450 حالة ولادة في الشهر للنازحات شمالاً

تحصي الجمعيات العاملة مع النازحين السوريين إلى عكار، ما يقارب الـ450 حالة ولادة في الشهر الواحد بين النازحات السوريات إلى الشمال، أي 5400 ولادة في السنة الواحدة، وذلك بمعدل 15 ولادة في اليوم. ويظهر بوضوح مدى الاهتمام الذي تحظى به المرأة الحامل من رعاية طبية، إذ تركز تقارير «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» على الرعاية الصحية الأولية للنساء الحوامل، بما في ذلك المعاينات الطبية والعلاج والأدوية واللقاحات، والرعاية أثناء الحمل وما بعد الولادة، وتنظيم الأسرة والرعاية الصحية للمولود.

وتشير الجمعيات في تقاريرها، ولا سيما «الهلال القطري»، و«إئتلاف الجمعيات الخيرية لإغاثة النازحين السوريين» اللذين يعمدان إلى تغطية كلفة الاستشفاء للنازحات غير المسجلات لدى المفوضية، إلى أنهما كانا سابقاً يتكفلان يومياً بين 10 و15 حالة ولادة، من غير المسجلات لدى المفوضية، أمّا حالياً فإن المفوضية اعتمدت خطة تسجيل النساء الحوامل فور بلوغهنّ المستشفى، وهي تقوم بتغطية 75 في المئة من كلفة الاستشفاء.
ووفقاً لإحصاء المفوضية فإن عدد الولادات في المستشفيات المتعاقدة في لبنان كله، خلال شهر آذار، بلغ 1550 ولادة طبيعية و662 ولادة قيصرية. أمّا في عكار فبلغ عدد الولادات في كانون الثاني الماضي 165 ولادة طبيعية و54 ولادة قيصرية، وفي شباط الفائت بلغ عدد الولادات 180 ولادة طبيعية و60 ولادة قيصرية. وتعطي هذه الأعداد المرتفعة نسبياً فكرة عن حجم الأعباء التي يرتبها النزوح على لبنان. وتتحدث المسؤولة الإعلامية في المفوضية دانا سليمان عن «أن هذه النسب خاصة بالمفوضية، وهي تضم المستشفيات المتعاقدة معها فحسب، في حين أنّ العديد من النازحين يلدون في المنازل، أو في مستشفيات غير متعاقدة معنا، وبالتالي فإن هذه الأرقام قابلة للارتفاع».
ويتحدث المسؤول الطبي في «إئتلاف الجمعيات الخيرية لإغاثة النازحين السوريين» أبو فراس زكريا عن «أننا كإئتلاف وهلال قطري نغطي يومياً نحو 15 حالة ولادة وفي بعض الأحيان يتخطى الرقم الـ17 حالة». في مقابل هذه الأرقام المرتفعة لنسبة الولادات التي تستحوذ على جزء كبير من الأموال المخصصة لرعاية النازحين، تبرز بوضوح أزمة تأمين العلاج والتكفل بالعمليات الجراحية للنازحين. إذ تتزايد الشكاوى من جانب النازحين الذين يعجزون عن الحصول على موافقة لإجراء العمليات الجراحية وحتى المستعجل منها، إضافة إلى استحالة الحصول على إذن بدخول مستشفى للمعالجة من الكسور، ما يبقي عشرات النازحين من دون علاج في حين أن البعض منهم يموت على أبواب المستشفيات، تماماً كما حصل الأسبوع الفائت مع النازح عبد الكريم عروق، الذي توفي بعدما عجزت عائلته عن تأمين موافقة من المفوضية لإدخاله المستشفى. وتعد النازحة فاطمة شومان، التي بقيت لمدة أسبوع تحاول الحصول على موافقة لإجراء جراحة المرارة، نموذجاً عن معاناة النازحين، إضافة إلى النازح محمد زعرور (70 عاماً)، الذي بقي ثلاثة أشهر من دون علاج من غير أن يتمكن من الحراك بعد إصابته بكسر في الورك.
وتعد مشكلة التأخر في إعطاء الموافقة الطبية والتأخر في دفع التكاليف من أبرز الشكاوى التي يطرحها النازحون، وهذا الواقع دفع النازح خالد سعد الدين مؤخراً إلى مغادرة المستشفى الحكومي في حلبا من دون دفع التكاليف، وذلك بعد وجوده أياماً عدة في المستشفى من دون أن يحصل على أي تغطية من المفوضية أو أي جمعية أخرى.

السابق
السوالقة يتوفى خلال تأديته مشهد وفاة
التالي
العيون على الراعي…’إحراج’ بيروت ثمّ القدس؟