جراح لبناني يفوز بجائزة «فيليب موري» العالمية

طبيب لبناني آخر يحصد الجوائز في الخارج، هو الدكتور الشاب بشير الياس الذي فاز بجائزة “فيليب موري” الأولى عن فئة الجراحين الشباب في فرنسا، وهو أحد الكفاءات اللبنانية الذين يتفوقون في الخارج ويبرعون فيخسرهم وطنهم لأنه لا يقدّم شيئاً لهم في أي من القطاعات.

الدكتور بشير الياس يبرع في الجراحة بالمنظار، تستهويه ويحب ان يطور ويبتكر أثناء إجراء العمليات الجراحية. ككل سنة، نظمت جمعية ليون العالمية للجراحة بالمنظار (تكريماً للدكتور فيليب موري) مؤتمرها الدولي المخصص فقط للجراحين الشباب، أي الذين ما دون 40 عاماً، فيجرون عمليات جراحية بالمنظار فيها ابتكار وتطوير وليست جراحات عادية بالمنظار، وذلك أمام لجنة متخصصة من أطباء من فرنسا وبلجيكا وسويسرا ولوكسمبورغ وايطاليا. أجريت 40 عملية جراحية بواسطة المنظار، فحصد الدكتور الياس جائزة “فيليب موري” الاولى. والدكتور فيليب موري يلقب بـ”أب” الجراحة التنظيرية في البطن، طوّر هذه التقنية من دون شق البطن، عبر شقوق صغيرة وادخال الملقط والكاميرا لاجراء العملية، ومهّد الطريق للابتكارات في هذا النوع من العمليات. بدأ بجراحة المنظار في فرنسا حوالى العام 1988 في ليون.

وعن الجائزة التي حصل عليها، يقول الياس لـ”النهار” إن “90 في المئة من العمليات الجراحية التي يجريها بواسطة المنظار “طبعاً مع القليل من الابتكار”. ويضيف: “هذه السنة نلت الجائزة الأولى عبر اجرائي عملية جراحية للقولون بالمنظار واستئصلت جزءاً منه من دون شق ولا جرح. العملية المعترف بها دولياً تكمن في اجراء جرح صغير حوالى 5 سنتيمترات مع 3 شقوق، أنا أدخلت المنظار شرجياً من دون جرح ومع 3 شقوق في البطن. هذه العملية ليست الاولى لكنها ليست روتيناً لذا اعتبرتها لجنة متخصصة من الاطباء في المؤتمر العالمي للجراحات ابتكاراً وحصدت على أساسها المرتبة الأولى. كما ان هذا النوع من العمليات بالمنظار هو مستقبل الجراحة في العالم، اذ ان مضاعفاته بعد اجراء العملية أقل خطورة وبالتالي يستطيع المريض استعادة عافيته في وقت أسرع”.

الدكتور الياس (36 عاماً)، ابن بلدة ميفوق الجبيلية، تخرج من الجامعة اللبنانية في الجراحة العامة ثم أكمل تخصصه في الجراحة بالمنظار في بلجيكا ثم الجراحة السرطانية في فرنسا. هو اليوم طبيب جراح اليوم في مستشفى “Bel – Air في Thionville” التابع للمركز الاستشفائي الاقليمي “Metz – Thionville” الذي يضم 6 مستشفيات، كما انه ينتسب حالياً الى نقابة الاطباء الفرنسية، يزور لبنان كل 3 او 4 أشهر، ووصل مساء أمس الى لبنان لمدة أسبوع لرؤية عائلته، فيقول انه “سافر الى الخارج لاكمال اختصاصه “ولأكتسب خبرة اضافية وبقيت في فرنسا بطلب من الاطباء”.

لا ينكر الياس فضل الجامعة اللبنانية عليه، ويقوا: “لولاها لما كنت وصلت الى ما وصلت اليه. أحب العمل في بلدي، لكن كل مستشفى أقدم طلباً فيها يكون الجواب “منشوف” ربما لاحقاً. أما في فرنسا فلم يعتبروني أجنبياً، فالمعاملة في الخارج مع المتفوقين اللبنانيين افضل من لبنان. مع ذلك سأحاول العمل في لبنان وألا أغيب عنه، فبلدي في حاجة اليّ والى أمثالي”.

السابق
ما الذي يمنع كاظم الساهر عن فرنسا؟
التالي
الأناضول: مسلحون أكراد إختطفوا ليلا جنديين تركيين جنوب شرق تركيا