حزب الله رهين القصير وبقاء الاسد

حزب الله لا يريد الحرب الداخلية في لبنان، لكنه يريد ان تؤخذ المتغيرات في المنطقة سواء في نموه وحضوره او في سوريا في الحسابات سواء في التعامل معه او في التركيبة المستقبلية للنظام السياسي اللبناني . هذا ما تؤكد عليه أوساط حزب الله.

ألاوساط نفسها لا تعلق على كلام السيد حسن نصر الله ،” لانه فصل الكلام ونقطة على السطر” . الأوساط نفسها تقرأ وتستفيض دائماً تحت ” سقفه” . بالنسبة لها “بدأت المتغيرات عام ٢٠٠٦ . انتصار حزب الله وحده في المعركة فرض نفسه على صياغة موازين القوى . معركة القصير، غيرت قواعد اللعبة ، وآلامور لن ترجع الى الوراء . وايضا نقطة على السطر” . في حال التدخل والمناقشة ترد المصادر نفسها ” ذهبنا الى القصير وشاهدنا وعاينا على الارض ماذا تعني القصير والمعركة فيها، لقد قلبت كل معادلات الحرب في سوريا ، ونحن قمنا بذلك “. مشكلة هذه الأوساط انها تتكلم وكانه لا توجد أيضاً متغيرات ، والأخطر ان ما تقوله هو خطاب عام يجب نشره حتى تتم المحافظة على صلابة “الحاضنة الشعبية الشيعية ” له . اما السيد حسن نصر الله الممسك بكل الخيوط والتفاصيل فانه “يبدو اكثر حذرا ،واكثر ترقبا” كما وجده ووصفه محمد حسنين هيكل بعد ان التقاه مرتين خلال زيارته الى بيروت قبل أسابيع قليلة .

تتحدث الأوساط نفسها وكان معركة القصير أنهت الحرب مع انها بالكاد بدات . المؤلم ان حساب الخسائر غائب وكان على الشيعة متابعة معركة الشهادة للإمام الحسين حتى النهاية ، علما ان ايران دخلت مرحلة ” الليونة البطولية” والنهج الحسني( من الامام الحسن الذي تصالح مع معاوية). دخول “القاعدة” بكل مسمياتها في الحرب ليس نتيجة وانما هي اساس” لان الصراع هو على مستقبل سوريا” . الديموقراطية بالنسبة لهم مجرد “حجة “لقلب الاسد وضرب مشروع الممانعة والمقاومة. تؤكد الأوساط نفسها ان” السيد حسن نصر الله اجتمع مع مسؤولين من الاخوان المسلمين في بيروت وبتفويض من الرئيس بشار الاسد وهم رفضوا مبدأ الإصلاحات التي يمكن ان يقوم بها الاسد مؤكدين ان سيسقط خلال اشهر معدودة” . المشكلة ان الحزب كان يريد تحسين الوضع لبقاء الاسد الى الأبد في حين ان الاخوان والمعارضة كانوا وما زالوا يريدون تغيير نظام الاسد .

تذهب الأوساط نفسها وهي المنفتحة والعقلانية الى القول ” ايران اصبحت قوة إقليمية كبرى . الجميع يعترف بذلك . الحزب بدوره اصبح قوة إقليمية تؤخذ بعين الاعتبار في كل المعادلات والحسابات . ايران لا تفرض علينا شيئا ، هي تضع الإطار العام والخطوط الرئيسية ونحن نعمل تبعا لما نراه ” . رغم اعتراف هذه الأوساط بان” الاتفاق النهائي بين طهران وواشنطن قد يفتح الباب امام تفاهمات مهمة ، الأ ان ذلك لن يغير من طبيعة المواجهة، لا بل تؤكد ان الإيرانيين لن يتنازلوا عن القضية ” علما ان لا احد يعرف وايران لن تعطي سرها لاحد حتى للسيد ، حول ماذا ستتفق مع الأميركيين ، لان مصلحة ايران فوق الجميع ولان لمعركة التغيير داخلها نتائجها التي ستنعكس حكما على كل سياستها خصوصا الخارجية منها .

محمد حسنين هيكل رغم إعجابه بالسيد حسن نصر الله، فانه ردا على سؤال صحافي : “هل رأى ان نصرالله اكثر قوة في نهاية العام ٢٠١٣”يقول “الحزب شارك في احداث تغيير رئيسي في الاحداث على الارض،الا ان لا احد في العالم العربي اكثر قوة ،لا احد في العالم العربي كله عنده قدرة المبادرة ” .

هذا هو”هيكل” الوضع ، يبقى ان يبنى على ذلك مقتضاه ، لا الاستمرار في أوهام النصر والحسم ، بعد ان تحول لبنان الى “ارض جهاد بعد ان كان ارض نصرة”.

السابق
المياه مقطوعة منذ أسبوع في صيدا
التالي
لا شيء مشترك في بلد العيش المشترك