المواطنة والدولة المدنية

المواطنة والدولة المدنية في الفكر المعاصر

عقدت أمس ندوة في دار الندوة، لمناقشة كتاب “المواطنة والدولة المدنية في الفكر الاسلامي المعاصر – الغنوش نموذجاً” شارك فيها النائب عماد الحوت، استاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور ناصيف قزي، والمؤلف، وادارها الكاتب مروان حرب، الذي ألقى كلمة استهلها بـ”ابداء جملة تساؤلات عن أزمة الهوية التي يعيشها العالم الاسلامي”.
ورأى الحوت ان “ما يميز الثورة المضادة على ثورات الربيع العربي، هو وجود عنوان مشترك، وهو تشويه التجربة السياسية الاسلامية ومحاولة شيطنتها، وتحميلها أوزار العالم كله، وعدم قدرتها على التعايش مع الآخر، ومحاولات ايجاد انقسام عمودي في مجتمعاتنا”.
واعتبر أن “الفترة الراهنة تشهد ثورة مضادة على هذه الثورات، تستهدف العودة بدول المنطقة الى مرحلة ما قبل الثورات من ظلم واستبداد وفساد، فتمثل ذلك بالانقلاب العسكري في مصر، ومحاولة تعويق فاشلة للتوافق على الدستور في تونس، وإمهال النظام السوري المزيد من الوقت لمعاركه التدميرية والاجرامية تحت شعار محاربة إرهاب هو أوجده، وتأمين أمن الكيان الصهيوني، وتعويق المسار الانتقالي في اليمن من خلال الدعم العسكري للحوثيين الذين اصبحوا على مشارف العاصمة صنعاء”.
من جهته، سأل قزي “أيعقل، وبعد قرنين من مسيرة اصلاحية نهضوية متقدمة، ولو بالحد الأدنى، الا يصبح الانسان الفرد في ثقافتنا، وبالمطلق، قيمة في ذاته؟ أتقوم دولة مدنية أو تتحدد مواطنة خارج هذه المعادلة، التي تفترض أصلاً أن الانسان كائن حر”؟ والحرية هذه، أليس لها مكان في تراثنا الفكري والديني؟”.
وقال: “انها أسئلة لا بد من طرحها في خضم الحوادث الكبرى التي نشهدها من حولنا، وفي ربوعنا، وفي غياب أي مشروع خلاصي، وسط تهافت الخطاب السياسي العام، وسقوط أبسط معايير سلامة المجتمع، وتماسك الدولة والمؤسسات”، داعيا الى “تكثيف السعي لتظهير القيم المرتكزات في الاسلام، التي هي في نهاية المطاف قيم انسانيَّة عامة، والى التفكير بدولة لا تتعدد فيها الولاءات”.
ثم شكر زيدان المنتدين والحضور، بعدما لفت الى أن “كثرا اعتبروا أنه بمجرد وصول حركات اسلامية الى سدة الحكم في دول ما بعد الربيع العربي، يعني حكما التحول الى ربيع الأصولية والفوضى”، سائلا “ألهذا الحد صار كل ما هو إسلامي مثيراً للمخاوف، ومرادفا للفوضى والاستبداد والتطرف ورفض الآخر؟ ويبقى السؤال الأهم حول ما اذا كان هناك قطيعة بين الفكر الاسلامي وبين المفاهيم الحداثوية الوافدة من الغرب وعلى رأسها فكرة الديموقراطية والمواطنة”؟.

السابق
جريح في تدهور سيارة
التالي
تكريم منير كسرواني