المؤتمر الشعبي أحيا ذكرى استشهاد المفتي خالد

احيا المؤتمر الشعبي اللبناني الذكرى الـ25 لإستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد، بلقاء حاشد أقامه في مركز توفيق طبارة- بيروت، حضره عدد كبير من الشخصيات تقدمهم: محمد خواجة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رفعت بدوي ممثلا الرئيس سليم الحص، المدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الشيخ سامي عبدالخالق ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن،الوزير السابق بشارة مرهج، مفتي بلاد جبيل الشيخ عبد الأمير شمس الدين، نجل المفتي الشهيد عمار حسن خالد، الشيخ زهير قوصان ممثلا السيد علي محمد حسين فضل الله، رئيس المنتدى القومي العربي محمد المجذوب، رئيس المجلس الإسلامي الفلسطيني في لبنان والشتات الشيخ محمد نمر زغموت، السفير اليمني السابق في لبنان فيصل أبو راس، عضو قيادة حزب الحوار العميد رسلان الحلوة، عضو قيادة التنظيم الشعبي الناصري إبراهيم ياسين، عضو قيادة حركة الناصريين المستقلين – المرابطون غسان الطبش، عضو قيادة تجمع اللجان والروابط الشعبية خليل الخليل، عضو قيادة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية بدر الطبش، المحامي عباس صفا ممثلا نقابة المحامين في بيروت، وحشد كبير من الشخصيات والفعاليات السياسية والإجتماعية.

استهل اللقاء بآيات من القرآن الكريم رتلها المقرئ الشيخ محمد زكريا طقوش، ثم تقديم لمنسق عام هيئة الإسعاف الشعبي عماد كاوي، وتولى تقديم المتحدثين منسق تجمع الجمعيات والمؤسسات الأهلية في طرابلس ورئيس اتحاد الشباب الوطني في الشمال المحامي عبد الناصر المصري.

كلمة المفتي قباني ألقاها الشيخ خليفة الذي رأى أن “أمة الوفاء هي التي تعرف قيمة رجالها، وهذا اللقاء الذي دعا إليه المؤتمر الشعبي اللبناني برئاسة الأخ كمال شاتيلا تأكيد على أن الأمة بخير”.

وشدد على أن “المفتي الشهيد حسن خالد كان وطنيا بإمتياز يدافع عن وحدة لبنان وإستقلاله، عروبيا يتفاخر بإنتمائه العربي لأنه يعرف حقيقة الإسلام التي لا تتعارض مع الوطنية والعروبة، لذلك حرص أن تكون أول زيارة له إلى قاعدة العروبة مصر عبدالناصر، بمثل ما كان منفتحا على كل الطوائف، ودفع حياته ثمن المبادئ التي آمن بها دفاعا عن كرامة المسلمين”، ومؤكدا أن “الشهيد حسن خالد من الشخصيات التي رفعت راية دينهم وأمتهم ووطنهم”.

قبلان

وأكد المفتي أحمد قبلان أن “المفتي الشهيد حسن خالد عمل مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لتأكيد أن الإسلام حاضن لكل المسلمين، يثبت العيش بين كل الأديان والملل ويحرم القتال ويكرس الوحدة والمودة والتضامن بين أبناء الوطن الواحد، ويحد من اللغة الطائفية والمذهبية”.

وأضاف: “إن التعاون بين المفتي الشهيد والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أنتج مشروعا وطنيا لبنانيا يؤكد أن لبنان يحكم بالشراكة، وأن إسرائيل عدو وكيان طارئ”، مشددا على “أهمية هذا المشروع في ظل ما نشهده من إستحلال للدم والعرض والمال”، مطالبا ب”إنتخاب رئيس للجمهورية يكون صديقا للعرب وعدوا لإسرائيل، جامعا للوحدة الوطنية وعرابا للالفة بين اللبنانيين”، وداعيا “لإجراء إصلاح سياسي لإقامة عدالة إجتماعية وإلغاء الإحتكار السياسي أو الإقتصادي”.

عبد الخالق

كلمة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ألقاها الشيخ سامي عبد الخالق الذي رأى أن “المفتي الشهيد كان رجل دين وعلم، نهل من أصول الشريعة الإسلامية التي أغنت شخصيته الفذة، ورمزا لوحدة المسلمين، وصوتا وطنيا للإنفتاح والإعتدال، ومن دعاة الحوار الإسلامي المسيحي، ومن الداعمين الأساسيين للقضية الفلسطينية، وكان ثابتا في الموقف الوطني الأصيل، راسخا في ثوابته الجامعة ومبادئه المستمدة من التراث الإسلامي، رافضا كل أساليب الغدر والإرهاب”.

ورأى أن “مسيرة الشهيد حسن خالد ولقاءاته مع الشيخين المرحومين محمد أبو شقرا ومحمد مهدي شمس الدين سعت دائما للابتعاد بالمسلمين عن الصراعات ومنع إنزلاقهم إلى مستوى الشحن الطائفي البغيض”.

