25 آذار يـوم بمواعيـد كثيـرة، العد العكسي لسليمان وبدء المهلة الدستورية

العماد ميشال سليمان

غدا موعد لبنان مع ثلاث محطات في يوم واحد.

غدا يحتفل اللبنانيون بعيد بشارة العذراء الذي اختاره الرئيس سعد الحريري عيدا رسميا يعبر عن ارادة الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان وعن الثقافة المتنامية لحوار الحضارات بهدف ترسيخ المفاهيم الروحية والوطنية للتلاقي بين اللبنانيين ولتكامل الرسالات السماوية. وكان الحريري حمل القيادات الروحية ورجال الدين والمجتمع المدني مهمة جعل هذا اليوم مناسبة روحية ووطنية حقيقية تعني اللبنانيين جميعا. لكن المفارقة ان بعد مضي نحو 4 سنوات على هذا الخيار بقي العيد مجردا من الهدف الذي حدد لأجله رسميا وعوض التفاعل ومد الجسور، اشتعل النزاع واحتدمت الخلافات المذهبية فتفجرت صراعات دامية على مساحة الوطن من البقاع الى الشمال واخيرا في بيروت.

وغدا تبدأ مرحلة العد العكسي لانتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان العازم وفق ما اكد امس على ان يعود الى منزله في عمشيت في 26 ايار تأكيدا على رفض التمديد او التجديد احتراما لمبدأ تداول السلطة، فيسلم امانة البلاد الى الرئيس الخلف الثالث عشر في عهد الاستقلال، اذا ما جرت الرياح السياسية وفق ما تشتهي ركائز النظام الديموقراطي. وسط مخاوف واسعة من ان تؤدي الخلافات السياسية المستحكمة بين فريقي النزاع مضافة اليها تداعيات الازمة السورية وانعكاسات التطورات الدراماتيكية الدولية الى عدم اجراء الاستحقاق اللبناني الابرز في موعده الدستوري في ضوء توقعات بقذف هذا الموعد بضعة اشهر يتبين خلالها مصير الازمة السورية مع انتخاباتها الرئاسية في تموز المقبل، فتتولى حكومة الرئيس تمام سلام تسيير شؤون البلاد خلال هذه المرحلة على رغم تأكيد سلام ان حكومته لم تشكل لهذه الغاية.

وغدا يطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري قطار المشاورات الرئاسية بعدما شكل لجنة من كتلة “التحرير والتنمية” مهمتها زيارة رؤساء الكتل النيابية والقوى السياسية وفتح قنوات اتصال معها لاستمزاج رؤيتها في موضوع الاستحقاق الرئاسي للعودة اليه بحصيلة تبرز خارطة المعطيات وتوزعها على الساحة السياسية.

وتقول مصادر مطلعة لـ”المركزية” ان الرئيس بري العالم بخبايا السياسة وفي ضوء غياب القرار الخارجي حول هوية الرئيس العتيد وضع برنامجا يحرص من خلاله على تحديد الاتجاهات الرئاسية وتوزيع خارطة المواقف ليتخذ في ضوئها القرار بتحديد موعد جلسة الانتخاب، خشية الوصول الى اللحظة الأخيرة من دون توافق ودفع البلاد نحو الفراغ، خصوصاً ان الاجواء لا توحي حتى الساحة باتفاق القوى السياسية إن في 8 أو 14 آذار على اسم مرشح واحد تطل به برلمانياً بما يجعل المشهد الرئاسي ضبابياً. وتبعاً لذلك تتوقع المصادر ان يصار الى حسم الاتصالات في النصف الأول من مهلة الشهرين استباقاً “لمطلب” الفراغ والتزاماً بنصائح دولية أسديت الى المسؤولين بوجوب انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده بعيداً من التدخلات او الضغوط الخارجية.

وتشير المصادر الى ان الرئيس بري وبعد جولة اللجنة التي تضم النواب ياسين جابر وميشال موسى وعلي عسيران سيحدد موقفه ويكشف اوراقه الرئاسية المستورة.

السابق
حرب: الافكار التي يطرحها بري ستساعد بمقاربة هذا الاستحقاق الرئاسي بجدية
التالي
حوري: البؤر الامنية باقية ما دام السلاح غير الشرعي موجودا