حرب الإستنزاف السعودية تغضب «السيّد»

وسام الامين

في خطابه أمس، بدا السيد حسن نصرالله أمس غاضبا بشدّة وهو يتحدّث عن الإشاعات التي تستهدف الإكثار من عدد “شهداء” حزب الله في سوريا، وقد هاجم كذب وافتراء بعض الوسائل الإعلاميّة الحليفة لقوى 14 آذار والتي تتعمّد تشويه صورة حزب الله فتتهمه بالإرهاب، وتضاعف عدد خسائره البشريّة في حربه التي يخوضها في سوريا دفاعا عن نظام الرئيس الأسد، فكذب وسائل الإعلام هذه هدفه إثارة الإحباط في صفوف جمهور الحزب داخل الطائفة الشيعيّة تحديدا.

يدرك السيد حسن نصرالله أن حزبه سقط بالمستنقع السوري، وأكثر ما يخشاه أن يضطر بعد سنة الى تكذيب الإشاعات التي تتحدّث عن سقوط ألفي عنصر من عناصره بدل الألف، وهو رقم تناوله بخطابه أمس مؤكدا أنه بعيد عن الرقم الصحيح الذي لا يتعدى بضع مئات.وقد كان لافتا هجوم “السيد” على السعوديّة بشدّة دون أن يسميها ونعتهابـ”الدولة الإقليميّة الحاقدة”،

انها حرب الإستنزاف برأي السيد نصرالله غير المعلنه تقودها السعوديّة بعد فشلها في إحراز أي تقدّم على الساحة السورية، لا سياسيا عبر حلفائها في الإئتلاف السوري المشرذم، ولا عبر سلفييها المجاهدين المدعومين منهاعسكريا ولوجستيا وهم قد أعمتهم المطامع الإلهيّة حدّ التقاتل فيما بينهم لإعلان إماراتهم السلفيّة على أكبر مساحة من الأراضي التي استخلصوها من جيش النظام.

هو فشل من قبل السعوديّة في الإدارة والحرب في سوريا حتى الآن، ونجاح من قبل ايران وحليفها حزب الله في السياسة وفي الميدان حتى الآن أيضا، لكن الرياض لم تستسلم وهي تستخدم سلاحا أشد فتكا قد يضمن هزيمة أعداءها على المدى الطويل، وهذا السلاح هو حرب استنزاف عسكري وبشري ومالي لأعدائها في سوريا بفعل “القوّة البشريّة الكامنة” وقوامها العرب السنّة في بلاد الشام والعالم العربي والإسلامي الذي يمكن أن يعدّل موازين القوى ويقلبها لصالحها ولصالح معسكرها العربي الإسلامي السني إذا ما تمكّنت حملات الحشد والتحريض وقوامها الدفاع عن القوميّة والطائفة والمذهب من حشد مئات الآلاف من الشباب السوريين والمجنّدين من مختلف الأقطار الإسلاميّة في معركة الدفاع عن القوميّة والمذهب والدين ضد ما يطلقون عليه”الغزو الشيعي الصفوي لبلاد المسلمين”.

هدّد “السيّد” أمس المعارضين في لبنان عسكريا ان لم يكفوا عن التهجّم على حزب الله وعرقلة مساعيه في تشكيل حكومة ترعى الإستقرار للوضع القائم حاليا والذي يضمن لحزب الله حرّية الحركة السياسيّة والميدانيّة من أجل الاستمرار في دعم النظام السوري، وهو بذلك يهدّد حلفاء السعوديّة في حال قرّرت السعوديّة الإستمرار في دعم الجماعات المقاتله في سويا كي تتحوّل الى حرب استنزاف تنهك قوات حزبه لاحقا وربما تهزمها بعد سنوات.

ايران وحزب الله في انتصار اللحظة، والسعوديّة وحلفاوها في سوريا ولبنان مصرون على تجاوز لحظة انكسارهم هذه،ويمنون أنفسهم بحرب استنزاف تضعف خصومهم وتكسرهم على المدى الطويل، وحتى ذلك الوقت سيضغط السيد حسن نصرالله ويهدّد في لبنان لاجبار قوى 14 اذار على الرضوخ والتسليم بواقع دائم هو واقع لحظة انتصاره في القصير والنبك وأخواتهما.

السابق
كبارة لنصر الله: نرفض ان نكون شركاءك في الدماء
التالي
يرحل الحكّام ويبقى الفنّانون خالدين فيها أبدا