قالت لي زوجتي…

الكلام يوم الخميس لا يفرق كثيراً عن الكلام يوم الجمعة وربما الأجر مضاعف يوم الجمعة إن صدقت النوايا، ولكن هل هناك فرق بين البقر من جانب والجِمالِ (البعارين) من جانب آخر؟!
لقد لَخَّصتْ لي زوجتي الأمر من زاوية توافق العقل والشرع وسوف نعرف ذلك بعد قليل، عاد موضوع النووي الإيراني إلى العرقلة من جديد، ولا أدري كيف يمكننا أن نأخذ صورة واضحة عن هذا الملف الغامض؟! أرجو أن نتتبع خطَّ سير السجال حول الملف الإيراني وموازاته إلى جانب قضايانا العربية، وكشفِ متى يكون هذا الملف نائماً ومتى من المناسب تنشيطُهُ من الطرفين الإيرانيّ والغربيّ.
وحين نتتبَّع الأمرَ بخطٍّ بياني سنجِدُ هذا الملف أشبه بطائرةٍ ورقية ملونة يرفعُها الطرفان الإيرانيُّ والغربيُّ إلى السماء فقط لصرف الأنظار عن حدثٍ يتصدَّر المشهد الأهم عند العرب، تماماً كما تلجأُ إسرائيلُ بضربها أحياناً لغزةَ لصرف الانتباه وشغل العرب عن أولوياتهم لأنها أيْ إسرائيلُ تعرفُ أن العربَ يُجدي معهم ذلك الأسلوب، يعني لا خوف من نووي إيران ولا من نووي إسرائيل الخوف من أي تطوير للسلاح والطاقة عند العرب، وهل نسينا المفاعل النووي العراقي الذي قصفته إسرائيلُ عام 1981 مع أنه كان سلمياً وفي بدايةِ بداياتهِ! طبعاً يجب أن يُقصف ليس لأنه نووي ولكن لأنه عربي وكان يومها صدام حسين حبيب العرب كلهم!!
لقد فتحنا نحن العرب أبواباً كثيرة على أنفسنا من حيث علمنا ومن حيث لم نعلم؛ تحدثنا كثيراً عن البطولات.. ويا ويلَ مَنْ يُعادينا وحين قُرِعتْ طبول الحرب ذهبنا بعيداً عنها وبقيتْ كلماتنا التي تفوهنا بها فارغةً كالطبول تماماً، والمشكلة الأكبر أننا تركنا ميدان المواجهة مع إسرائيل وحين واجَهَها حزبُ الله في حرب لبنان عام 2006 اتهمناه بأنه صاحب مغامراتٍ غير محسوبة.
يا سلام نحن الذين حسبناها بدقة! ما شاء الله نحن لم نكتَفِ بتحرير فلسطين نحن أيضاً حرَّرْنا جنوب السودان من السودانيين وجعلناه دولة مستقلة! أما الْجُزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) فحرام هذه الجزر أصلاً وديعة عند إيران، وإيران دولة حنونة لن تفرط بحقوق العرب أبداً.
أما الفرق الذي تحدثتْ عنه زوجتي: بين البقر والجِمال (البعارين) فالموضوع ذو شجون ومعانيه عميقة والكلام فيه حسّاس للغاية؛ لأن البقرة مصدر الخير كله من جبنة وزبدة وسمنة ولبنة ولبن وحليب وغير ذلك حتى أن بعض الهنود يعبدون البقر والعياذ بالله، أما البعير يقولون أن مَنْ أكثرَ الأكلَ من لحمه قسى قلبُهُ ولكن فيه من الخير ما فيه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أكَلَ مِنْ لحمِ الْجَزورِ فَلْيتوضأْ).

السابق
الملف النووي الإيراني.. هل من نهاية؟
التالي
مديرة NOW حنين غدار: مع الإنجاب بلا زواج