النبطية تحيي الذكرى الـ79 لرحيل العالم الصباح

تحيي مدينة النبطية الذكرى التاسعة  والسبعين لوفاة ابنها العالم حسن كامل الصباح في ثانوية الصباح في المدينة، باحتفال دعت اليه بلدية النبطية ولجنة الصباح الوطنية ويتخلله ازاحة الستارعن نصب العالم الصباح الذي تم نقله الى داخل الثانوية وبناء قاعدة جديدة له، والعالم الصباح ليس ابنا للنبطية فقط بل للبنان باسره وهو الذي رفع اسم وطنه عاليا من  خلال اختراعاته العلمية والكهربائية.

لكن ما يحزّ في نفوس ابناء النبطية أنّ وزارات المالية المتعاقبة لم تصدر حتى اليوم طابعا بريديا يحمل اسم الصباح، كما أنّ وزارات الثقافة في الحكومات اللبنانية لم تقدم على اقامة متحف يضم اختراعاته، ويبقى هذان الأمران  محل  متابعة من قبل فاعليات المدينة السياسية والبلدية والتجارية وحتى لجنة الصباح ذاتها لان الصباح  يبقى  منارة علم لكل الطلاب اللبنانيين للاقتداء به على دروب المجد والعلا في التربية والتعليم والتقدم والتطور لرفع شأن الوطن.

رسول لبنان إلى ميادين الاختراعات

“النشرة” استطلعت آراء فاعليات النبطية بهذا الخصوص، حيث رأى ابن النبطية عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ياسين جابر أنّ حسن كامل الصباح يمثل الوجه الثقافي  العلمي  لمدينة النبطية، وهو رسولها إلى عالم التفوق والابداع والاختراع، وهو رسول لبنان ايضا الى العلم وميادين الاختراعات، وأشار إلى أنه، وعلى  الرغم من مرور أكثر من 79 عاماً على رحيله، فإنه ما زال حيّاً في ذاكرة أبناء النبطية ومنطقتها ووجدانهم، وهو العربي الذي يفتخر بعروبته حينما يقول “انني ان رغبت في اتيان عمل عظيم  فما فعلي ذلك الا لاظهر للعالم الغربي ان الشرقي  يمكنه ان يقوم بجلائل الاعمال لخدمة المجتمع الانساني”.

وذكّر جابر بأنّ حسن كامل الصباح سجّل 52 اختراعاً، منها 37 اختراعاً انجزها منفرداً، والباقي بالتعاون مع زملائه العلماء الباحثين في شركة “جنرال إلكتريك” التي عمل فيها من أواسط عام 1923 حتى تاريخ رحيله بحادث سير في 31 آذار 1935 بتوقيت نيويورك، المصادف أول نيسان بتوقيت بيروت وقد نقل جثمانه من مرفأ نيويورك في 8 أيار على متن الباخرة اليونانية “بيرون” ووصل إلى مرفأ بيروت ظهر الثلاثاء في 28 أيار، ونقل إلى النبطية باحتفال رسمي وشعبي وووري نهار السبت في الأول من حزيران 1935.

ولفت جابر إلى أنّ النبطية مع لجنة الصباح الوطنية والبلدية ينظمون في شهر نيسان من كلّ عام احتفالا بذكرى وفاة العالم حسن كامل الصباح الذي قتل بسبب تفوقه وذكائه وإبداعه ونتيجة حسّه الوطني والقومي، فقد كان عالماً ومخترعاً وفيلسوفاً وشاعراً، ما جعله يضيء الكون بشعلته أوائل القرن العشرين، وكان سبباً لتطور علمي باهر في العالم، معلناً السعي لاصدار  طابع بريدي باسمه وإقامة متحف علمي لاختراعاته على أرض مدينة النبطية بالتعاون مع  نواب المدينة والبلدية وجمعية التجار ومحافظ النبطية ولجنة الصباح الوطنية، وقال: “حلمنا هو ان نطلق اسمه على معمل الزهراني للكهرباء، كما نسعى لإقامة مكتبة ومتحف وقاعة في النبطية باسم  الصباح واصدار فيلم وثائقي عن سيرته واختراعاته  ليوزع على المدارس”.

على الدولة اللبنانية الاهتمام به

من جهته، أوضح رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل “أننا عندما نكرم العالم الصباح انما نكرم القيمة العلمية ونكرم ونشجع العلم”، مشيراً إلى أنّ العالم الصباح اعطى العالم كل هذا النتاج العلمي من اختراعاته التي وضعها في خدمة الانسانية وهي تصل الى ما يقارب الـ75 اختراعا  منها ما سجلها منفردا ومنها بالتعاون مع زملائه، لافتاً إلى أنّ العالم الصباح رفع اسم لبنان عاليا كما رفع أيضًا مكانة العالمين العربي والاسلامي.

