أحمد الحريري رداً على حزب الله ورعد: الواضح أن حزب الله يخرج إحباطه إلى العلن

رأى الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري أن كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “جاء مجدداً خارج كل الضوابط الوطنية والأخلاقية التي تحكم الحياة السياسية، ولا يمن بصلة إلى المرتكزات التي قام عليها لبنان ونظامه الديموقراطي”.

واعتبر في حديث الى وكالة “اخبار اليوم” أن “ما أطل به رعد من تهديد ووعيد يدل على إرباك وتوتر يسود “حزب الله”، ويؤشر إلى أن حديثه عن إنتصار مزعوم لم يكن سوى أحلام يقظة، سرعان ما تبددت في ضوء المواقف الدولية والإقليمية والعربية التي أسقطت دعايتهم، عن أن أميركا أصبحت في حضن إيران، وبأن المملكة العربية السعودية أخرجت إحباطها إلى العلن بعدما أخرجت من التسويات الكبرى، وبأن قطر تبتعد عن المملكة، وبأن بشار الأسد لن يرحل، وخلاف ذلك من أوهام حاولوا ترويجها كعادتهم على قاعدة تكذيب الكذبة وتصديقها”.

وقال الحريري:” الواضح من كلام رعد أن “حزب الله” هو من يخرج إحباطه إلى العلن، بعدما بنى إنتصاره المزعوم على باطل، وتبين للسيد حسن نصر الله أننا لم نرضخ لإنتصاره الباطل، وأن “تيار المستقبل” وقوى “14 آذار” لم يهبا إلى حارة حريك لمبايعته مرشداً للجمهورية اللبنانية، ولم يسلما له بإرتداء ما يفصله للبنان نظاماً وحكماً، كما تبين له، بخلاف ما أوحى، أن المملكة العربية السعودية هي رقم صعب في المعادلة الدولية والإقليمية، لا يمكن لفصاحته كما لا يمكن لأي دولة مهما عظم شأنها، أن تتجاوز دورها المؤثر”.

وأكد على أن “ضرورة أن يدرك “حزب الله” أن لغة التخوين والتهديد بقطع الأيدي لن تجعلنا نستسلم، فقد فعل ما فعله في 7 أيار ولم نستسلم له ولمخططاته السورية – الإيرانية، فالإستقواء بسلاحه لن يغير في سياساتنا، ولن يقلب الطاولة الا في وجه من يحمله ويوجهه إلى صدور اللبنانيين والسورين”.

وإذ استغرب “كيف أن اعلان بعبدا الذي خصص له رعد حيزاً مهماً من خطاب الوعيد، هو نفسه الذي وافق عليه وتعهد الإلتزام به، وهو أيضاً الإعلان الذي أجمعت عليه كل عواصم القرار الدولي بوصفه انجازاً يحمي لبنان ان التزم به”، قال أحمد الحريري :”هناك مفارقة لا بد من التوقف عندها. في خطاب الرئيس سعد الحريري في إفطارات رمضان أكدنا أننا كـ”تيار مستقبل” لسنا طلاب سلطة، لكن السيد حسن نصر الله في خطبه يؤكد أن يريد أن يضع يده على السلطة”، موضحاً أننا “نتعاطى مع تشكيل الحكومة بعيداً عن منطق توزيع الوزارات أو الأرقام أو الثلت المعطل، بل نقاربه من منطلق أن هناك خللاً في الشراكة الوطنية سببه أمرين: تورط “حزب الله” في القتال في سوريا بخلاف إرادة قسم كبير من اللبنانيين، وعدم إلتزامه بإعلان بعبدا بخلاف إرادة جميع الأحزاب اللبنانية التي وافقت عليه، وفي مقدمها “حزب الله”، وعليه فإننا حين ندعو “حزب الله” إلى الإنسحاب من سوريا والإلتزام بإعلان بعبدا، فنحن ندعوه إلى تصحيح هذه الخلل في الشراكة الوطنية، قبل الولوج إلى أي نقاش متعلق بتشكيل الحكومة أو غيره”.

