البناء: لبنان يحتفل اليوم بالاستقلال على وقع تداعيات التفجير الإرهابي المزدوج

كتبت الاخبار: بينما يحتفل لبنان اليوم بالذكرى الـ70 للاستقلال بقي الوضع الداخلي يعيش تحت وطأة وتداعيات الانفجار الإرهابي المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية والذي يحمل رسائل في اتجاهات مختلفة بما يمثل من تطور نوعي في عمل الجماعات الإرهابية على الساحة اللبنانية على اعتبار أن المقصود من هذا العمل الإرهابي كان الجمهورية الإيرانية عبر سفارتها في بيروت من جهة ولأن منفذَيْه انتحاريان وهي المرة الأولى التي يشهد لبنان مثل هذه العمليات.
وإذا كانت التحقيقات والمعطيات التي جمعتها الأجهزة الأمنية وبخاصة مخابرات الجيش أفضت إلى تكوين «صورة شبه متكاملة عن الإرهابيين اللذين قاما بالتفجير المزدوج فإن الكثير من الجهات المراقبة تؤكد أن ما حصل من استهداف للسفارة الإيرانية لن يمر «مرور الكرام وإن كانت ردة الفعل الإيرانية اتسمت بالهدوء وبإلقاء المسؤولية على العدو «الإسرائيلي كونه المستفيد الأول من هذه الأعمال الإجرامية.

وبحسب مصادر سياسية عليمة فإن استهداف السفارة الإيرانية وبالطريقة التي خُطط لها يؤشر بوضوح إلى أن المخططين تجاوزوا في «جنونهم كل الخطوط الحمر وبذلك ستصبح كل الطرق مشروعة للرد خصوصًا إذا ما اتضحت بالأدلة والوثائق الجهات التي خططت للعملية بغض النظر عن المنفذين سواء كانوا ينتمون إلى تنظيم «القاعدة أو أحد فروعه ومعظمها مخترق من الاستخبارات الغربية والسعودية و«الإسرائيلية.

مَن هي الجهات المخططة؟
وتضيف المصادر أنه إذا نجحت التحقيقات التي تجريها الجهات اللبنانية المختصة في معرفة هوية الانتحاريَيْن وبالمسار الذي سلكاه قبل تنفيذ الهجوم والعاصمة التي انتقلوا منها إلى لبنان تصبح عندئذ الأمور مكشوفة حول الجهات المخططة والتي قد تكون أقنعت الجهة المنفذة للقيام بهذا التفجير. مع العلم أن بعض المعلومات تحدث عن أن الانتحاريين قدما إلى بيروت قبل أيام من تنفيذ العملية كما تفيد أنهما جاءا من دولة خليجية.
وعلى هذا الأساس تقول المصادر إنه إذا ما جرى التوصل إلى معرفة هوية الانتحاريين فيمكن عندها رصد طريقة دخولهما إلى لبنان سواء عن طريق مطار بيروت أو عن أحد المنافذ البرية الشرعية أو غير الشرعية كما أشارت المصادر إلى أنه يمكن العودة عبر الكاميرات المثبتة في محيط السفارة الإيرانية إلى الأيام التي سبقت عملية التنفيذ لأنها قد تبين المجرمين أو عناصر أخرى جرى استخدامهم في سبيل رصد محيط السفارة والإعداد لكيفية تنفيذ الجريمة وهو الأمر الذي سيفيد أيضًا ليس بالكشف عن هوية الانتحاريين بل الجهات التي تقف خلفهما أيضاً.

الدور السعودي في تمويل الإرهاب
في كل الأحوال تقول المصادر إن تحميل السعودية المسؤولية عن الانفجار مرده إلى معلومات ومعطيات لدى الجهات المعنية ومسؤولين سياسيين وأيضًا لدى أجهزة استخبارات غربية كلها تؤكد أن السعودية تقدم كل أشكال الدعم والمساندة للمجموعات المتطرفة ليس في سورية فقط بل أيضاً في بعض مناطق لبنان وتضيف أن ما حصل ويحصل في بعض المناطق من تسليح لمجموعات متطرفة وفلتان أمني ولجوء بعض الأطراف الداخلية للتغطية على هذه المجموعات التي ينتمي بعضها إلى «تنظيم القاعدةكلها مؤشرات على الدور السعودي في تمويل الإرهاب وتوضح أن لدى الجهات المعنية أيضاً الكثير من المعلومات عما تقوم به السعودية لإثارة الفتنة في لبنان وإفشال الحل السياسي في سورية والمحادثات الغربية مع إيران حول ملفها النووي.

مخاوف وتكهّنات
أمام هذا المشهد تتأرجح التوقعات والتكهنات بين دخول لبنان في مزيد من التصعيد أو نجاح المحاولات الرامية إلى احتواء الموقف على قاعدة توفير كل الظروف لمواجهة المجموعات الإرهابية التكفيرية خصوصاً أن معلومات جرى تداولها أخيراً حول دخول عدد كبير من هذه المجموعات إلى مناطق لبنانية وهي من جنسيات عربية عديدة خصوصاً مع الضربات الموجعة التي تلقتها هذه الجماعات أخيراً في سورية.

