دوّامة الإرهاب العراقي: مزيد من والدم

العراق
طبيعة المشهد العراقي الراهن لا تحمل أيّ مؤشرات او بوادر في الافق توحي بأن الازمة في طريقها الى الحل، او الاحتواء، بل على العكس من ذلك، فهواجس ومخاوف المزيد من التأزم والانهيار باتت تسيطر على العقول والنفوس.

إذا كان هناك من يقول ان الارهاب في جانب كبير منه هو نتاج تردي الواقع الاقتصادي والامني والحياتي والخدمي في العراق، ونتاج حالة التشظي السياسي، فإنه ربما كان الاصح ان جانبا كبيرا من ذلك يعدّ نتاج وحصيلة ارهاب متعدّد الابعاد والجوانب والاهداف والمضامين. فقد أعلن قبل أيام عن مقتل 15 جنديا عراقيا على ايدي مجموعة مسلحين هاجموا مقرا عسكريا بعيد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء في قرية تقع الى الجنوب من مدينة الموصل شمال البلاد، وفقا لمصادر امنية وطبية.

وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة ومصدر في الطب العدلي لوكالة فرانس برس انّ الجنود “كانوا يحرسون انبوبا للنفط في قرية عين الجحش الواقعة في ناحية حمام العليل جنوب مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد).

جاء هذا الهجوم بعد يومين من مقتل ستة من عناصر الشرطة العراقية في هجوم ضمن محافظة صلاح الدين، حيث اعدم مسلحون عناصر الشرطة بعدما طلبوا منهم اقامة الصلاة لمعرفة ما اذا كانوا من السنة ام الشيعة، ليتبين انهم جميعهم من الشيعة.
في المقابل قتل 21 مسلحا بانفجار سيارة ملغومة إثر خطأ فني في التفجير أثناء توديع الانتحاري الذي كان مستعدا للانطلاق في منطقة الجلام الزراعية في سامراء الواقعة في محافظة صلاح الدين شمال بغداد.
واوضح قائد صحوة سامراء مجيد علي أنّ “21 مسلحا ينتمون إلى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بينهم الانتحاري قتلوا إثر انفجار أثناء توديعهم الانتحاري في منطقة الجلام”. وأوضح مجيد علي أن “التفجير كان هائلا وأسفر عن مقتل معظم الموجودين قرب السيارة الملغومة”.
وذكرت المصادر الأمنية أنّ “المسلحين كانوا يقومون بتصوير الانتحاري قبل الانطلاق بالسيارة الملغومة، ويلتفون حوله، لكن خللا فنيا أدى إلى انفجار السيارة”.
ويقوم عناصر “داعش” بتصوير الانتحاريين قبل تنفيذ العملية وأحيانا خلال التنفيذ ونشرها على مواقع جهادية، كجزء من حملة دعائية لعملياتهم.
فحين تسأل أيّ عراقي، بصرف النظر عن مستواه وموقعه وانتمائه المذهبي والقومي والديني، او توجهه السياسي، عن سبل معالجة المشاكل والازمات المعقدة والشائكة التي ما زال العراق يئن تحت وطأتها، فإنه لن يحتاج الى التفكير طويلاً لكي يرد عليك بأنه: من دون القضاء على الارهاب والارهابيين لا يمكن التوصل الى حل حقيقي وواقعي وجذري لأي مشكلة من مشاكلنا وأزماتنا الخانقة، وهذا لا يمكن ان يكتب له النجاح من دون معالجة الازمات السياسية.
ولا شك ان طبيعة المشهد العراقي الراهن لا تحمل اي مؤشرات او بوادر في الافق، توحي بأن “الازمة” في طريقها الى الحل، او الاحتواء، بل على العكس من ذلك فإنّ هواجس ومخاوف المزيد من التأزم والانهيار باتت تسيطر على العقول والنفوس. فما دامت الاموال والاسلحة تتدفق من الخارج، وما دامت حملات التحريض الاعلامي والسياسي والطائفي قائمة، وما دام الصراع على أشدّه بين المحاور الاقليمية في المنطقة، وما دام الشعور الوطني دون المستوى الذي يجعلنا نحفظ أنفسنا ووطننا ونضنّ بأبنائنا عن القائهم في محرقة التطرّف، فإنّ ترقب الحلّ أمر غير واقعي ولن يكون طالما ان ركائز الوحدة الوطنيّة بين مختلف شرائح الشعب ما زالت بعيدة المنال.

السابق
وهم عام: نصر المستقبل وهزيمة حزب الله
التالي
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو لنصرة اهل السنّة في العراق