المياومون واستمرار الاعتصام حتى إقرار القانون

تقاطر أكثر من ألف و100 مياوم وجابي اكراء من المناطق كافة، منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، إلى ما قبل ساحة رياض الصلح، مواكبة لمناقشة مجلس النواب قانون تثبيتهم في ملاك «مؤسسة كهرباء لبنان»، بعدما واجه عشرات العراقيل والفخاخ والتأجيل والمماطلة، حتى أن القانون الذي نال ثقتهم منذ عامين، حاز التصويت في 2 تموز 2012، إنما بقي محضر الجلسة من دون تصديق.

وعلى وقع احتدام النقاش داخل الجلسة، وتأجيل بت قانونهم إلى اليوم، بعدما طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري إعادة توزيع القانون السابق، وتشكيل لجنة لطرح صيغة توافقية بين القانون القديم واقتراح القانون المعجل المكرر، كان المياومون الذين انطلقوا بمسيرة سيارة من أمام «مؤسسة كهرباء لبنان» في كورنيش النهر إلى ساحة رياض الصلح، يُمنعون من قبل الجيش والقوى الأمنية من الدخول إلى الساحة، كما جرى تلاسن مع القوى الأمنية في ساحة الشهداء، وحصلت عمليات كر وفر، إلا أن المياومين استمروا في اعتصامهم، قبل إعلان فكه ظهرا، فيما بقي أعضاء «لجنة المتابعة للعمال المياومين وجباة الاكراء» حتى انتهاء اللجنة التي تضم النواب: محمد قباني، علي بزي، ابراهيم كنعان، سامي الجميل وجورج عدوان، إضافة إلى وزير العمل، من صياغة قانون جديد.

لا حق ولا باطل

صباحا، وبعد احتدام التلاسن بين المياومين والقوى الأمنية، توجه النائب بزي إلى مكان اعتصام المياومين عند مفرق ساحة النجمة لناحية اللعازارية، وقال لهم :«أنتم في أياد أمينة، والنقاش يتم في المجلس»، ليلتقي وفد من المعتصمين في ما بعد، النواب بزي وعلي عمار وابراهيم كنعان، وقال رئيس لجنة المياومين لبنان مخول بعد اللقاء: «لم نأخذ منهم حقا ولا باطلا.. ولم نأخذ إلا وعودا»، مشيرا إلى أن «الكتل النيابية تبرز نفسها متخاصمة على شاشات التلفزة، وعند إقرار قانون يساعد الناس، يتفقون عليهم».
رفع المعتصمون لافتات في التظاهرة، منها: «يجب على كل نائب أن يخضع لامتحان قبل الدخول إلى مجلس النواب»، و«أيها النواب ان خذلتمونا سنخذلكم ـ دائرة جزين»، «لن نرضى بغير التثبيت في ملاك المؤسسة ـ دائرة النبطية» وغيرها من اللافتات.
وتوعد مخول أنه في حال «لم يقر القانون، السلام على شركات مقدمي الخدمات، ولن يكون هناك كهرباء في لبنان»، مؤكدا «استمرار الاعتصام، فنحن لسنا متسولين، ولن نقف أمام أبواب الجوامع والكنائس، قضيتنا ليست إنسانية فحسب بل قضية حق عمره 20 عاما. هذا الوضع لم نخترعه نحن بل السياسيون الذين تعاقبوا منذ 25 عاما حتى اليوم».
وأكد مجددا «نحن طلاب سلام، قضيتنا لم تنته، وهم قضيتهم مركزية وخوفهم على نقطتين: مؤسسة كهرباء لبنان، وشركات مقدمي الخدمات. وإذا أقر قانون لا يرضينا، سنقطع الكهرباء عن كل لبنان، ولن نقدم أي خدمة للمواطن».

أمام ضريح الحريري

قبل أن يصل المياومون إلى مكان التجمع، قرأوا الفاتحة أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري قرب مسجد محمد الأمين، وأمام الضريح، توجه عضو لجنة المياومين أحمد شعيب، إلى زملائه قائلا: «أنتم ضحيتم كثيرا من أجل مؤسسة كهرباء لبنان، منكم من استشهد على عمود الكهرباء، ومنكم من تعرض لتشوهات في جسده».
وأشار مخول إلى أن «كل الشباب أعطوا الكثير خصوصا في مكاتب المناطق، والتثبيت حق لكم»، متمنيا أن «تكون عزيمتنا قوية ونحن مصممون على الحصول على حقوقنا».
وكشف عضو اللجنة بلال باجوق أنه تبلغ «من بعض السياسيين منذ فترة بأنهم وضعوا الطابة في ملعب الرئيس نبيه بري، ونحن لنا ملء الثقة بدولة الرئيس». أضاف: «أمس الأول، التقت اللجنة مع ثلاثة نواب، ووعدوا بطرح وجهة نظرهم في الجلسة العامة».
في المجلس، أسف بري لـ«العمل العنفي واتهام بعض النواب»، وقال: «قانون المياومين وضعه وزير العمل السابق بالاتفاق مع الاخوان من المستخدمين والعمال ووقع عليه النواب». وبعدما احتدم النقاش حول اقتراح القانون، وبعد تشديد النائب محمد قباني، كذلك النائب عاصم قانصو، على أن هذا الاقتراح كان قد صدقه المجلس، تقرر العودة إلى مشروع القانون القديم فاعترض بعض النواب، بحجة انه ليس مدرجا على جدول الأعمال، فطلب بري توزيعه على النواب على أن يعاد طرحه في جلسة المساء، لكن أعيد تأجيل الموضوع إلى اليوم.

السابق
15 قتيلاً مدنياً بهجوم انتحاري في نيجيريا
التالي
شقيقة «هيفا»… وهذا ما كشفته