وصف رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الحملة التي تُشَنّ على البطريرك بشارة بطرس الراعي على خلفية زيارته المرتقبة الى الأراضي المقدسة بـ”غير المتأنية”، معتبرًا أنّ فيها “سوء فهم” لطروحات البطريرك باعتبار أنّه يقوم بزيارة رعوية ودينية للحج إلى مهد المسيح وكنيسة القيامة وهو شوق يساور كل مسيحي في هذا الشرق وتحول الظروف وإشكالية الإحتلال الإسرائيلي دون القيام بمثل هذه الزيارة المقدسة.
وأوضح الخازن، في حديث لـ”النشرة”، أن للراعي جواز سفر فاتيكاني يخوّله تفادي الإجراءات المتعلقة بسلطات الإحتلال، مشدّدًا على أنّه “أحرص مَن يكون على ألاّ تستغل أي حركة في زيارته من جانب إسرائيل، نظرًا لرؤيته الثاقبة إلى الإحتلال الإسرائيلي الذي استهدف المسيحيين إستهدافًا حقيقيًا حيث لم يبق منهم، نتيجة جثومه على القدس منذ حرب 1967، إلاّ عشرة آلاف ماروني وبعض عشرات الآلاف من الطوائف المسيحية الأخرى”.
واعتبر الخازن أنّ الراعي، وككل زيارة رعوية، “يستنهض الحالة المسيحية في وجه إسرائيل حتى يبقى المؤمنون متمسّكين بأرضهم وإرثهم والتراب الذي إمتزج بدم فاديهم السيد المسيح”، وقال: “من هنا تبدو الحملة مسيئة إلى البعد الروحي من هذه الزيارة، برغم أحقّية التخوّف من أي إستغلال إسرائيلي لها. وبأي حال، فالبطريرك الراعي سيّد نفسه ولا يحق لأحد أن يتدخّل في شؤونه الرعوية والدينية”.
المرشح التوافقي لا القطب هو الأوفر حظاً
وفي الملف الرئاسي، توقع الخازن أن يبقى موقع رئيس الجمهورية شاغرًا بعد المهلة الأخيرة المحددة في 25 أيار المقبل، لكنه شدّد على أنّ المصلحة الوطنية توجب على الجميع الإلتزام الوطني لإنجاز هذا الإستحقاق الذي يخصّ جميع اللبنانيين وإن إنبثق من حق ماروني بهذا المنصب الرفيع”.
واعتبر أنّه “وإذا ما استمرت الأجواء على النحو الذي يجري، فإننا ذاهبون حتمًا إلى إنتخاب رئيس من الخارج، بكل أسف، لأن الخلاف على هذا الموقع هو الفراغ بعينه أو الحلقة المفرغة التي يمكن أن يدور فيها الإستحقاق من تأجيل إلى آخر”.
وردًا على سؤال حول المرشّح الأوفر حظًا اليوم وعمّا إذا كان المرشّح التوافقي أو القوي هو القطب، اعتبر أنّه من المؤكّد أن المرشّح القطب، لن يحصل على العدد الكافي بتأمين الثلثين، و”قد رأينا البروفا لدى ترشّح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن فريق 14 آذار”، وأضاف: “لن يكون بمقدور أي مرشّح قطب في وجهه، إذا ما ترشّح، وهو ما أشك به، أن ينال العدد المطلوب للفوز بالرئاسة، لأن الكفّتين متعادلتان سلبيًا”.
واعتبر الخازن أنّه “من الطبيعي إذًا أن يكون المرشّح التوافقي الذي يرضي الفريقين أو لا يستفز أحدًا منهما، هو الأوفر حظًا”، لافتا إلى أنّ هناك جملة أسماء تتمتّع بهذه الصفة والشروط وإن إفتقرت إلى القاعدة الشعبية التي تدعم المرشّحين الأقطاب”.
بمقدور خلف سليمان أن يوازن الأمور
وتطرق الخازن للجلسة الأخيرة للحوار وامكانية استمرار هذه الجلسات في العهد الرئاسي المقبل، فاعتر أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يدرك، بحكمته السياسية، أن لا أمل أن يتحقّق في جلسة الوداع ما عجزت عنه جلسات كثيرة.
وقال: “لذلك، فأغلب الظن أنه يحاول أن يسهّل للرئيس المقبل أرضية صالحة لتطوير البحث في الإستراتيجية الدفاعية بعدما إتّخذت أبعادًا خارج الصراع المباشر مع إسرائيل”. وشدّد على أنه “بمقدور الرئيس الخلف أن يوازن الأمور ويبتدع صيغة لا تحدّ من القرار الحصري للدولة بالتفاهم مع الظهير الداعم لمؤسسة الجيش وفق جدول تحدّده قيادته”.