فلسطينيو لبنان: وطني حقيبة وأريد أن أسافر

يبدو أن المشرفين على لبنان – المحطة يسيؤون إلى ركابها، بسبب تركيبة النظام السياسي القائم الذي يؤذي أهل المحطة قبل غيرهم، ويجعل روادها من الناقمين عليها. يقفون عند المحطة بانتظار القطار المغادر إلى أي مكان حيث يمكن معاملتهم كبشر.

شهدت بعض المخيمات الفلسطينية اعتصامات شعبية عديدة، رفعت للمرة الأولى مطالب تختلف عن التي ترفعها الاعتصامات الفلسطينية عادة التي تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وزيادة تقديمات وكالة الأنروا.

لكنّها هذه المرة رفعت شعارات مثيرة، إذ طالب المعتصمون بتسهيل عملية هجرتهم من لبنان إلى أي مكان يمكن أن يعيشوا فيه بكرامة.

وقد التقت جنوبية عدداً من الشباب الفلسطينيين وناقشت معهم مطالبهم.

تقول سوزان سليمان: “هذا البلد لم يقدم لنا شيئاً لنعيش بكرامة، أساساً لم يقدم لمواطنيه شيئا سوى “بالواسطة”، فلماذا نبقى هنا ونعيش بإذلال؟”.

تتدخل رشا اسماعيل قائلة: “نعيش تحت ضغط أمني ونفسي، نحن في مخيم عين الحلوة نعاني الأمرين عند الخروج من المخيم والدخول إليه، الأسلاك الشائكة تحيط به، الجميع يقول أنه ضد التوطين، ونحن معهم، لكن ذلك لا يعني أن نعيش تحت مستوى البشر، محرومون من الحق بالعيش بأمان وفي بيوت صحية. إننا محرومون من حقنا الطبيعي أن يكون لنا منزل نعيش فيه”.

يضيف بلال جعجع: “حتى المجتمع يتعاطى معنا بعنصرية وكأننا فيروس معدٍ. في الخارج على الأقل يتعاطوا معنا كبشر لنا الحق بالحياة بكرامة”.

وينتقد الشباب سياسة منظمة التحرير الفلسطينية تجاه اللاجئين في لبنان، فيقول محمود عقل: “المنظمة لا تهتم بمتابعة قضايا الشعب العامة، بل تتصرف كأي نظام عربي، تقدم الخدمات والتسهيلات لأبناء المسؤولين الذين يجدون الطرق ممهدة للحصول على مستوى تعليمي أفضل وفرص عمل متوفرة والحصول على سمات خروج وهجرة”.

وتشير دعاء السهلي إلى تقلص خدمات الأنروا: “إنهم يحولون شعبنا إلى مجموعة من الشحاذين، صرنا نشحذ الطبابة والتعليم ولا نعرف ما هي معايير الأنروا للمساعدات الغذائية. إنها وكالة إنشأت لخدمتنا لكنها يبدو أنها لخدمة فئة معينة من الناس”.

وتزيد اسماعيل: “إذا كان هذا وضعنا بين سندان السلطة اللبنانية وشاكوش الأنروا وذراع منظمة التحرير الفلسطينية ولا يريدوننا أن نعيش بكرامة، لماذا لا يسهلون هجرتنا من لبنان؟”.

ويوضح عقل: “لا نريد شيئاً، يقولون أن المجتمع الدولي مسؤول عن مشكلتنا، إننا لا نطلب شيئاً سوى تسهيل هجرتنا حيث يمكن أن نجد عملاً شرعياً ومكاناً صحياً وآمناً”.

يتساءل جعجع: “إذا كان هذا هو وضعنا، أليس من الطبيعي أن نطلب فتح باب الهجرة؟”.

يوافقه محمد ميعاري ويضيف: “ربما يريدون ترحيلنا بطريقة غير شرعية حتى تستفيد شبكات التهريب المرتبطة بأشخاص من ذوي النفوذ”.

تبادر سليمان للسؤال: “هل تستطيع إجابتي لماذا تتعاملون معنا بعنصرية، ونحن مثلكم بشر؟”.

وتحاول اسماعيل الإشارة إلى زاوية أخرى فتقول: “الجميع يتحدث عنا وكأننا مصيبة أمنية، ولا أحد يتحدث عن الدور الاقتصادي الذي يقوم به الفلسطينيون داخل لبنان، والأموال التي يحولها المقيمون في الخارج إلى أهاليهم هنا”.

ويكمل عقل: “ربما لا تتابع الاعلام، اذا حصل حادث في جونية يقولون أن مرتكبه من عين الحلوة، وإذا حصل انفجار، أصابع الاتهام توجه مباشرة إلى مخيم عين الحلوة، وهو مخيم محاصر كما تراه بنفسك، يحاولون تصوير المخيم وكأنه مركز للإرهاب”.

وتزيد السهلي: “اليست هذه السياسة المتبعة  تدفع الشباب للقيام بأعمال غير مشروعة”.

ويجمع الشباب على مطلب تسهيل الحصول على سمة الخروج، لكنهم لم يتفاجئوا عندما سألتهم، وماذا عن حق العودة؟ انتفضوا جميعاً، وقالوا وكأنهم انسان واحد: “أكيد نريد العودة إلى وطننا فلسطين، وربما إذا غادرنا هذا المخيم نعود من الخارج إلى فلسطين، حتى لو كنا نحمل جنسية أجنبية”.

السابق
السيارة المفخخة على طريق عرسال اللبوة تحمل الرقم 121127
التالي
ميشال سليمان هنأ قهوجي ومديرية المخابرات على ضبط سيارتين مفخختين