ليسيه عبد القادر: هند الحريري باعت والوليد بن طلال سيدمّر

باع ورثة الرئيس رفيق الحريري، وعلى رأسهم كريمته هند الحريري، مدرسة الليسيه عبد القادر بمبلغ قريب من 160 مليون دولار بحسب معلومات "جنوبية". الأرجح أنّ الشاري هو رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال، الذي سيدمّر مدرسة خرجّت عشرات الآلاف من الطلبة عبر السنين، وإحدهن خالته الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.

باع ورثة الرئيس رفيق الحريري مدرسة الليسيه عبد القادر بمبلغ قريب من 160 مليون دولار بحسب معلومات لـ”جنوبية” من مصادر مطّلعة على حيثيات الصفقة. وبات طلابها، وهم آلاف، مضطرّين للانتقال إلى مدارس أخرى داخل بيروت، أو خارجها. ما يعني أنّ عملية البيع هذه خلقت اضطرابا أسريا لدى آلاف العائلات البيروتية.

حين وصل الرئيس رفيق الحريري إلى السلطة في التسعينيات، أعلن أنّ هدفه في السلطة تعمير لبنان، وبيروت تحديدا. بعد الحرب الأهلية هذا ما حصل. ارتفعت بيروت من رماد وأسى إلى فرحٍ بأبنية جديدة وتوزيع منح دراسية وتطوير البنى التحتية والإنسانية. ومن تلك الأعمال أنّ الرئيس الحريري قام بشراء مدرسة الليسيه عبد القادر في فردان منعا لإقفالها، وأدارها بالتعاون مع وزارة الخارجية الفرنسية والبعثة العلمانية الفرنسية بموجب اتفاق خاصّ ما زال قائما إلى اليوم.ليسيه عبد القادر2

عامر كامل هو أحد أعضاء لجنة الأهل في الليسيه عبد القادر، وهم بدأوا تحركاً ضدّ هدم المدرسة ونقلها من مكانها المعتاد منذ مئة سنة الى خارج بيروت، لبناء “مول” تجاريّ مكانها. يقول لـ”جنوبية”: “التحرّك الذي بدأ منذ أقلّ من شهر من قبل اللجنة والتلامذة هدفه منع أيّ قرار يصدر بنقل المدرسة إلى منطقة الشويفات أو غيرها”.

ويتابع: “بالطبع نحن ضدّ هدم المدرسة ليحلّ مكانها Mall”. ورغم الضغط الذي مارسته الإدارة علينا، وانشقاق اللجنة، نفّذت اللجنة اعتصاما بعد ظهر الخميس 3 نيسان 2014 أمام المدرسة، وتكرّر رفع الشعارات الرافضة لنقل المدرسة إلى أي مكان آخر، والمطالبة بالحفاظ على الطابع التراثي لمبنى المدرسة، و”منع تفريغ بيروت من هويتها الثقافية والتربوية”.

تزامن الاعتصام مع سيل من الرسائل النصية القصيرة التي أرسلتها مجموعة من لجنة الأهل المنشقة عن التحرك، تطلب فيها من النصف الآخر من اللجنة ومن الأهالي عدم المشاركة في أي اعتصام. وتتحدث الرسائل عن تسييس لموضوع المدرسة. على اعتبار أنّ “خير دليل ما ذكر عن تدخل الرئيس نجيب ميقاتي لشراء المدرسة”. وطالبت الرسائل ببحث الموضوع مع إدارة المدرسة بعيداً من الاعلام والتدخلات السياسية.

الليسيه عبد القادر هي واحدة من أعرق مدارس بيروت. أسّستها البعثة العلمانية الفرنسية مطلع القرن العشرين في منطقة زقاق البلاط بقلب بيروت قبل أن يشتريها الرئيس رفيق الحريري ومؤسسته التي قامت بترميم أبنيتها التراثية وتجديد تجهيزاتها وتحديث مختبراتها. كما أضافت إليها مبان جديدة تستوعب مزيداً من التلامذة. ومن أبرز أبنية مدرسة الليسيه عبد القادر التراثية  فيلا من 3 طبقات بُنيت على الطراز اللبناني التقليدي، وبترميمها أصبحت واحدة من أبرز الأبنية التراثية في بيروت تشهد على أصالة الفن المعماري وعلى عراقة المدرسة .ليسيه عبد القادر

ورثت هند الحريري إبنة الرئيس رفيق الحريري هذه المؤسسة التعليمية بعد اغتياله في عام 2005. وهي واحدة من أقدم المدارس باللغة الفرنسية في البلاد. واليوم قرّرت أن تبيعها. ويمكن نقلها، نظرا لاتفاق البيع المقترح  على الأراضي المملوكة من قبل أحد ورثة رفيق الحريري. وبعد انشقاق لجنة الأهل في المدرسة، انقسمت اللجنة بين مؤيد لـ”نهج الرئيس سعد الحريري”، وآخر رافض لتدخل أي طرف من خارج “تيار المستقبل”. والمقصود الردّ على أخبار تواترت، من دون تأكيد، عن أنّ ميقاتي عرض شراء عقار مبنى المدرسة للإبقاء عليه في بيروت. وهناك معلومات عن أنّ أحد ورثة الحريري الأب قد يكون عرض شراء المدرسة، لكنّ المعلومات كلّها تبقى غير مؤكّدة في غياب أيّ بيان رسميّ عن آل الحريري وعن مكتب الأمير الوليد بن طلال الإعلامي.

لكنّ الأكثر جديّة أنّ صفقة تمّت بقيمة 160 مليون دولار وستختتم بهدم المدرسة وافتتاح سوق تجاري بدل المدرسة، على يد رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال. وهو سيدمّر العقار الذي خرجّ عشرات الآلاف من الطلبة عبر السنين، وإحدهن خالته الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.

السابق
انتحار مواطنة في الضاحية
التالي
بري رفع جلسة مجلس النواب الى ما قبل ظهر غد