جعجع: نأسف لادخال موضوع الوجود المسيحي في الشرق في السياسات الضيقة

ذكّر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه “بين سنة 1975 و2005 كان الحضور السياسي المسيحي في لبنان مطوقا وتحت الهجوم الدائم، ولذلك طرحنا نحن الموضوع، وكنا نطرح مسألة الوجود المسيحي في لبنان والشرق من منطلقات ما يحصل، وكنا كلما نطرح هذا الموضوع كان حلفاء الاسد يهاجموننا الى ان رأينا منذ سنة ونصف السنة انهم المتحمسين لطرح هذه المواضيع”.
ولفت في مؤتمر صحفي عقده في معراب تحت عنوان “المسيحيون في لبنان والشرق الوسط تحديات وآفاق”، الى أن “الهدف من طرح هذا الموضوع من قبل هذه الشخصيات المعروفة الهوى والانتماء، محاولة لاظهار نظام الاسد الحامي للاقليات في محاولة لابقاء هذا النظام بقدر الممكن”.
وأشار جعجع الى أنه “في قضية معلولا، وجدنا أن هناك شخصيات أو فئات لبنانية مسيحية تقوم بدراما كبيرة كلما حصل شيء في معلولا لمحاولة تصوير الصراع في سوريا على أنه ضد المسيحيين وهذا تزوير كبير، فكل المدن السورية دُمرت بشكل كبير وهناك أكثر من 150 ألف قتيل إضافة الى المهجرين والخسائر، وبعض من يطرحون موضوع المسيحيين في سوريا لا يرون هذه المعطيات”.
وإعتبر أن “ما يحصل في معلولا هو كالذي يجري في حمص وحلب ودرعا، فبعضهم يحاول تصوير الصراع في سوريا على أنه ضد المسيحيين واتأسف ان بعض رجال الدين يدخلون في هذا الامر”.
ورأى أن “الثورة السورية فيها بعض الفوضى ولكن هذا لا يمنع إنها ثورة ديمقراطية لأجل دولة ديمقراطية في سوريا ونحن لا يمكن كمسيحيين الا ان نكون مع الثورة بسوريا”.
وأوضح أنه “بغض النظر عن الطفيليات التي طرأت على الثورات يجب أن نواكب الثورات. فنحن كمسيحيين في الشرق من صلب النسيج الاجتماعي والمهم ان نتصرف على هذا الاساس، ونحن لا نريد حماية من احد ولا نطلب ذلك، ولكن يجب ان نتصرف كأبناء حقيقيين للشرق الاوسط وحمل قضاياه، اليوم هناك احداث كبيرة تحصل بالمنطقة وهي تغيير تاريخي باتجاه الديمقراطية والحرية، وكل ثورة تسقط فيها دماء كثيرة قبل الوصول الى غايتها. نحن اليوم في بداية الربيع العربي ونحن كمسيحيين يجب ان نتبنى قضايا الشرق لأننا ابناء المنطقة”.
وحول ما يطرح عن حلف الاقليات، لفت جعجع الى أن “هذا الطرح لا استطيع استيعابه لسبب بسيط، وهو أن الصراع في الشرق ليس أن الاكثرية المسلمة تهاجم الاقليات المسيحية بل ما يحصل في الشرق هو عملية تطويرية الى الامام وحلف الاقليات يعيدنا الى القرون الماضية”.
وتابع: “حلف الاقليات يعني عمليا في الوقت الحاضر أن يتحالف المسيحيون مع نظام الاسد والجمهورية الاسلامية في ايران، لماذا سنتحالف معهم وهل هي هذه رسالتنا؟ النظام في سوريا موجود منذ 40 عاما وهو ضرب المسيحيين”.

السابق
الجولاني الذي لا يمزح
التالي
الطقس غداً مشمس الى قليل الغيوم من دون تعديل في الحرارة