الحجار: إيران تريد الهيمنة على لبنان معتمدة على حزب الله كأداة لهذه القبضة

محمد الحجار

قال الحجار: “الرياضة جزء من حياة الإنسان، رياضة العقل ورياضة الجسم، وقبل رياضة الجسم التي نحتفل اليوم بتقديم جوائز ودروع لشخصيات ونوادي وفرق ورياضيين فائزين في دورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الثانية التي نظمها وبجدارة قطاع الرياضة في تيار المستقبل، بتوجيه من منسقه العام حسام زبيبو، وبتنفيذ ومتابعة مميزة عودنا عليها منسق القطاع في محافظة جبل لبنان الجنوبي عفيف دحروج، ومعه مجموعة من أعضاء مكتب ورياضيي هذا القطاع، قبل هذه الرياضة لم يتوان تيار المستقبل عن الإهتمام برياضة العقل، رياضة العلم والمعرفة التي كانت في مثابة التاج لمعظم برامج وجداول أعمال واهتمامات وإنجازات الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري ومن بعده لحامل الراية دولة الرئيس سعد الحريري”.

اضاف: “نجتمع اليوم والبلد حزين على ضحايا أبرياء سقطوا في التفجير الإرهابي الذي إستهدف السفارة الإيرانية في الجناح، لنفي بالتزام كنا أعلنا عنه سابقا تجاه مجموعة من الرياضيين الذين نريد معهم ومن خلالهم حماية الإقليم والشوف ولبنان من التلوث المذهبي المتفشي في مجتمعنا اللبناني، والقابض على حياتنا السياسية بفعل الشحن والتوتير والنبرة العالية التي تسود خطاب وأفعال فريق لبناني الهوية، إرتضى لنفسه أن يكون أداة تنفيذية في إستراتيجية إيران في المنطقة العربية.
لقد كنت أتمنى أيها الإخوة، لو طمأنتكم على سلامة الأوضاع، لكن للأسف هذا الذي شهدناه بالأمس وقبله في تفجير مسجدي طرابلس ومتفجرة الرويس ومتفجرات سماحة مملوك، كلها تؤشر على نية إجرامية متأصلة عند مجموعات إرهابية تعمل لحسابها أو بتوجيه من مخابرات نظام بشار الأسد، تريد العبث بلبنان وأمنه وإستقراره ومعه بالأمة العربية والمنطقة”.

تابع الحجار: “لقد حول التحالف الإيراني مع النظام السوري لبنان إلى حقل ألغام ومجالس عزاء وحزن، وأصبح اللبناني كما السوري والعراقي قلقا خائفا على حاضره ومستقبله. وها قد خيم الفراغ على عمل مؤسسات الدولة، فلا مجلس نواب يشرع، ولا حكومة فاعلة، لا بل وجودها تسبب بمآسي ومعاناة اللبنانيين، والخطر بالفراغ يدهم رئاسة الجمهورية، وتحت عنوان محاربة التكفيريين يتم إستجلاب الإرهاب إلى بلدنا ويتم بالتالي نقل ساحة المعركة من سوريا الى لبنان”.

وقال: “لا أريد أن أتكلم عن العدو الإسرائيلي فهو عدو متربص دائما بوحدتنا وببلدنا. ولأكون واضحا، نحن لا نعتبر إيران عدوا بل على العكس بيننا وإيران قواسم مشتركة تاريخية وجغرافية ودينية. نحن أقرب إلى إيران أكثر من كل الدول الغربية التي تتفاوض معها الآن في جنيف، ونحن نعتبر أنه يحق لإيران كدولة مهمة في الشرق الأوسط أن تفاوض وتدافع عن حقوقها، لكن أن تستعمل بعض الدول العربية ولبنان لتدافع عن هذه الحقوق أو لتهيمن عليها وتتجاوز سيادة الدولة فيها فهذا أمر مرفوض وغير مقبول”.

واعتبر ان “المشكلة ولنقلها بصراحة، هي أن الجمهورية الإيرانية تريد إحكام قبضتها على لبنان ضمن إستراتيجيتها في مواجهة خصومها وأعدائها في المنطقة بحثا عن نفوذ لها. إن إيران تريد الهيمنة على البلد لأنها تعتبره سلاحا أساسيا في هذه المواجهة، معتمدة على حزب الله كأداة لهذه القبضة وهذه الهيمنة، بإعتراف قادة الحزب أنفسهم وإصرارهم على بقائهم تنظيما مسلحا مستقلا عن الدولة، يخرب سيادتها، يسلَّح ويموَّل من الدولة الإيرانية”.

وقال: “هذه هي الصورة الحقيقية، هي ليست أبدا صراعا بين فئات لبنانية، ولا صراعا بين السنة والشيعة، بل إستغلالا من إيران للتعددية والإنفتاح اللبناني للقبض على الساحة اللبنانية والإمساك بأمور الدولة، يترجم بإصرار من حزب الله على العمل خارج الميثاق والدولة والدستور والقانون والطائف. حزب الله يريد الإحتفاظ بمنظومته المستقلة المنفصلة عن الدولة اللبنانية ويريد إجبار هذه الدولة على إعطائه مشروعية لما يقوم به عبر معادلة تطيح بسيادتها. حزب الله يريد إستمرار منظومته العسكرية المستقلة عن الدولة وغير المؤتمرة بها، وفي الوقت نفسه يريد السيطرة على السلطة التنفيذية للدولة بالثلث المعطل. ومن هذا المنطلق ولهذه الأسباب وبفعل التجربة المريرة السابقة قلنا بأننا لا نريد مشاركة الحزب في حكومة، لأننا نرفض الشراكة المضللة، ولأننا لا نريد الترقيع، ولقناعة عندنا بأن الأمر يستدعي معالجة مختلفة، معالجة في العمق وهذا لا يتم إلا عبر رفع القبضة الإيرانية عن لبنان”.

اضاف: “إننا اليوم وفي الذكرى السبعين لإستقلال لبنان مدعوون للعمل جميعا على تحرير سيادة الدولة اللبنانية، وتحرير هذه السيادة معركة وطنية بإمتياز ينبغي الإقدام عليها من جميع مكونات الشعب اللبناني لأن المرض يستفحل وينذر بتهديم الهيكل وزوال الكيان. هي ليست معركة 14 آذار وليست معركة المسلمين أو السنة، هي دعوة لجميع اللبنانيين، لا تستنبط عداء لأحد في الداخل أو في الخارج بل تريد حماية للبنان وتحرير سيادة الدولة فيه. ولذا يجب كذلك على المجتمعين العربي والدولي أن يساعدا لبنان على التحرر من القبضة الإيرانية بخاصة في ظل المفاوضات والإتفاقات والتسويات التي تسعى إليها إيران مع أميركا والغرب”.

وختم الحجار: “إن على إيران ومعها حزب الله أن يدركا الآن وقبل فوات الآوان، بأن القوة، أي قوة، ظرفية كانت أم ثابتة، لا تولد أي سلطة أو أي حق لصاحبها على الغير، خارج الشرعية المبنية على التفاهم والتجانس والتوازن والرغبة في العيش المشترك”.

السابق
الشرق الأوسط : خطر الإرهاب يضع لبنان على مفترق طرق حاسم
التالي
أفيقوا من غفلتكم يا عرب