سعد الحريري في ذكرى والده : يكافح الإرهاب بإعلان بعبدا والإنسحاب من سوريا

سعد الحريري

قال رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري في الذكرى التاسعة لاغتيال والده أمام مهرجان أقامته قوى 14 آذار في البيال مساء الجمعة “سنتصدى للتحريض والدعوات المشبوهة لزج اللبنانيين، والطائفة السنّية خصوصاً، في حروب مجنونة لا وظيفة لها سوى استدراج لبنان الى محرقة مذهبية”.

وتوجه الحريري إلى “أولئك الذين يتوهمون بوجود بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان، ويحاولون أن يلقوا المسؤولية على تيار المستقبل، وعلى المدن والبلدات المعروفة بغالبيتها السنّية” بالقول “نؤكد لهم أن أوهامهم مردودة إليهم”.

وشرح أنه “كما يرفض تيار المستقبل ان يكون على صورة حزب الله، فإنّنا نرفض أن نكون على صورة داعش أو النصرة، وأيِ دعوة لإقحام التيار والسّنة في لبنان بالحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة”.

وأضاف “هؤلاء جميعهم يمثّلون مفاهيم مدمّـِرة وأدوات لاستنـزاف الدولة، ومشاريع لحروب لا تنتهي بين المسلمين”.

عليه أعلن الحريري ان تياره “معَ الأكثرية الساحقة من أهل السّنة في لبنان، سنواجه هذه المشاريع، واي أمر يسيء لاستقرار البلاد، وقواعد الإجماع الوطني. هذه ثوابتنا، وأي خروج على هذه الثوابت هو اغتيال ثان لرفيق الحريري”.

وعن انتخاب رئيس الجمهورية أعلن الحريري “بوضوح” أمام أكثر من 4000 مناصر لقوى 14 آذار رفضه “الفراغ في رئاسة الجمهورية لأن دولة يرأسها الفراغ هي دولة برسم الانهيار، ونحن، لا مشروع لنا سوى الدولة”.

وأردف ” نحن تيار المستقبل، نرفض أن يكون منصب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، لا بل الرئيس المسيحي الوحيد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب، نرفض أن يكون هذا المنصب مرشحاً للفراغ”.

كذلك لفت رئيس الحكومة الأسبق أنه “إذا كانت وصاية آل الأسد (الحاكم في سوريا) على لبنان قد جعلت رئاسة الجمهورية مناسبةً لتخطّي إرادة المسيحيين في لبنان، وإشعارهم بغبن التمثيل، وإشعار المسلمين معهم بالوصاية التامة، فإننا في تيار المستقبل لن نقبل إلا برئيس يمثل الإرادة الوطنية للمسيحيين ويرفض كل وصاية إلا وصاية الدستور”.

وكان قسم من خطاب الحريري مخصص “إلى الحكماء في الطائفة الشيعية” وخاصة رئيس مجلس النواب نبيه بري تحت عنوات مشاركة حزب الله في القتال الدائر في سوريا قائلا له “هناك آلاف المقاتلين من حزب الله في سوريا، وهناك العشرات ممن يلتحقون عبر الحدود بتنظيم القاعدة وغيره، وهناك موجة غير مسبوقة من الانتحاريين تتسلّل الى مناطق تواجد حزب الله، وهناك قرى في عكار والبقاع تتعرّض بشكل شبه يومي للقصف من الداخل السوري (..)”.

بناء على ذلك أعلن الحريري أن “معاناة الناس ومشاهد السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية التي حصدت عشرات الأبرياء، إضافة الى مئات النعوش التي تعود بجثامين القتلى من ساحات المعارك (..) كافية لإعادة النظر في قرارات لم تجلب الى لبنان سوى القتل والدمار ومن يقول بغير ذلك يكذب على نفسه وعلى اللبنانيين”.

وتابع مؤكدا لبري أنه “يستحيل مكافحة الإرهاب من خلال تفرد حزب بإعلان الحرب” مشددا على أن “مواجهة الإرهاب تحتاج، بكل بساطة، الى تكاتف وطني واسع يعيد الاعتبار لإعلان بعبدا، وتحتاج الى جيش قادر على حماية الحدود وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر ذهاباً وإيابا”.

وأعرب عن ثقته ببري قائلا “لن نفقد الرهان على صوت العقل، وعلى الموقف الوطني الشجاع الذي يخرق جدار العناد السياسي” معلنا أنه “إذا كان الحوار الوطني يجدي في التوصل الى ذلك، ويساهم في وقف النزف، فنحن لن نتأخر عن المشاركة”.

هذا وخلص الحريري إلى القول “نحن أهل الاعتدال. نحن أهل الاعتدال الذين وقفنا ونقف بوجه كل تطرف، مهما كان”.

وختم ابن رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي قتل عام 2005 “كما شهدتم، فإنه بعد كل شيء انطلقت المحاكمة، وانتصر منطق العدالة، وليس لدي أي شك، ولا في أي لحظة أن منطق الاعتدال سينتصر، منطق الدولة والكرامة والحياة”.

يذكر أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أسست عام 2007 بدأت في 16كانون الثاني الفائت بالمحاكمات الغيابية للمتهمين الأربعة بقتل الحريري وهم من حزب الله. وقررت في 11 شباط الجاري ضم قضية المتهم الخامس حسن حبيب مرعي إلى قضيتهم.

السابق
تحطم عدد كبير من زجاج السيارات في الزهراني جراء حبات البرد
التالي
اشتباكات عنيفة جدا بمنطقة الزارة السورية يسمع صداها بقرى عكار