وأكد كحيل أنّ على الدولة اللبنانية أن تهتمّ به، وقال: “نحن في بلدية النبطية نقوم  بالاهتمام بالضريح الذي بات قبلة لكل طالب علم متفوق، كما اننا نسعى لاقامة متحف باسم الصباح  يضم عناوين اختراعاته الموثقة  بكتب عديدة”.

وأعلن ان لجنة الصباح الوطنية تقوم مع البلدية  بجهود تبقى خجولة امام قيمة العالم الصباح العلمية وهو ما يحتاج الى دعم الدولة، داعياً وزارة المالية لاصدار طابع بريدي باسم الصباح، وبلدية النبطية والنبطية باسرها اطلقوا اسم الصباح على احد  شوارع المدينة، كما ان هناك ثمثالا للصباح ينتصب على مدخل النبطية الرئيسي  وكذلك ثانوية الصباح الرسمية التي تخرج المتفوقين سنويا على طريق ابداعاته وانجازاته العلمية.

هل يبقى الصباح منسياً في وطنه؟

أما رئيس جمعية تجار محافظة النبطية وسيم بدر الدين فكشف لـ”النشرة” أنّه سيقوم بجولة على عدد من الوزراء وسيطالب باصدار طابع بريدي يحمل اسم العالم حسن كامل الصباح فضلا عن اقامة متحف علمي لاختراعاته، فهو رجل حمل اسم لبنان الى العالم وساهم برفع المكانة العلمية ووضع اختراعاته في خدمة الانسانية وهو الذي تميز بلبنانيته ووطنيته وعروبته، حتى كان رجلا على مستوى الشرق من خلال حسه القومي والعربي واللبناني، متسائلاً: “لماذا السكوت عن اهمال تكريمه في وطنه؟ وهل يبقى الصباح منسيا في وطنه وهو الذي اعلى باختراعاته من خلال الكهرباء وتحويل الطاقة اسم لبنان في دنيا العرب؟

بدوره، أكد أمين الشؤون الثقافية في لجنة حسن كامل الصباح الوطنية الدكتور كمال وهبي متابعة مسيرة الصباح من جيل الى جيل، مشيراً إلى أنّ اللجنة  اصدرت العديد من المؤلفات والمقالات ضمن امكانياتها عن الصباح، وقال لـ”النشرة”: “مهما  عملنا  لن نقدر أن نفي هذا الرجل حقه، نحن اقمنا تمثالا له في مدينة النبطية  وتمثالا من الشمع في مدينة جبيل، وما نطمح له اليوم اقامة مركز حسن كامل الصباح العلمي والذي طالبنا الدولة بانجازه لانه يحتاج الى ملايين الدولارات الا ان مطالباتنا  العديدة لم تلق اذانا صاغية”.

ولفت وهبي إلى أنّ اللجنة تسعى الى اصدار طابع  بريدي باسم الصباح بالتعاون مع البلدية وجمعية تجار المدينة، مشيرا الى ان بلدية النبطية مستعدة لتقديم قطعة ارض لبناء المركز العلمي باسم الصباح عليها الا ان هذا الامر يحتاج الى الدعم المادي من الدولة  لان المركز سيضم متحفا وعرضا لاختراعات الصباح وكل ما يختص به  لكي يكون قبلة وهداية  للاجيال المقبلة.

وأعلن أنّ هناك دراسة  لتحويل ضريح الصباح  الى اشبه بمختبر كهربائي واقامة خيمة خارجية، وأضاف: “نحن نتواصل والبلدية مع وزارة الاشغال  ليأتي ما رسمناه  يليق بالعالم الصباح  رغم ان الدولة لم تعطه حقه على الاصعدة كافة”، وشدّد على أنّ “هذا العالم العبقري  سيبقى رائدًا مميّزًا في العالم، ولولا بطاريته الشمسية  لما وصل الانسان الى اي مكان في الكون، فهو الذي وضع مبدأ تخزين الطاقة من الشمس فضلا عن اختراعاته المتعددة”.

السابق
الانتخابات العراقية العامّة انطلقت تحت عنوان «التغيير»
التالي
كرم : هناك من ينتظر كلمة السر من الخارج للانصياع لها