الانتحاريان أقاما ثلاثة أيام في الفندق
وبالعودة إلى التحقيقات التي قامت بها مديرية الاستخبارات والأجهزة الأخرى أوضحت مصادر أمنية لـالبناءأن الكاميرات الموضوعة خارج السفارة الإيرانية أوضحت الكثير من التفاصيل حول هويّة الانتحاريين لكنها قالت إن التحقيقات لم تظهر حتى الآن هويّتيهما وكيفية قدومهما إلى لبنان وكشفت أنهما أقاما ثلاثة أيام في فندق «شيراتون Points 4 في منطقة فردان وأنهما استخدما هويتين مزورتين لكن كاميرات المراقبة في الفندق أظهرت تفاصيل مهمّة عن شخصيتيهما كما أوضحت المصادر أن الأشلاء التي جُمعت من مكان التفجيرين لم يتم تحديد هويّة أصحابها حتى الآن وقالت إنه بعد انتهاء نتائج فحوص الـD.N.A يمكن تحديد ما إذا كانت هذه الأشلاء عائدة لمفقودين قتلوا في الانفجار أم أنها عائدة للانتحاريين. وأضافت أن موضوع التحقيقات أصبح في يد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي تسلم أشرطة الكاميرات التي أخذت من السفارة الإيرانية ومن الفندق.

وفي السياق ذاته قالت «قناة المنار إن التحقيقات أظهرت إن الانتحاريين ليسا لبنانيين بل هما من جنسية عربية والشكوك تنحصر حاليًا في جنسية من اثنتين وأنهما في العشرينيات من العمر. وأن لكنتهما تؤكد انتماءهما لدولة عربية مشرقية. وقالت «إنهما كانا يحملان هويتين مزورتين لشخص من بيروت وآخر من إقليم الخروب ولكن صورتيهما موجودتان على هويّة كل منهما وأشارت إلى أنه تم مصادرة ملابس الانتحاريين وأغراضهما الشخصية في الفندق بغية إجراء فحوص الحمض النووي سعياً لتحديد هويتيهما. وأوضحت أن هناك من ساعد الانتحاريين عبر المراقبة والرصد.

نصرالله التقى عبداللهيان
في هذا الوقت اجتمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بحضور السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي وجرى استعراض التطورات في المنطقة وحادثة التفجيرين الإرهابيين. وجدد عبد اللهيان في حديث له اتهام «إسرائيل بالوقوف وراء الجريمة الإرهابية وباستخدام العقول الإرهابية التكفيرية لتنفيذ هذا المخطط
وقال «إن إيران لا ترى أي حاجة للمشاركة في التحقيقات لأن الأجهزة اللبنانية تعمل على كشف الحقيقة وهي حصلت على خيوط لهذه الجريمة الإرهابية.

كتلة الوفاء للمقاومة
من ناحيتها دعت كتلة الوفاء للمقاومة إلى مواجهة الاعتداءات الإرهابية باعتماد سياسة شد العزائم بدل التراخي وقالت إن هذا الأسلوب المتوحش الذي لجأ إليه الإرهابيون في استهداف الأبرياء والسفارة الإيرانية لن يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. كما دعت جميع الأفرقاء إلى مراجعة ذاتية والاستجابة لحوار وطني جاد.

علامات استفهام حول دعوة السعودية رعاياها للمغادرة!
في موازاة ذلك لوحظ أن السفارة السعودية بثت رسائل قصيرة إلى مواطنيها أمس تدعوهم فيها «للعودة إلى السعودية وتوخي الحذر
وبدوره قال السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري إنه نظراً لخطورة الوضع في لبنان حضّت السفارة رعاياها على مغادرة لبنان حرصاً على سلامتهم!!
وقالت أوساط مراقبة إن هذا التعميم يأتي على خلفية ما وصفته المملكة بالتحريض الإعلامي ضدها. وفي الحقيقة إن هذا التعميم يُبرر بأن السفارة قد اطلعت على بعض ما بُث في مواقع الكترونية ما اعتبرته تهديداً لها وهذا ما حدا بها إلى استخدامه كذريعة لتوجيه هذا التعميم.

سيّارة مشبوهة!
وترددت معلومات أن سيارة مشبوهة كان قد تم ضبطها في وقت سابق في منطقة السفارة السعودية من دون معرفة التفاصيل.

سليمان في ذكرى الاستقلال: لعدم إيصال البلاد للفراغ
في سياق آخر يحتفل لبنان اليوم بالذكرى الـ70 للاستقلال بينما لا يزال اللبنانيون يضحّون ليلَ نهارَ لإنجاز الاستقلال الحقيقي عبر إقامة دولة مدنية ومتطورة بعيداً عن التوزيعات الطائفية والمذهبية.
وفيما يقام احتفال قبل ظهر اليوم في المناسبة في جادة شفيق الوزان دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في كلمة له مساء أمس «إلى تحييد أنفسنا عن التداعيات السلبية للأزمات الإقليمية
ورأى أنه «لا يمكن أن تقوم دولة الاستقلال إذا ما قررت الجماعات اللبنانية الاستقلال عن منطق الدولة واعتبر «أن مشكلة السلاح هي عائق أمام الوفاق الوطني إذا لم تحدد مهمته
وإذ أشار إلى «الحرص على الاحتفاظ بكل قدراتنا بوجه العدو «الإسرائيلي لم يتطرق إلى موضوع المقاومة في هذا السياق.
وتطرق إلى الخطوات التي اتخذت في موضوع اللاجئين السوريين مشيراً إلى أنه سيعقد مؤتمراً حول اللاجئين السوريين العام المقبل
وجدد سليمان تشديده على «الوحدة الوطنية والعيش المشترك داعياً أصحاب القرار لعدم السماح بإيصال البلاد إلى حال من الفراغ في ظل مجلس نيابي ممدّد له وحكومة تصريف أعمال لا تمثل الجميع.

السابق
الجيش فكك سيارة معدة للتفجير على طريق البقاع الشمالي
التالي
المستقبل: السعودية تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان..