طهران تنفذ حكم الإعدام بالمعارض خسروي

نفذت السلطات الإيرانية، فجر الأحد، حكم الإعدام بحق غلام رضا خسروي سواد جاني، وهو أحد عناصر منظمة (مجاهدين خلق) المعارضة.

وكان تنفيذ حكم الإعدام بحق خسروي علِّق لمرات عديدة بسبب تحذيرات دولية لطهران من تنفيذه باعتباره منافياً لحقوق الإنسان، وقالت السلطات الإيرانية إنها نفذت الحكم به لاتهامه بـ”الحرابة”.
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن خسروي الذي كان قضى في السجن 5 اعوام خلال الفترة من 1981 الى 1986 بتهمة الإنتماء الى منظمة (مجاهدين خلق) التي تصفها بـ”الارهابية”، تمت ملاحقته قضائيًا في فبراير (شباط) العام 2006 بتهمة الارتباط مع المنظمة المعارضة مرة أخرى.
ضبط وثائق 
وأضافت أنه حين اعتقاله فقد ضبط مع خسروي الكثير من الوثائق سواء المكتوبة أو المصورة للمراكز المهمة في ايران، ومنها مراكز ومنشآت عسكرية وتبين أنه وضع هذه الصور مع صور ووثائق أخرى عن احداث البلاد تحت تصرف (مجاهدين خلق) ووسائل الاعلام المرتبطة بها.
وقالت إن خسروي “متورط” بتقديم مساعدات مالية لـ(مجاهدين خلق)، كما أنه سعى ايضًا لاستقطاب بعض الافراد للانضمام اليها.
واضافت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أنه بعد رفع ملفه الى المحكمة عقدت جلسة البت في الاتهامات الموجهة اليه بحضور محامي الدفاع وممثل النيابة في احدى محاكم الثورة الاسلامية في طهران، والتي حكمت عليه بالاعدام بعد البت في ملفه، ومن ثم اكدت المحكمة العليا في البلاد الحكم الصادر.
وأشارت الى أنه “بعد ابلاغ الحكم الصادر، جرى تقديم طلب لتنفيذ المادة 18 المعدلة، الا أن هذا الطلب رفض، ومن ثم تم تنفيذ الحكم الصادر في موعده”.
تنديد مجلس المقاومة 
ومن جهته، ندد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو حركة معارضة رئيسة في الخارج، بتنفيذ حكم الإعدام، وقال في بيان له إن ” نظام الملالي نفّذ حكم اعدام غلام رضا انتقاماً من سجناء العنبر 350 في سجن ايفين والسجناء الآخرين المقاومين في سجون الفاشية الدينية الحاكمة في ايران وعشية يوم 20 حزيران (انطلاقة المقاومة ضد نظام الملالي في عام 1981)”.
وقال بيان المجلس: “واعتبر الجلادون والمعذبون في سجن ايفين غلام رضا العنصر الرئيسي في الاحتجاج ومقاومة السجناء السياسيين في العنبر 350 في سجن ايفين”.
وأشار المجلس الوطني الإيراني للمقاومة إلى أنه “سبق وأن وصل غلام رضا خسروي على حافة الاعدام في عدة مناسبات في الماضي الا أن اعدامه اوقف كل مرة  بسبب الاحتجاجات والتحذيرات الدولية ومخاوف النظام من اثارة ردود أفعال الرأي العام”.
وأضاف المجلس الذي كان حذر من تنفيذ حكم الإعدام بحق خسروي قائلاً: ” جلاوزة النظام ومن أجل تحطيم هذا المجاهد البطل قد مارسوا عليه التعذيب حتى الأيام الأخيرة لكنه على الرغم من ظروف السجن القاسية والأمراض الناجمة عن تحمل سنوات من الحبس والتعذيب بقي صامداً في تمسكه بقضية الحرية، وتطلعه لخلاص الشعب الايراني، وبينما كان مقيد الأيدي والأرجل بالسلاسل حتى آخر ساعات حياته في الحبس الانفرادي قد جعل جلادي النظام يتحسرون ألمًا لعدم استسلامه ورضوخه أمامهم”.
تحذير 
وكانت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حذرت من التنفيذ المرتقب بحكم الإعدام للسجين السياسي غلام رضا خسروي وناشدت المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي والإدارة الاميركية والمفوضة السامية لحقوق الإنسان والمقررين المعنيين للأمم المتحدة وجميع المنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان ومدافعي العمال باتخاذ إجراء عاجل وفاعل “لإيقاف هذا العمل الإجرامي”.
يذكر أن غلام رضا خسروي يبلغ من العمر 49 عاماً، وهو من أهالي ابادان وأب لولد واحد، مهنته لحّام، كان حكم عليه بالإعدام في 22 أبريل (نيسان) 2013 بتهمة “الحرابة”، وهو احد السجناء السياسيين في الثمانينات من القرن الماضي، وتحمّل الحبس لخمس سنوات في سجن كازرون عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا، وتم اعتقاله مرة أخرى عام 2007 وحكم عليه بست سنوات حبس، بعدما حرم من ابسط الإجراءات القانونية العادلة، وفي خضم الانتفاضة الشعبية في إيران عام 2010.

 

السابق
’جواسيس بشار’ ممنوعون من دخول لبنان
التالي
السيسي بعد رئيسين