‘مكتب وساطة’ إيراني في ‘عاصمة الثورة السورية’

خطت ايران خطوة إضافية في مساعيها لرعاية تسويات مصالحة محلية تخدم مصالحها والنظام السوري، لدى اقتراح ممثلي النظام فتح «مكتب دائم للوسيط الإيراني» لمعالجة أي خرق للتسوية في حمص «عاصمة الثورة»، في وقت اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله بالترويج لـ «انتخابات الدم» التي ثبتت بشار الأسد رئيساً. واستمر الطيران السوري بشن غارات على مناطق مختلفة من البلاد مع تصعيد القصف على ريف إدلب في شمال غربي البلاد، حيث قتل مدنيون بغارات على مستشفى شمالاً قرب حدود تركيا وجامعة في ريف إدلب.
وقال «الائتلاف» في بيان أمس: «لا يمكن المسرحية الهزلية التي جرت خلال الأيام الماضية في سورية ووصفها نصر الله بأنها تعبير عن إرادة الشعب السوري، أن ترقى إلى عملية ديموقراطية بأي حال من الأحوال، ويكفي دليلاً على ذلك مئات الحواجز والفرق الأمنية التي انتشرت في شكل مكثف لتفتيش المواطنين والتأكد من مشاركتهم في الانتخابات، مروراً بسيل من الإجراءات القمعية التي تزامنت مع كل أنواع التهديد والوعيد الموجه لكل فرد يحاول مقاطعة العملية». وكان نصرالله قال في خطاب أول من أمس، إن «الحل يبدأ وينتهي مع الأسد».
وجدد «الائتلاف» دعوته إلى «ضرورة قيام المجتمع الدولي بكل ما من شأنه إجبار النظام على القبول بالاتفاقات والقرارات الدولية التي تشكل أساساً للحل السياسي في سورية، وأولها بيان جنيف» الذي تضمن الدعوة لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول النظام والمعارضة. وقال التكتل المعارض إن «الشعب السوري مستمر في ثورته حتى الانتصار وطرد كل الميليشات الإجرامية المقاتلة إلى جانب نظام الأسد والعمل على تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والديموقراطية».
تزامن ذلك مع معلومات توافرت أمس حول مفاوضات تجري بين ممثلي النظام والمعارضة لتطوير وقف إطلاق النار في حي الوعر في حمص الذي يضم 300 ألف شخص إلى هدنة دائمة. وتضمنت مسودة قدمت أمس وحصلت «الحياة» على نسخة منها، تسع نقاط، بينها تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم و «تسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين والمتخلفين» عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية وفتح جميع الطرقات إلى حي الوعر وانتشار قوات الجيش النظامي لـ «فترة بسيطة» متفق عليها إلى أن يتم الانتهاء من تفتيش الحي وانسحاب قوات الجيش النظامي خارجه و «سحب آلياته الثقيلة» مقابل دخول عناصر الشرطة المدنية وجهاز استخبارات أمن الدولة «من دون حواجز وضمان عدم اعتقال» أهالي الوعر والمعارضين.
وكان لافتاً أن البند الثامن من مسودة اتفاق الهدنة نص على «فتح مكتب للوسيط الإيراني في الحي لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق»، إضافة إلى عودة الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة مع الضمانات. وقالت المصادر إن ممثلي النظام في المفاوضات حضوا المعارضة على تعجيل التوصل إلى اتفاق لترتيب عودة عشرات آلاف الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة بعد الاتفاق الذي وقع الشهر الماضي.
ميدانياً، صد مقاتلو المعارضة لليوم الـ66 محاولات قوات النظام والميليشيات السيطرة على المليحة شرق دمشق التي تتعرض لصواريخ ارض – ارض. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران السوري شن غارتين على مستشفى شمال سورية قرب حدود تركيا ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص وتدمير سيارات إسعاف. وأضاف أن الطيران قصف أيضاً «مناطق في محيط جامعة إيبلا الخاصة في منطقة سراقب في إدلب ما أدى إلى مقتل طفلتين وإصابة 8 مواطنين بينهم 7 أطفال».
وبين دمشق وحدود الأردن، قتل أربعة مواطنين ومواطنة مع توافر معلومات عن مقتل أربعة آخرين جراء قصف لقوات النظام بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض على منطقة في بلدة تسيل» في ريف درعا.
سياسياً، قررت وزارة الخارجية التونسية فتح مكتب إداري لـ «العناية بالجالية التونسية» في سورية بدمشق، ذلك بعد سنتين من إعلان الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي قطع العلاقات الديبلوماسية بين بلاده والنظام السوري. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية التونسية مختار الشواشي لـ «الحياة»: «الوجود الإداري التونسي في سورية لا يعني بأي حال من الأحوال استعادة العلاقات الديبلوماسية مع دمشق»، موضحاً أن الأمر يقتصر على تقديم الخدمات الإدارية وتسهيل أمور التونسيين المقيمين في سورية.

السابق
استنفار اسرائيلي – لبناني اثر سقوط سيارة في الاراضي المحتلة
التالي
مفاوضات الشاشة بين كيري ونصر الله