حزب الله وحيدا في بنت جبيل… بلا حلفائه حتّى

بنت جبيل 25 أيار 2014
جمهور "التحرير" في بنت جبيل أمس كان من لون واحد وطائفة واحدة وحتى من حزب واحد، غابت عنه اعلام حركة أمل، الشريك المفترض في نصر التحرير، وحضرت بعض أعلام "أمل" المفتعلة، التي ربما حملها مناصور "حزب الله" للإيحاء بحضور أمليّ كبير. والحضور الرسمي كان هزيلا وضعيفا كمن يقول "اهنأوا يا شيعة حزب الله بنصركم فنحن في واد وانتم في واد آخر"، فكل الشخصيات الرسميّة أرسلت ممثلين عنها، وانسحب ذلك على النواب الاكثر النواب وتمسكا بالحلف مع حزب الله مثل النائب سليمان فرنجيّة والنائب طلال ارسلان وغيرهم، فظهر الاحتفال في بنت جبيل أشبه باحتفال مجلس عاشورائي مركزي يقيمه حزب الله عادة في اليوم العاشر خال من المظهر الوطني الجامع، وهذا ان دلّ على شيء انما يدل على حالة العزلة التي بدأ يعاني منها حزب الله.

في بعبدا فرغ القصر الجمهوري، وأرّخت وكالة الصحافة الفرنسيّة ما نصّه: “دخل لبنان منتصف ليل السبت الاحد حال الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان من دون تسلم خلف له، بعدما عجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس بسبب عمق الانقسام السياسي في البلاد”.

وقال سليمان لنحو 420 شخصية سياسية لبنانية وأجنبية في خطابه الوداعي: “يهدد الفراغ الرئاسي النظام السياسي، لاسيما إذا كان مقصوداً بسبب انقسامات أو نوايا خفية”.

وأضاف: «الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمات. وحدتنا الوطنية تمثل أولوية، ويتعين أن نمنع أنفسنا من التدخل في بلدان مجاورة». ولم يشارك حزب الله الموالي لسوريا في المراسم التي أقيمت في القصر الرئاسي في شرق بيروت.

 

وكرر سليمان في خطابه الوداعي دعوته لحزب الله اللبناني إلى سحب مقاتليه من سوريا للحفاظ على الوحدة الوطنية.

وأضاف: “وحدتنا الوطنية تحتل الأولوية وتفرض علينا عدم التدخل في شؤون الجوار بل توجب الانسحاب من كل ما من شأنه أن يفرق صفوفنا”.

وبانتهاء فترة رئاسة سليمان يدخل لبنان فراغاً رئاسياً دون أي دلالة واضحة على موعد انتهائه.

وتولت الحكومة الحالية برئاسة تمام سلام ابتداء من صباح الأحد صلاحيات رئيس الجمهورية في انتظار انتخاب رئيس جديد.

 

وغني عن القول إن سبب عدم انتخاب رئيس جمهورية جديد بشكل اساسي هو انقسام المجلس النيابي، كما البلاد، بشكل حاد بين مجموعتين سياسيتين اساسيتين هما قوى 14 آذار التي تدعو الى سحب سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدوليّة التي تجعل من الدولة والجيش اللبناني المرجعيّة الوحيدة للبنان، وقوى 8 آذار التي تؤيد بقاء سلاح حزب الله على حاله ما دام هناك عدو اسرائيلي رابض خلف الحدود، كما انها تعتبر القرارات الدولية مؤامرة تهدف الى تجريد لبنان من مقاومته التي هزمت العدو الصهيوني في أكثر من موقع.

 

ومنذ حوالي العام انقسم الطرفان ايضا حول الحرب الدائره في سوريا، فقوى 14 آذار أيّدت الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد البعثي، بينما حالفت قوى 8 آذار النظام وارسل حزب الله آلافا من عناصره المدرّبة جيدا من اجل القتال في سوريا الى جانب الجيش السوري النظامي.

 

الى جانب الفراغ الرئاسي في بعبدا الذي بدأ أمس في 25 أيار، فإن هذا التاريخ ايضا كان محط احتفال حاشد في في ذكرى مناسبة وطنيّة في بنت جبيل في جنوب لبنان، نظمه حزب الله في ذكرى انتصار عام 2000 وانسحاب اسرائيل مهزومة تحت ضربات المقاومة، وهو احتفال كان من المفترض ان يكون وطنيا وعلى مستوى لبنان كله، غير ان المشهد ارسى أيضا فراغا في المحتوى الوطني غير مسبوق رغم حضور آلاف المواطنين من “أهل بيت” المناسبة، وهتفوا للسيد حسن نصرالله ولحزب الله وانتصاراته.

 

فالجمهور من لون واحد وطائفة واحدة وحتى من حزب واحد، غابت عنه اعلام حركة أمل، الشريك المفترض في نصر التحرير، وحضرت بعض أعلام “أمل” المفتعلة، التي ربما حملها مناصرو “حزب الله” للإيحاء بحضور أمليّ ولو رمزي. والحضور الرسمي كان هزيلا وضعيفا كمن يقول “اهنأوا يا شيعة حزب الله بنصركم فنحن في واد وانتم في واد آخر”، فكل الشخصيات الرسميّة أرسلت ممثلين عنها، ,ومنهم النواب الاكثر تمسكا بالحلف مع حزب الله مثل النائب سليمان فرنجيّة والنائب طلال ارسلان وغيرهم الذين ارسلوا ايضا ممثلين عنهم ولم يحضروا شخصيا، فظهر الاحتفال في بنت جبيل أشبه باحتفال مجلس عاشورائي مركزي يقيمه حزب الله عادة في اليوم العاشر خال من المظهر الوطني الجامع، وهذا ان دلّ على شيء انما يدل على حالة العزلة التي بدأ يعاني منها حزب الله على المستوى الوطني والاسلامي، بعد ان تحوّل بنظر غالبيّة الشعب اللبناني من حالة مقاومة الى حالة عسكريّة غير شرعيّة تسبب للبنان حروبا وتوترات دائمة، وتحديدا بعد دخول قوات الحزب الى سوريا وقتالها الى جانب الرئيس الاسد بقرار اقليمي ودون مشورة لا رئيس جمهوريّة ولا رئيس وزراء ولا حتى حليف المقاومة ومرجع الطائفة الشيعية السياسي “الأخ الكبير” نبيه بري.

السيد حسن نصرالله

الواقع ان تاريخ 25 أيار أمس، كان محط فراغين، فراغ على المستوى الرسمي بشغور منصب رئيس الجمهوريه مع عدم الاتفاق على انتخاب رئيس جديد، وفراغ على المستوى الوطني مع “عيد مقاومة وتحرير” بدا احتفالا حزبيا بامتياز تليت فيه مراسم شعارات التفوّق والقوّة كالعادة، ومجّدت فيه الذات الطائفيّة حتى الثمالة، بشكل اصبح يحرج الحلفاء قبل الخصوم والاعداء فكان غيابهم تعبيرا غير مسبوق عن تبرّم وانزعاج، وعن فشل المقاومة في جعل عيدها على المستوى الوطني الجامع.

السابق
نقل جثة امرأة عبر الناقورة
التالي
مصر والعرش