عباس شعيب: بطل؟ او شبّه لنا؟

عباس شعيب
تحول عباس شعيب من صاحب حملة للسياحة الدينية يبتغي من عمله الربح المالي، و حداه توفير البعض منه الى سلوك طريق العودة من ايران عبر البر بعدما كان حظّر على الحملات الدينية، من قبل المرجعيات الشيعية والرسمية، السفر برا عبر سوريا، الى غيفارا لبنان.

كثير من سلوكيات حزب الله السياسية او الاعلامية او حتى الاجتماعية تدعونا الى التوقف والقراءة والتأمل. واحدة منها ما ترافق مع اطلاق سراح مخطوفي اعزاز. وطبعا ليس المقصود هنا ظاهرة الفرح والسعادة التي عبّر عنها اهالي الضاحية عموما واهالي المخطوفين خصوصا، لان هذا امر مبرر واكثر من طبيعي ومفهوم. لكن المستغربوالمدهش هو محاولة تكرار واستنساخ، بشكل شبه حرفي، صورة رافقت عملية التبادل التي حصلت بين الحزب واسرائيل عام 2008. تلك التي تحرر بموجبها سمير القنطار وثلاثة اسرى لبنانيين كانوا قد اعتقلوا في حرب تموز، مقابل استعادة حكومة العدو رفاة جنديين أسرا في عام 2006!!
هذه المحاولة وغيرها لا نستطيع ان نعتبرها الا عن سابق تصور وتصميم، ولا تأتي من فراغ او بشكل عفوي. بل هي نتاج عنصرين اساسيين يتحكمان بشكل دائم بآليات التعاطي والتفكير داخل سلوكيات الحزب افرادا وقيادة. اولهما ان الحزب أنشىء اساسا على ركيزة واحدة اختصرت كل المحمول الفكري والثقافي وحتى الاستقطابي: هي ركيزة القتال، او بمفهوم الحزب: “الجهاد”. هو الذي كان تجلى باحلى صوره ابان الاحتلال الاسرائيلي حينها بمقاومة ذاك المحتل. اما العنصر الثاني فهو ما فرضته ظروف النشأة. تلك التي جعلت من الحزب عبارة عن جسم عسكري قائم على عامود فقري امني لا غير. ما فرض على قيادته وعلى جمهوره اسلوب اداء لا يستطيع الخروج عن سياق مستمر رغم تبدل الظروف وتحوله.
من خلال هذا وذاك يمكن لنا ان نفهم ونفسر الكثير من سلوكياته ومحاولاته المستمرة استحضار، والمحافظة على، صورته القديمة. فيجعل من المتتبع لتلفزيون “المنار” مثلا مشاهدا لا يمكن ان يصدق ان جبهة الجنوب هادئة تماما منذ اكثر من سبع سنوات. ويجعل من اي خصم سياسي عدوا او في افضل الاحوال عميل للعدو، “عرف أم لم يعرف”، وهي موضة جديدة.
بعد ذلك البندقية تصير هي الحاضر الاكبر ويتحول اي انجاز، وان على مستوى الربح في انتخابات بلدية او نقابة، الى “انتصار”. وهكذا يمكن ان نفسر كيف تحوّل زوار مدنيون ابرياء الى ابطال، كما لو أنّهم عائدون من الجبهة! ويتحول عباس شعيب الى بطل، وفي الأصل هو ليس أكثر من صاحب حملة للسياحة الدينية يبتغي من عمله الربح المالي، وحداه توفير البعض منه الى سلوك طريق العودة من ايران عبر البر بعدما كانت المرجعيات الدينية الشيعية الرسمية قد حظرت طريق البر عبر سوريا.
هذه الآلة الإعلامية جعلته غيفارا لبنان. فيصدق بعد ذلك هو نفسه هذا التشابه.ونغرق نحن في السؤال من جديد، عنوانه هذه المرة عباس شعيب: هل هو بطل؟ ام شبّه لنا؟

السابق
الجيش رد على مصادر النيران في طرابلس
التالي
اخماد حرائق في اهدن ودير نبوح