جنبلاط: لا مفر من البحث بصيغة توفق بين اعلان بعبدا وحق مقاومة اسرائيل

وليد بك جنبلاط

اشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء”، الى انه “يبدو أن الحرب الباردة لم تنته بعد على عكس ما كان قد ظن الكثيرون. ومع أحقيّة دعم مطالب الشعب الأوكراني الذي يسعى، أسوة بكل شعوب الارض لتعزيز حريته وديمقراطيته، ولكن قد يكون من الضروري الاخذ في الحسبان مصالح روسيا الاتحاديّة في شبه جزيرة القرم التي كانت بمثابة مرفق عسكري وحيوي وتاريخي على البحر الأسود يساهم في حماية أمنها القومي ويحول دون تعرّضها للانكشاف. من هنا، لعله من الممكن التوفيق بين هذين الحدين وإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانيّة للحيلولة دون أن تتطور في إتجاهات أكثر سلبيّة أو دمويّة”.
واعتبر جنبلاط ان “كل الخشية أيضاً أن تنعكس هذه الحرب الباردة سلباً على المفاوضات السوريّة- السوريّة المعقدة والمتعثرة أصلاً في جنيف مما سيزيد من تشرذم وتفاقم الوضع السلبي في سوريا وينعكس سلباً على الشعب السوري وطموحاته المشروعة في الحرية والكرامة والديمقراطيّة لا سيّما مع دخول الأزمة السورية عامها الثالث دون أي حلول تلوح في الأفق والمدى المنظور”.
اضاف :”ومع عودة الانتعاش للحروب الباردة في الخارج، يكفي لبنان حروباً ساخنة وباردة، ولا مفر من البحث في صيغة توفق بين الطروحات المختلفة المتصلة بإعلان بعبدا، الذي للتذكير تمت الموافقة عليه بالاجماع، وبين حق لبنان في حماية حدوده ومقاومة أي عدوان إسرائيلي محتمل. فما الفائدة من الدخول في سجالات وجدالات بيزنطيّة في الوقت الذي تتجاوز فيه الأحداث السوريّة كل الواقع الداخلي بالتوازي مع تفشي الارهاب الذي لا يميّز بين المناطق والطوائف والمذاهب؟”.
واشار الى انه “من ناحية أخرى، وبموازاة الأهميّة التي يمكن أن تُعلق على رسم خطة وطنيّة للدفاع ولكن هناك العديد من القضايا التي لا تلقى الاهتمام الكافي من أحد، ومن بينها مسألة التصحر في ظل إنحباس الأمطار وغياب البحبوحة المائية التي لطالما كان يتغنّى بها لبنان والتي تتطلب إجراءات هامة وخطوات متلاحقة لتلافي الجفاف. وإذا كان التصحر المناخي يفعل فعله في مكان ما، فإن التصحر الفكري يفعل أفعالاً في أماكن أخرى، فبعض إجهاض مشروع حديقة اليسوعية لتحويلها إلى مرآب للسيارات، ها هو مشروع جسر فؤاد بطرس يُحرّك مجدداً للقضاء على ما تبقى من أبنية تراثيّة قديمة في منطقة الأشرفيّة. فالتحيّة الكبيرة للمجتمع المدني الذي يتحرّك لوقف هذا المشروع. ونطالب في هذا الاطار مجلس الانماء والاعمار وبلديّة بيروت لوقف هذا المشروع الذي خطط في الستينات من القرن الماضي ولم يعد ممكناً تطبيقه اليوم دون ضرب التراث والنسيج الاجتماعي للمنطقة”.
واوضح جنبلاط “لا تزال بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “تويتر” و”فايسبوك” تنتحل إسمي عن غير حق وتكتب تغريدات لا تعبر عن رأيي وآخرها ما كان متعلقاً بالاتفاقيّة الأمنيّة الخليجيّة التي لم يصدر مني أي موقف حيالها لا سيّما أن دول مجلس التعاون أدرى بمصالحها، وأنا أقدر للكويت وقيادتها الدور الايجابي الذي تؤديه على كل المستويات العربيّة”.

السابق
فيديو: انشالله كلّ يوم حرب جديدة يا سيّد حسن.. لنقبض
التالي
لافروف يعتبر تهديدات كيري لروسيا بشأن الأحداث في أوكرانيا غير مقبولة