مسرح المدينة يُحيي مهرجانه العاصف

مسرح المدينة

هل غلظت يدا أنبل أشكال الفن، المسرح، فتشققت جراء الإهمال الذي يرى بعضهم انه لا سبيل إلى “إصلاح” الضرر الذي تسبّب به؟ هل ما زال الملاذ “الزاهي” الذي ينضح عُشّاقه وجههم بـ”ماء عالمه” المُنعش الذي لا يتكرّر؟

يتعامل البعض مع الخشبة وكأنها أسرع السبل التي يستطيع من خلالها الإنسان أن يتواصل مع أخيه الإنسان. ويرى بعضهم ان قدرته على تسليط الضوء على تفاصيل الحياة الصغيرة، “تُسكّن” الآلام.

وأمس الأول كان مهرجاناً حقيقيّاً لعشّاق الخشبة، دعا إليه “مسرح المدينة”، فكان تكريماً لما يرمز إليه المسرح عموماً وهذا المسرح العريق تحديداً، وللسيدة التي أعطت أبعاداً جديدة للخشبة، نضال الأشقر. وكانت الأجواء التي أوحت “الإنتماء” إلى مجموعة صغيرة تعيش الحميميّة طقساً يوميّاً، التحدّي الأكبر لعاصفة “اليكسا” الثلجيّة التي تضرب البلد. فإذا بالعشرات الذين إحتشدوا في المسرح “يهزمون” الصقيع ويتعالون عليه، مُجتمعين حول حبّهم للمسرح، داعمين “مسرح المدينة” من خلال محبّتهم الحقيقيّة بالدرجة الاولى وأيضاً من خلال ما يُشبه المساهمة المالية التي أتت على شكل بطاقات للمسرح وزّعت على الحضور. وحضر المهرجان – الحدث النجم نور الشريف والنجمة ليلى علوي، إلى وجوه مصريّة وسوريّة معروفة، فنخبة لبنانيّة. الجميع “جنّدوا” تصفيقهم المُطوّل للمسرح ودعمه. وكانت المُقابلات الصحافية والصور. وكم “نغلت” نضال الأشقر قبل بدء الإحتفال وكم ظهر فرحها بالذين اجتمعوا “تحت قرميدة المسرح” الافتراضية. وكانت الإحتفاليّة “السعيدة” اتقاءً لبرودة الطقس، فلا “حيلة” غير “التهييص” للبرنامج الفني المُتنوّع الذي “أوغل رأسه” في صدر الإبداع. من خالد العبدالله إلى جاهدة وهبي و”هشك بشك”، وصولاً إلى باسم فغالي و”إسكتشاته” المُبدعة. وكان الترحيب من “سيدة المسرح” نضال الأشقر التي حوّلت الحدث، جلسة مُسترخية مع الاصدقاء “إطمأنّت” من خلالها على أحوالهم، وطلبت منهم المُساهمة في “قيام المسرح” الذي له صلة مُباشرة في نهضة البلد في شكل عام. إلى كلمة للمُمثلة المتألقة ندى بو فرحات، فالبرنامج “الغني بالّلحظات”. انكشفت السماء المُلبدة بـ”جنون أليكسا”. أقلّه داخل المسرح العريق الذي “سَنَد رأسه” على يده مُبتسماً. “فرغ” شارع الحمراء من الناس الذين اختاروا تمضية أمسيتهم العاصفة في الملاذ الآمن المحجوب عادةً تماماً عن أنظارهم. أصوات الليل داخل المسرح “تطرد” أفكارهم السوداء. الإحتفالية “تنبسط نتوءاتها” الفرحة في الفُسحة الثقافية المديدة. يتوزّع الحضور الإبتسامات في ما بينهم. المسرح يحتفل بـ”نفسه” ويردّ التحيّة لهذا الجمع من الـ”محبّين” الذين أظهروا الوفاء بأكثر من طريقة. “مسرح المدينة” يُجدّد إطلالته، مُتمسّكاً بحضوره الصلب في الساحة الثقافيّة.

أمسية “دعم المسرح” هذه لم تُغلق الباب المُفضي إلى “رقصة العاصفة الثلجيّة” خلفها فحسب، بل أغلقت في الواقع الباب المُفضي إلى السلبية و”النقّ” وسوداوية من لا يؤمن بالحياة.
لن يموت المسرح من الإهمال ولن “يمشي في سبيله” مُستأذناً. إحتفالية الأمسية “العاصفة” في “مسرح المدينة” كانت أكبر دليل على ذلك.

السابق
بداية الانهيار
التالي
سليمان سيقوم بخطوة “في وقتها” قبل انتهاء ولايته