وفي موازاة ذلك، كشف اتحاد “تنسيقيات الثورة” عن ان القوات النظامية تستولي على المساعدات المقدمة من منظمة الأمم المتحدة في تلك الأحياء، كما ذكرت المصادر ذاتها أن هذه المساعدات وزعت أيضا في مناطق موالية للنظام بأحياء العاصمة دمشق، ما يسهل استخدامها لأغراض انتخابية.
وعلى الرغم من أن حملة الأسد الانتخابية اقتصرت على كلمة واحدة هي “سوا”، الا ان ملصقات هذه الحملة انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة دمشق، إضافة إلى حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وبانياس والسويداء وجميعها خاضعة لسيطرة النظام. وارتفعت يافطات في شوارع هذه المدن مقدمة من جهات شعبية وأهلية ومن رجال أعمال، ومن مؤسسات رسمية أيضا تُعلن تأييدها للأسد ولبقائه في السلطة، علما أنّ وكالة الأنباء الرسمية (سانا) تحرص على نشر أخبار يومية حول خروج مسيرات شعبية لتأييد ترشح الأسد لمنصب الرئاسة.
في المقابل، اعتبرت الصحيفة ان الحملات الانتخابية الخاصة بمنافسي الأسد على منصب الرئاسة تبدو “باهتة”، و يصعب ملاحظة صور المرشح الأول وهو الوزير السابق حسان النوري في ظل سيل اللافتات والصور الداعمة للأسد، كذلك الحال بالنسبة إلى المرشح الثاني عضو مجلس الشعب ماهر حجار.
وبدا لافتا بحسب الصحيفة ، أن النوري وحجار قدما برامج انتخابية على عكس الأسد الذي لم يقدم حتى الآن على هذه الخطوة. وفي حين ركز النوري في برنامجه على الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، صب المرشح الثاني ماهر حجار تركيزه على التغيير، واستخدم على لوحاته الإعلانية عبارة “التغيير ضرورة”.
وعلى الرغم من أن رئاسة الجمهورية السورية، دعت في أحد بياناتها إلى “احترام الحملات الإعلانية والمنشورات الخاصة بالمرشحين إلى منصب الرئاسة”، الا ان الإعلام الرسمي السوري سعى إلى السخرية من المرشحين المنافسين للأسد، وسعى إلى تحجيمهما، وهذا ما بدا واضحا في ظهورهما خلال مقابلات لهما في الإعلام الرسمي السوري.
وفي هذا الاطار، لفتت الصحيفة الى ان قناة الإخبارية السورية استضافت الحجار، وهو أول المتقدمين للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وكان ضحيّة لسخرية المذيعة التي استضافته عبر طرح أسئلة خارج سياق الترشيح والحملة الانتخابية، موكدة ان ، المرشح حسان النوري، كان ايضا ضيفا على الفضائية السورية ضمن برنامج “حوار اليوم” لمناقشة بيانه الانتخابي، وكان واضحا سخرية المذيعة من مواقفه خلال المقابلة محاولة إثبات عدم أهليته لتولي منصب الرئاسة، الا ان الاخير أشاد بطريقة الأسد في إدارة الأزمة الأخيرة، معلنا أنه “سيتخذ القرارات والخطوات نفسها، لو كان في مكانه، منوّها كذلك بعظمة والده القائد الخالد حافظ الأسد”.