خالد

ثم ألقى عمار حسن خالد كلمة عائلة المفتي الشهيد، فشكر المؤتمر الشعبي اللبناني ورئيسه على إقامة هذا اللقاء، مؤكدا أن “المفتي حسن خالد والشهداء الذي سقطوا معه إستشهدوا من أجل لبنان الوطن والحرية والكرامة والعيش المشترك، وأن جريمة الإغتيال إستطاعت النيل من الجسد لكن الروح بقيت في ضمير ووجدان كل لبناني حر، شامخة تتشبث بالحق وتدافع عنه”.

ودعا إلى “نبذ الإنقسامات الطائفية والمذهبية والتصدي للشلل في مواجهة الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية، وعدم هدر حقوق الوطن وإحترام حقوق المواطن”.

شاتيلا

ختام الكلمات كانت مع شاتيلا الذي شكر الحضور على المشاركة في لقاء الوفاء للمفتي الشهيد “الذي ما زالت روحه الطاهرة بيننا وأنواره الفكرية والدينية في قلوبنا وعقولنا”.

وقال: “إن الشهيد حسن خالد مثال ونموذج للمسلم المعتدل الوسطي الموحد المواجه للتطرف بحكمة وشجاعة والذي ينبذ كل العصبيات التي تسعى للتسلل بين صفوف المسلمين، والوطني الصادق الجامع لكل الناس. عمل منذ توليه مقاليد الإفتاء لتحويل دار الفتوى إلى دار إسلامية ووطنية مستقلة بعيدا عن تدخلات رؤساء الورزاء وغيرهم، فإنتعشت الدار بعد أن كانت بعيدة عن هموم الناس ورئاسة الحكومة مسيطرة عليها. وطور الجهاز الديني في الدار وأنشأ صندوق الزكاة، وأسس لجانا إجتماعية وثقافية وبخاصة خلال الحرب، وبادر لتوحيد صفوف المسلمين مع الشيخ المرحوم محمد مهدي شمس الدين والشيخ المرحوم حليم تقي الدين، وعقد لقاء في دار الفتوى صدرت عنه الوثيقة الإسلامية التي شكلت الأساس الأهم في صياغة إتفاق الطائف عام 1989”.
وأضاف: “حينما إجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982، كان المفتي الشهيد حسن خالد أول المقاومين لهذا الإجتياح والرافضين لمشاريع الصهاينة وتوقيع أي معاهدة ذل وعار والتطبيع معهم”.

ورأى أن “رؤساء الوزراء السابقين بإستثناء الرئيس سليم الحص، لم يسعوا لحل المشاكل التي وقعت في دار الفتوى في الفترة الأخيرة، بل زادوا من المشاكل في الدار من خلال القرارات التي أصدروها بتأثير من الرئيس فؤاد السنيورة الهادفة لعزل المفتي، وهذا ما رفضناه مع أحرار المسلمين ليس دفاعا عن سماحة المفتي وإنما دفاعا عن دار الفتوى لما تمثله و ترمز إليه، وقد إستطعنا تعطيل قرارات رؤساء الوزراء بإقالة المفتي”.

وأكد ان “حركات التطرف وبخاصة المسلح منها تمارس أبشع أنواع التنكيل بالمسلمين وغير المسلمين تحت إسم الإسلام، فتأمر وتنهي حتى وصل الامر الى تكفير منظمات التطرف بعضها البعض واستباحة دماء بعضها البعض مما شوه صورة الاسلام عالميا”، مشددا على “أن الاسلام الحضاري وصل الى الهند والصين وافريقيا بحسن المعاملة وطيب الاخلاق الحميدة، مما جعل الملايين تدخل الاسلام عن قناعة حرة”.

وحول إنتخابات رئاسة الجمهورية، قال شاتيلا: “لقد عقدنا لقاء حاشدا في قلب بيروت شكل إختراقا للطبقة السياسية، وخرج بمقررات أبرزها أن المرشحين اليوم للانتخابات لا يمثلون الشعب اللبناني بل بعضهم يمثل المصارف والشركات العقارية وآخرون يمثلون الفيدرالية والقتل”، رافضا “أي مس بدستور الطائف لأن الإنقلاب عليه دعوة لحرب أهلية جديدة”، مشددا على “ضرورة إجراء تعديل دستوري يسمح للشعب بإنتخاب الرئيس مباشرة من الشعب”، لافتا الى أن “هذا التعديل الدستوري سيشكل المدخل الرئيس للاصلاح السياسي في لبنان”.

السابق
احتفال العودة الى بريح برعاية رئيس الجمهورية وحضور البطريرك الماروني وجنبلاط
التالي
الجيش يلقي القبض على شخص يرتدي زيّ امرأة شرق عين الحلوة