سرقة تكشف جرائم قتل: أمنيون مرتشون يخفون الأدلّة!

 

من التحقيق في جريمة سرقة صغيرة، أعادت المديرية العامة لأمن الدولة في البقاع نبش تفاصيل ثلاث جرائم قتل حصلت بين عامي 2010 و2012، وكانت ملفاتها قد أقفلت وختم التحقيق فيها، وذهب ضحيتها كل من وفيقة غدار في الغازية، وسناء أبي المنى في الشويفات، وعلي خليفة في الصرفند.

الأخطر في إعادة كشف هذه الجرائم ما أظهرته بعض التحقيقات، وأكده مصدر أمني في البقاع، إذ أشار لـ«السفير» عن تورط عدد من العناصر الأمنية والعسكرية في هذه الجرائم، من خلال إخفاء بعض الأدلة التي كان من الممكن مساعدة التحقيق في تلك الفترة على كشف هذه العصابة.

لكن «الاكراميات» المالية حالت دون ذلك، ما أدى إلى إقفال ملفاتها من دون وجود أي أدلة دامغة على هذه العصابة، التي تتألف من 12 شخصاً، بينهم امرأتان وغالبيتها من اللبنانيين.

ارتكبت العصابة المذكورة ثلاث جرائم قتل على الأقل، ومئات حوادث السرقة التي طالت بلديات ومراكز رسمية، منها سنترال رياق وبلدية بوارج (60 مليون ليرة)، عدا عن عشرات المنازل في رياق والسعيدي وايعات ومجدليون وعنجر، ومدينة جبيل وضاحية بيروت الجنوبية وزحلة، بالإضافة إلى عمليات سلب بقوة السلاح لسوريين في زحلة.
وبدا لافتاً أن أفراد العصابة كانوا يقتلون ببرودة، عبر إطلاق النار بشكل فوري على رؤوس الضحايا، ثم سرقة المحتويات.

وركزت العصابة عمليات السرقة في مختلف المناطق اللبنانية، بينما ارتكبت جرائم القتل في الجنوب وجبل لبنان، بدءا من العام 2010 مع جريمة قتل غدار، وهي صاحبة محل مجوهرات في الغازية، وتم سلبها كمية كبيرة من المجوهرات .

وفي العام 2011، قتل أحد أفراد العصابة أبي المنى، وهي صاحبة محل ألبسة في الشويفات، وتم سلب مصاغها.
آخر عمليات القتل كان ضحيتها خليفة، الذي قتل في محله في الصرفند، وتم سلبه حقيبة تحتوي على كمية كبيرة من الذهب والمجوهرات، ومبلغ مالي كان بحوزته .
انطلقت عملية كشف الجرائم مع وصول معلومات لآمر مفرزة زحلة في أمن الدولة، المقدم مخايل ابو طقة، الذي كان يتولى التحقيق في حوادث السرقة في البقاع، ووصلت إليه معلومات عن الاشتباه بدور كبير لأحد أصحاب السوابق، ويرجح أن يكون قاتلاً، وفق المعلومات التي وردت آنذاك.

تم رصد الشخص المذكور، الذي يعمل سائق حافلة، وحاولت دورية أمن الدولة توقيفه عند مدخل زحلة، إلا أنه اكمل مسيره نحو شتورا، وهناك جرى تطويقه وتوقيفه ونقله إلى زحلة. وتوالت التحقيقات والتوقيفات، حتى وصل عدد المتورطين في العصابة إلى 12 شخصاً، من بينهم موقوفون حاليون في السجون البقاعية بتهم السرقة والاتجار وترويج المخدرات.
من المتوقع أن تستكمل التحقيقات مع أمنيين ثبت تورطهم في هذه الجرائم، كما دلت التحقيقات على تورط نائب رئيس بلدية سابق وعضو بلدية حالي في حادثة سرقة خزانة البلدية، وهو خارج لبنان. وسيتم في الأيام المقبلة تمثيل جرائم القتل من جانب الموقوفين.

السابق
الأعشاب تساعد حزب الله!
التالي
ما وراء اليافطة في الضاحية:’المسيح قام.. حقاً قام’