكمل المحور السياسي، وقد أرادته إيطاليا دعما ملموسا خصوصا من خلال التدريب المشترك. فبعد أن قسّمت البلدان الداعمة للجيش مهامها بشكل واضح، اضطلعت الولايات المتحدة الأميركية بدعم الجيش بالمعدات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتولت بريطانيا دعمه في تقنيات حماية الحدود، واهتمّت فرنسا بمسألة التسليح من خلال الهبة السعودية التي بلغت 3 مليارات دولار أميركي والتي يضع الأطراف الثلاثة اللبناني والفرنسي والسعودي اللمسات الأخيرة عليها، علما بأنه سيتمّ التطرق إلى هذه الهبة في المؤتمر كنوع من إدراجها في إطار عمل المجموعة الدولية.
اختارت إيطاليا إذن مجال التدريب الذي لن يقتصر على القوات البرية في الجيش اللبناني، بل سيشمل القوات الجوية والبحرية. وستبني إيطاليا مركز تدريب متخصصا وضخما للجيش اللبناني في الجنوب في منطقة عمليّات قوات «اليونيفيل»، وسيفتح هذا المركز الفريد أبوابه أمام المساعدات التقنية المختلفة للدول المعنية بدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية. ومن المشاريع الثنائية إرسال ضباط لبنانيين للتدرّب في الأكاديميات العسكرية الإيطالية المخصصة أصلا للضباط الإيطاليين، فضلا عن استقدام عدد من هؤلاء لتدريب نظرائهم في لبنان. وستحظى القوات البحرية في الجيش اللبناني أيضا بمساهمة مهمة خاصة من إيطاليا التي ستقدّم معدّات متخصصة بعملها.
أبعد من التدريب التقني، تطمح إيطاليا الى تنمية متكاملة للجيش اللبناني وتقوية قدراته العملانية وترسيخ عقيدته القائمة على التنسيق والتعاون مع الدول الداعمة، وهذا ما تطرّق إليه أيضا الاجتماع التقني التحضيري الذي انعقد في روما في نيسان الفائت.
ليس مؤتمر روما لجمع الأموال من المانحين، بل هو جزء من مسار الدعم السياسي للجيش، علما بأن بعض الدول قد تختار تخصيص مبالغ معينة قد تعلن عنها يوم الثلاثاء، وهذه الدول تفضّل عدم استباق الأمر كي تحظى بقرار الموافقة السياسية من مؤسساتها المعنية.
كانت إيطاليا تتمنّى لو أنّ المؤتمر ينعقد في ظلّ انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد كما أوصى مؤتمر باريس الفائت، لكنّ المناخات الديبلوماسية للدول الداعمة للجيش، تشير الى أن الموضوع لن يؤثّر أبدا على مستوى الدعم الذي سيقدّم للمؤسسة العسكرية اللبنانية، شرط أن يستتبع هذا المؤتمر بآليّة مؤسساتية قوية تتابع مقرراته.

السابق
إنجازات ’داعش’ في العراق وسورية هدية للمفاوض الإيراني؟
التالي
مليار شاهدوا العرض الافتتاحي المشهود