جنبلاط تعليقا على فيسك: يا زمان الوصل في الأندلس!

تعليقاً على مقال للكاتب روبرت فيسك في الاندبندنت البريطانية حول دعوة أسبانيا اليهود، الذين طردوا في القرن السادس عشر، إلى العودة من دون الاشارة الى مطالبة المسلمين بالعودة، كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مقالاً على طريقته الساخرة وقد خص به القبس الكويتية به:
هنالك دائماً وقت في مسار التاريخ للإقرار بالتوبة، وان اخذ هذا الامر قروناً من الزمن. فقبل كل شيء، فاسبانيا معروفة بأنها بلد كاثوليكي متحمس، وقد تكون تلك اشارة واضحة فقط إلى ان «يوم الحساب» يقترب قدومه.
لقد أخذ الأمر من الدروز والموارنة في لبنان قرابة 140 عاماً لتحقيق المصالحة بعد حربين دمويتين. الأولى في عام 1860، والثانية عام 1982. والمصالحة كانت في عام 2001، تحت رعاية البطريرك صفير في المختارة «عش النسر».
والدروز والموارنة يشكرون منذ ذلك اليوم الآلهة، إله الحب «ايروس»، وإله النبيذ «باخوس»، وقد دفن رمح الحرب الى الابد.
اما بالنسبة لاسبانيا، فانني قد اقترح بعض الافكار، واضعاً في الاعتبار ان سمعة المسلمين في هذه الايام تأثرت «قليلاً» بالأحداث في العراق وسوريا، وغيرهما من المناطق، وذلك فضلاً عن النزاع «الاخوي» بين الشيعة والسنة.
لكن بالرغم من ذلك، فان بعض المسلمين «البارزين» يمكن اقناعهم بالاستثمار في اسبانيا. واحدهم يقيم مسبقاً في ماربيا. انه رفعت الاسد، وكنت أعرفه منذ ايام ماضية في دمشق. وقد سمعت انه سيبيع ممتلكاته العقارية في باريس.
والسلطات الاسبانية أو ربما الملك يمكن أن يقنعه ببناء مكتبه بالقرب من مسكنه في ماربيا.
في واقع الامر، فانه يمكن أن يكتب هناك مذكراته حول حماة، والتصميم الحضري الجديد الذي نفذته دباباته ومدفعيته في عام 1982. ولسوء الحظ فقد تم تدمير بعض النواعير، وقتل بعض الناس، غير ان تلك تعد أضراراً جانبية بسيطة.
والفكرة الاخرى هي الاتصال بالأمير الوليد بن طلال. فهو يبني حالياً برجاً جديداً في جدة، أعلى من برج خليفة في دبي، ويجب ان يُشجع على بناء برج بالقرب من قصر الحمراء في غرناطة، كعمل معماري إسلامي حديث، الى جانب ذلك الذي يعود الى القرون الوسطى. ويبدو ذلك امراً عظيماً، كما انني أفكر ايضاً في مستثمر آخر محتمل مهندس معماري عظيم متخصص في التصميم الريفي، وهو الجنرال قاسم سليماني، من الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي قد يكون مهتماً ببناء متحف في غرينيكا بالقرب من متحف غوغنهايم، حيث يمكنه عرض المخططات الجديدة لمدينتي حلب وحمص وأجزاء من سوريا، وفي امكاني بعث رسالة له بواسطة صديق مشترك وهو السيد احمد الجلبي من العراق.
وأخيراً، سوف أطلب من صديقي نجيب ميقاتي بناء فندق ليس بعيداً عن فيلا دي لوس كايدوس، حيث كان الجنرال فرانكو يقضي فترات من الراحة.
وفي واقع الامر، فانني افكر مع ميقاتي حول استئجار الاسكوريال، وهو مبنى تاريخي في اسبانيا، ولكننا قمنا بدراسة جدوى، وقد بدا الأمر مكلفاً بعض الشيء فعدلنا عن الموضوع.
ومع ذلك، فان القرب من منطقة فال دي لوس كالدوس قد يجذب الكثير من السياح، والاغلب من اللبنانيين لتقديم تحية الى جوزيه انطونيو بريمو دي ريفييرا الراعي الفكري لبيار الجميل والانصار التابعين له، الذين ما زالوا كثراً في ارض الارز، ومع ميقاتي يمكننا أن نتناقش مع الحكومة الاسبانية حول امكانية الحصول على ذلك «الملاذ المقدس» كمقر نهائي لبعض من سياسيينا «المحبوبين» وبإيجار جيد بالطبع.
روبرت هذه بعض المقترحات التي أعتقد أن السلطات الاسبانية يمكن أن تقبلها، وتفادي أي سوء فهم يشير الى أن منحهم الجنسية لليهود الشرقيين لا يقوم على أساس أي موقف عنصري.

السابق
اعتصام في البداوي للنازحين الفلسطينيين من سوريا
التالي
الدور الإيراني في القضية السورية