برغم ذلك، تفاءلوا !

جريدة النهار

لم تكن الخلافات على صوغ البيان الوزاري، سوى مرآة لانقسام الرأي العام، بين من يريد الدولة الفعلية، ومن يسعى إلى دولة كرتونية، يقرر عنها عسكرياً وأمنياً وإدارياً. لكن، النقاش، في الحوارات والإعلام، لم يظهّر لبّ الخلاف، وتركت 14 آذار الرأي العام، كالعادة، لمطرقة الحزب الإعلامية ومنطقه و لفظياته، فركّز على أن المواجهة هي في بند المقاومة، كأنه يحتكر عداء اسرائيل، فيما مغايروه يستميتون في عشقها، بينما يواري امعانه في القضاء على بنية الدولة اللبنانية وسلطتها ومؤسساتها، لغاية في “نفس الولي”، ويصرّ على أن يتماهى مع فعل المقاومة، ولو اعتدى على الشعب السوري في أرضه، وبدل أن يستجلب الذود عن الدولة مؤيدين ممن يضلله الحزب، حيد الأخير مدمني نوستالجيا “الصمود والتصدي”. المقاومة هي حالة دفاع في وجه العدو، وليست مهنة تكتسب، فيعيش صاحبها مدى العمر مستنفراً “على سلاحه على أمل” ان يهجم العدو، أو على افتراض انه سيهجم في لحظة ما، بحيث تعلّق الحياة على فرضية لا يملك صاحبها تأكيد وقائعها، سوى عاطفياً وغيبياً. ثم ان المقاومة هي رد على خرق السيادة، عندما تعجز الديبلوماسية، ثم الجيش الذي لا وظيفة له سوى حماية الوطن، فهل المطلوب إلغاء الدولة وتجريد الجيش من دوره المبدئي، وتحويله الى قوى أمن داخلي، أو شرطة سير؟ البيان الوزاري يغلّف أزمة بنيوية متّقدة برقاقة من التورية اللغوية. برغم ذلك، استمروا في التفاؤل. فلقد اعتدنا عبور الصعاب.

السابق
المجلس الاداري الجديد لأوقاف صيدا يجتمع
التالي
«السفير» تفوز بجائزة أفضل قصة شخصية 2013