الرواية الكاملة للاعتداءين في صيدا

اعتداء صيدا ومجدليون
كشفت مصادر موثوق بـ«اللواء» أن الشخص الذي ادّعى أنه «حسام»، كان ينتحل صفة «حسام السيد»، وهو شقيق بهاء الدين السيد الذي فجر نفسه بالرقيب أول بالجيش اللبناني رزق، وأن حسام السيد هو أحد الكوادر البارزة مع المسلحين في سوريا.

مساء الأحد 15 كانون الأول 2013 وصلت سيارة «رابيد» وأنزلت 3 أشخاص بالقرب من جسر الرميلة – الأولي على بعد عدة أمتار من حاجز الجيش هناك.

وسلك الأشخاص الثلاثة سيراً على الأقدام الطريق باتجاه مدينة صيدا، مستخدمين الرصيف الشرقي – أي عكس السير المتوجه من صيدا إلى بيروت، وهو الرصيف الذي يسلكه عدد من العمال الذين يقيمون في المنطقة.

عند التاسعة مساءً، طلب عنصر من ضمن حامية الحاجز، الأوراق الثبوتية لشخصٍ أسمر البشرة، فأجابه بأنه يُدعى «حسام». وعندما كرر الطلب منه لأوراقه الثبوتية، أبلغه بأنه لا يحملها. في هذه الأثناء أبلغ العنصر رفيقه العسكري الذي كان على الحاجز بأن هذا الشخص لا يحمل هويةً أو أوراقاً ثبوتية. وقبل إنهاء كلامه سحب هذا الشخص قنبلة يدوية، فبادر أحد عناصر حامية الحاجز لإطلاق النار عليه على الفور، مما أدى إلى انفجار القنبلة ومقتل الشخص الذي ادعى أن اسمه «حسام»، وجرح عسكريين اثنين من الجيش. فيما فر الشخصان الآخران باتجاه مدينة صيدا. ولدى تفتيش الشخص القتيل، عثر في جيبه على قنبلة أخرى، جرى تعطيلها من قبل الخبير العسكري المختص الذي حضر لاحقاً إلى المكان، كما عثر بحوزته على مبلغ 25 ألف ليرة سورية و200 دولار أميركي، حيث يعتقد أنه وصل من سوريا، وأنه كان على معرفة بمن انتحل اسمه «حسام السيد». وحتى الآن لم يتم الكشف عن هوية هذا الشخص أو جنسيته.

في هذا الوقت كان عناصر الجيش اللبناني يلاحقون الشخصين الفارين، اللذين تمكنّا من الفرار بسبب حلول الظلام.

وتضيف المعلومات: إن هذين الشخصين هما: اللبناني إبراهيم إبراهيم المير والفلسطيني بهاء الدين محمد السيد، اللذين لاقاهما بالقرب من منطقة علمان – الأولي اللبناني محمد جميل الظريف في سيارته من نوع جيب «أنفوي» رمادية اللون، وأصعدهما إلى السيارة، ولحظة الوصول إلى حاجز مستحدث أقامه الجيش اللبناني عند تقاطع مجدليون بقسطا، للبحث عن الشخصين الفارين، تفاجئ سائق سيارة جيب «انفوي» الظريف بالحاجز، وعندما طلب أحد العناصر وهو الرقيب سامر رزق منهم الأوراق الثبوتية، ترجّل أحدهم وهو بهاء الدين السيد واحتضنه وفجر نفسه بواسطة قنبلة يدوية، مما أدى إلى مقتله واستشهاد الرقيب الأول رزق، فضلاً عن جرح أحد العسكريين.

وعلى الفور أطلق عناصر الحاجز النار باتجاه الشخصين الآخرين اللذين قتلا وهما: محمد الظريف وإبراهيم المير.

ونتيجة تفتيش السيارة عثر بداخلها على:

  • حزام ناسف معد للتفجير مؤلف من 6 قطع متفجرات محاطة بمجموعة من الكرات الحديدة وموصولة بفتيل صاعق وصاعق رمانة يدوية.
  • 3 رمانات يدوية دفاعية.
  • 17 صاعقاً كهربائياً.
  • 6 صواعق رمانية يدوية.
  • مفجرة صاعق كهربائي.

وتكشف مصادر موثوق بها لـ «اللواء» أن الشخص الذي ادّعى أنه «حسام»، كان ينتحل صفة «حسام السيد»، وهو شقيق بهاء الدين السيد الذي فجر نفسه بالرقيب أول بالجيش اللبناني رزق، وأن حسام السيد هو أحد الكوادر البارزة مع المسلحين في سوريا. وأن الشخص جرى أمس (الثلاثاء) تحديد اسمه، حيث تبيّن أنه يُدعى «أبو أيوب العراقي» وينتمي إلى تنظيم «القاعدة»، وكان قادماً من سوريا باتجاه مدينة صيدا.

وتضيف المصادر: إن محمد الظريف كان ينتظرهم بعدما كان قد أوصل زوجته هبة السيد (شقيقة بهاء الدين) قرابة 8:15 دقيقة إلى منزل ذويها في منطقة تعمير عين الحلوة، وأبلغها أنه سيعود بعد حوالى الساعة.
والتقى محمد ببهاء وإبراهيم، في منطقة علمان – الأولي حيث أصعدهما إلى سيارته وكان متجهاً إلى منزله في منطقة شرحبيل لايوائهما، سالكاً طريق علمان مجدليون التي يعرفها جيداً سواءً لجهة أنه إبن المنطقة أو أثناء التحاقه بالشيخ المتواري أحمد الأسير، ولكن حاجز الجيش اللبناني الذي وضع بشكل طارئ فاجأهم، وجرى ما حصل من تفجير السيد لنفسه ثم مقتل الظريف والمير.

وتوضح المصادر أنه عثر أيضاً مع القتلى الثلاث في منطقة مجدليون، على أوراق، عدة بينها وكالات من أصحاب سيارات، تجيز لهم قيادتها، ويجري التأكد إذا ما كانت صحيحة أو أنها مزورة.
ما هي مهام الظريف؟

وتكشف مصادر مطلعة أن الظريف الذي غادر لبنان إلى كندا بتاريخ 18 أيلول الماضي – أي بعد اعتداء «مجموعة الأسير» على الجيش اللبناني في عبرا بتاريخ 23 حزيران الماضي، والتي ذكر أن الظريف لم يكن ضمن أفرادها!

وأن الظريف (هو صديق معين عدنان أبو ظهر، أحد الانتحاريين الذين استهدفا تفجير السفارة الإيرانية في بيروت بتاريخ 19 تشرين الثاني 2013 مع عدنان موسى المحمد).

وقدم الظريف إلى لبنان منذ 22 يوماً، للقيام بمهمة أمنية، لم تكشف التفاصيل عن المخطط الذي كان ينوي أفراد هذه المجموعة تنفيذه، إلا أنه ذكر أن الظريف كان أحد منتقدي الشيخ المتواري أحمد الأسير عندما باع منزله في منطقة مراح الحباس إلى أحد المسيحيين، وكان ضد «مهادنتهم».

وتجري الأجهزة الأمنية تحقيقاتها خصوصاً لجهة رصد تفريغ محتويات الكاميرات التي يتم التدقيق في ما سجلته وتحديداً في منطقة الأولي، فضلاً عن سيارة «الرابيد» الذي يعتقد أنها أنزلت المسلحين الثلاثة، وأيضاً الأجهزة الخلوية الأربعة التي عثر عليها داخل سيارة الظريف، وللتأكد من «داتا» الاتصالات لمعرفة مع من كانوا يتواصلون وكذلك الاستماع إلى عائلات الظريف والسيد والمير، في محاولة لجمع معلومات تساعد في التحقيقات.

وكما استفادت الأجهزة الأمنية من معلومات كانت قد توافرت لديها عن إمكانية حدوث تفجيرات أمنية، فإنها ما زالت تتابع ذلك بدقة، خصوصاً أن عدداً لمن كانوا ضمن مجموعة الشيخ المتواري أحمد الأسير ما زالوا غير موقوفين، والبعض منهم غادر لبنان، أو متوارٍ عن الأنظار حيث يخشى من قيام هؤلاء بعمليات أمنية، وليس مستبعداً منها انتحارياً كما جرى بتفجير السفارة الإيرانية.

واللافت أن هناك عدداً كبيراً من الشباب الذي تشبعت أفكاره بسلوك المنحى التفجيري الدموي حيث وجد من قام «بغسل دماغهم» أرضيةً، منفذاً للدخول إلى عقول هؤلاء، وتشريد أفكارٍ هي بعيد كل البعد عن مدينة صيدا، التي تميزت دائماً بأنها ملتزمة إسلامياً ولكن مع مبدأ التعايش داخل المدينة ومع الجوار في عمقها الجنوبي ومع المجتمع المسيحي فظلاً عن احتضان القضية الفلسطينية.

السابق
باسيل: إضافات ستشهدها الشبكة ولن نألو جهداً لتخفيف انقطاع التيار
التالي
منصور من ساحل العاج: اللبنانيون في جنوب السودان بخير