معادلة الانقسام الثلاثي في جلسة الانتخاب تدفع نحو الفراغ

بلغ مأزق انجاز الاستحقاق الرئاسي في المهلة الدستورية ذروة أبعاده امس مع ما تكشفت عنه فصول الجلسة الاولى من انتخاب رئيس الجمهورية، بعدما قدمت القوى السياسية أقصى ما لديها من أوزان وأحجام. فقوى 14 اذار نالت نصيبها بـ48 صوتا قد تزداد أو تنقص بحضور نائب غاب عن جلسة امس او عودة آخر عن تحفظ ما، وقوى 8 اذار حصدت 52 صوتا ابيض خرجت عنها بضعة اصوات نبشت قبور الماضي الاسود اذا ما انضمت اليها يبلغ عددها 58 او 59 صوتا كحد اقصى، في ما تمكنت كتلة الوسط المتمثلة بالنائب وليد جنبلاط من ضم بعض المعترضين من هذه الكتلة او تلك اليها، ليرتفع عدد اصواتها اذا ما جمعت بالكامل الى نحو 23 صوتا. والمفارقة ان ايا من هذه القوى لم يتمكن ان يجمع كتلته بكامل اعضائها حول صوت واحد بدليل خروج بعض النواب عن الاجماع لمصلحة مرشح آخر او شهيد او ورقة بيضاء.

وازاء هذا الواقع، انبرت القوى السياسية كل من جانبها الى تقييم نتائج جلسة امس واجراء قراءة معمقة في المتوقع من المقبلة اذا ما التأم نصابها، وهو أمر مستبعد، وبرزت اليوم بعض الاصوات الداعية الى كسر الجمود والخروج من شرنقة الانقسام الذي لا يؤدي إلا الى الفراغ.

وفي هذا الاطار، برز موقف لنائب رئيس “تيار المستقبل” النائب السابق انطوان اندراوس اثر زيارة لوزير الاتصالات بطرس حرب تمنى فيه على قوى 14 اذار “النظر في استراتيجيتها، خصوصا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يسرع في العملية الانتخابية، بما يوجب ايجاد استراتيجية جديدة كي لا نبقى في طريق مسدود ونصل الى الفراغ في سدة الرئاسة وهو هدف الفريق الآخر”. ودعا “الى الاقدام على خطوات جديدة بالتعاون مع النائب جنبلاط”.

وفي السياق، اعتبرت مصادر قريبة من حزب الكتائب ان موقف اندراوس يعبر عن تطلعاتها ما دامت الامور واضحة وسيناريو الجلسة المقبلة متوقع، مشيرة الى ان قوى 8 اذار تتحصن بسياسة تطيير النصاب وتعتمدها سلاحها للدفع نحو الفراغ. واشارت الى ان المعادلة الثلاثية القائمة راهنا (قوى 8 و14 اذار والوسطيون) تؤدي الى التعطيل ومنه الى الفراغ من دون أي نقاش، والمطلوب والحال هذه فتح الباب على معادلة جديدة في المرحلة المقبلة، اي مرشح قادر على الخرق يستقطب الى فريقه، الوسطيين او مرشح توافق وتسوية. واضافت: في مطلق الاحوال فان آفاق الجلسة المقبلة، اذا ما توافر نصابها، مقفلة على اي حل، ذلك ان أقصى التوقعات تؤشر الى ارتفاع اصوات الكتلة الوسطية ازاء استمرار ترشح سمير جعجع وعدم اعلان النائب ميشال عون ترشحه لكونه يصر على اعتبار نفسه مرشح توافق بما يقتضي سحب جعجع ترشيحه وهو امر غير وارد.

السابق
وزير الدفاع الروسي: الجيش بدأ تدريبات عسكرية قرب الحدود مع أوكرانيا
التالي
14 اذار: عدم توفير النصاب يعطل الاستحقاق الرئاسي