وشدد على أن “أكثر ما يرعب “حزب الله” ومن وراءه هو حقيقة أن المجرم بشار الأسد ساقط لا محال، وأنه طوال سنتين من غرقه في الرمال السورية لا يتمكن من إنهاء الثورة السورية، التي فضحت أكثر وأكثر تحول “حزب الله” من مقاومة إلى مقاولة بالدماء من لبنان إلى سوريا”.

وأشار الحريري إلى أن “رعد يعرف أكثر من غيره، أن من يتآمر على المقاومة هو “حزب الله” نفسه، وأن من يطعن المقاومة في ظهرها هو سلاح “حزب الله” نفسه، وليس قتاله ضد الشعب السوري واستقوائه على اللبنانيين ممن حضنوا المقاومة طوال سنوات إلا أقسى الطعنات التي توجه إلى ظهر المقاومة، بعدما تبين من صفقة تسليم الكيماوي أن “حزب الله” يقاتل في سوريا كي يحمي ظهر إسرائيل وليس ظهر المقاومة”.

وأسف “لأن كلام رعد يؤكد أكثر وأكثر أن لا مقاومة في لبنان، لأن أي مقاومة  لا تحافظ على وجودها بـ”الثلث المعطل” في أي حكومة، أو بمعادلة “الشعب والجيش والمقاومة” في البيانات الوزارية، أو بانتهاك الدستور، بل تحافظ على وجودها بـبندقية محترمة لا تضيع بوصلة العدو، وتبقى مرابطة على الحدود الجنوبية لفلسطين المحتلة، لا على حدود بيروت وعرسال وطرابلس، ولا على حدود القصير وحمص ودمشق والقلمون، لأنه من المسلم به أن المقاومة لا تدافع عن اللبنانيين  بقتلهم وبقطع الأيدي والرؤوس، ولا تحارب العدو الإسرائلي بقتل السوريين في بلدهم”.

أضاف الحريري :”أما بالنسبة لإتهامه اللواء أشرف ريفي بأنه “زعيم ميليشيا”، فقد كان رد اللواء ريفي أكثر من معبر حين قال أن العمل الميليشياوي الأبرز الذي مارسناه أثناء تسلمنا المسؤولية، كان تفكيك البنية التجسسية الاسرائيلية في لبنان، ومن هؤلاء متورطون بالعمالة داخل “حزب الله”، وبأنه يكفي “حزب الله” فخراً ما فعله في بيروت والجبل في السابع من أيار. وفي المقابل يكفي اللواء ريفي فخراً أنه كان على رأس مؤسسة قوى الأمن الداخلي التي أثبتت جدراتها في حماية السلم الأهلي ومواجهة كل المتربصين شراً بلبنان من شبكات العمالة المكتشفة داخل وخارج صفوف “حزب الله” الى شبكات الإرهاب الأسدي من سماحة مملوك الى رفعت عيد وأسياده”.

ورداً على إتهام رعد عرسال بإيواء مجموعات تكفيرية، فأكد الحريري أن “عرسال ليست مكسر عصا لـ”حزب الله” ولا غيره، ومهما استعر مخطط استهدافها فهذه المدينة المقاومة والصابرة والصامدة، لن تستسلم للمجرم بشار الأسد ولـ”شبيحته” اللبنانيين والسوريين، ولن يتمكن “حزب الله” ان يريها نجوم الظهر، كما سبق أن هدد في سياق الحرب النفسية التي يشنها بشأن معركة القلمون. من المؤسف ان يصدر هذا الكلام عن عرسال، وهي مدينة المقاومة الحقيقة التي قدمت الشهداء في مواجهة العدو الإسرائل، والتي  لن ترهبها تهديدات رعد، ولن تثنيها عن احتضان ورعاية الأخوة النازحين السوريين، او التراجع عن موقفها الداعم للشعب السوري، فيكفي عرسال فخراً أنها كانت دوماً الى جانب الشعوب العربية وقضايا المحقة ولم تتاجر يوماً لا بدماء فلسطينية ولا بدماء سورية”.

السابق
قبيسي: لبنان في حاجة الى حكومة وحدة وطنية في هذه المرحلة
التالي
التقدمي: التواصل مع التيار الوطني انعكس ارتياحا شعبيا