وصف رئيس “شبكة سلامة المباني” المهندس يوسف عزام، في بيان أصدره مساء، الهزة الأرضية التي ضربت سواحل لبنان بعد ظهر امس، بأنها “طبيعية لاسيما أن لبنان يقع ضمن منطقة رقم 2 عالميا Zone 2، وهي منطقة متوسطة الخطورة، بالإضافة إلى وجود فالقين أساسيين ضمن أراضيه”، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أنه “من غير الطبيعي عدم اقرار المراسيم والتشريعات المتعلقة بهيئة ادارة الكوارث والتي لاتزال سجينة مجلس النواب، وعدم مأسسة جهود الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية”.
وأشار إلى أنه “بحسب توصيات مؤتمر “هيوغو” العالمي، تكمن أهداف هيئة ادارة الكوارث إلى اعتبار الحد من مخاطر الكوارث أولوية وطنية، لتحديد خطر الكوارث وتقييمها ورصدها وتعزيز الإنذار المبكر، الاستفادة من المعرفة والابتكارات والتعليم لبناء ثقافة للسلامة والقدرة على مواجهة الكوارث على جميع المستويات، الحد من عوامل الخطر الأساسية وتعزيز التأهب للكوارث لاسيما الزلازل بغية التصدي لها بفاعلية على جميع المستويات، غير أن الدولة اللبنانية شبه غائبة عن تطبيق توصيات هذا المؤتمر رغم أنها تخضع رسميا لها”.
أضاف: “إن المؤشر الأخطر هو أنه بحسب إحصاءات البنك الدولي والاحصاء المركزي، فإن 85 في المئة من العائلات اللبنانية تقطن في أبنية شيدت منذ أكثر من 30 عاما، أي قبل وجود قوانين للبناءالمقاوم للزلازل، ومعظمها لم يتم صيانته بشكل دوري، وبالتالي فإن عشرات الآلاف من الأبنية لا تتحمل هزات تفوق 6-7 درجات، وهي درجات متوقعة علميا في لبنان، بحسب المنظمة العالمية المعنية بدراسات الزلازل (IAEE)”. وبعدما سأل: “ما هي الفترة الزمنية المعقولة والمقبولة لتفعيل هيئة ادارة الكوارث؟ لماذا لم يتم القيام بمسوحات ميدانية للمدن الرئيسية لتحديد واقع حال المباني؟ ما هي قيمة إنقاذ حياة الإنسان في لبنان؟”، خلص إلى القول أن الأجوبة على هذه الأسئلة “صعبة في ظل غياب آليات لتعزيز الشفافية والمساءلة، في بلد يعيش في فراغ دائم”.
