الشرق : مساع لمؤتمر دولي يرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط

كتبت “الشرق ” تقول: تكمل ازمة تأليف الحكومة، بعد اسبوع شهرها السابع وسط انعدام افاق التشكيل وتعطل خطوط المواصلات بين القوى السياسية في شكل شبه تام والمضي في استهلاك فترة الوقت الضائع حتى انقشاع الضباب عن الرؤية الاقليمية وتوفير الضوء الاخضر الخارجي للرئيس المكلف تمام سلام لتشكيل حكومته.

وعلى رغم انكفاء اي مبادرة او اقتراح يتصل باحياء قنوات التفاوض حول الاستحقاق عن واجهة المشهد السياسي، لا سيما بعد موقف امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الاخير الذي وصفته قوى 14 اذار بالفوقي ونقلت وكالة الانباء المركزية عن أوساطها انه يشبه خطابات المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي من زاوية فرض تعليماته لتنفيذها، فان بعض المعلومات المستقاة من مصادر مطلعة تحدثت عن مجموعة اقتراحات يتم تداولها بعيدا من الاعلام بهدف احداث الخرق المرجو في جدار التأليف يرتكز احدها الى فرض تشكيلة حكومية من دون مشاورات الا ان القرار لم يحسم في هذا الاتجاه بعد، وعللت المصادر هذا التوجه بضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت لمواجهة سلسلة استحقاقات اصبحت اكثر من داهمة على عتبة التحولات الاقليمية المؤثرة مباشرة على الوضع في الداخل وفي مقدمها ما يحكى عن امكان عقد مؤتمر دولي لازمات المنطقة في فترة غير بعيدة يفرض اذا ما عقد وجود حكومة فاعلة لكون لبنان معني مباشرة بهذه الملفات بالوضع الامني الذي يتعرض لانتكاسة تلو الاخرى ولئن كانت مظلة الاستقرار الدولية ما زالت موجودة ضرورة تسيير شؤون البلاد بعدما استغل البعض فترة تصريف الاعمال لعقد صفقات وتحقيق مكاسب سياسية او حزبية او طائفية. استحقاق رئاسة الجمهورية وخطورة الوصول الى موعد الانتخابات من دون حكومة، اضافة الى ضرورة تشكيل حكومة لاجراء الانتخابات النيابية بعد التوافق على قانون انتخابي.
واشارت المصادر الى ان بعض القوى السياسية يحاول الدفع في اتجاه عقد صفقة كاملة متكاملة تتضمن تشكيل الحكومة والانتخابات النيابية والرئاسية، الا ان حظوظ هذه المحاولة تبدو معدومة في ضوء تصلب كل فريق وتمسكه بمواقفة.
في غضون ذلك، تترقب الساحة الداخلية ما قد ينتج من مفاعيل عن لقاء الرئيس سعد الحريري بالرئيس المكلف تمام سلام الذي ينتقل اليوم من جنيف الى باريس للاطمئنان الى الحريري والتشاور معه في ملفات لبنان والمنطقة، ومن بينها التعقيدات التي تحول حتى الساعة دون تمكنه من تشكيل الحكومة، علما ان قوى 14 اذار ماضية في تأكيد موقفها المتمسك بعدم المشاركة في حكومة فيها حزب الله طالما انه يشارك في الصراع في سوريا.

وفي مجال آخر، اعربت السفارة الاميركية في لبنان عن قلق بلادها العميق ازاء تدهور الوضع الامني في لبنان بما في ذلك طرابلس داعية الى ضبط النفس. ورأت ان انخراط احزاب لبنانية وابرزها حزب الله في سوريا يؤدي الى تفاقم التوترات الطائفية ويهدد الامن.
وفي المشهد الاقليمي، برز الى الواجهة لقاء المبعوث الاممي لسوريا الاخضر الابراهيمي مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي اكد ان وقف دعم الارهابيين والضغط على الدول الداعمة لهم، هو الاساس لتهيئة الظروف والمناخات المؤاتية للحوار، ووضع آليات واضحة لتحقيق الاهداف المرجوة. مشددا على ان الشعب السوري وحده مخول رسم مستقبل سوريا واي حل يجب ان يحظى بقبوله ويعكس رغباته.
وقالت مصادر مراقبة لـ”المركزية” ان ظروف مؤتمر جنيف 2، لا تبدو متوافرة في ضوء انكفاء فريق اساسي في المعارضة ترعاه المملكة العربية السعودية عنه، الا انها تحدثت عن بدء المساعي لعقد مؤتمر دولي يرسم خريطة جديدة للشرق الاوسط تمر عبرها كل ازمات المنطقة بما فيها الازمة الفلسطينية – الاسرائيلية، وحددت مدة ثلاثة اسابيع لتبيان التوجهات التي تبدو ايجابية استنادا الى البيان الصادر عن اجتماع جنيف حول الملف النووي الايراني والتقارب الاميركي – الروسي الذي اصبح بعد الاتفاق في شأن سوريا صلبا ومتينا.
ووصفت المصادر الاسابيع الثلاثة المقبلة بالحساسة جدا والخطيرة ربما، بحيث توجب التحسب لها خصوصا في لبنان الذي تتحرك ساحته على وقع تحولات وتطورات المنطقة.

السابق
اللواء: علي عيد يرفض إستدعاء المعلومات
التالي
الأخبار: فرع المعلومات يتجاوز الخطوط الحمراء باستدعاء علي عيد