المستقبل: انتهاء محنة مخطوفي أعزاز وعودتهم الى لبنان خلال 48 ساعة

كتبت “المستقبل ” تقول:  في مثل هذا اليوم قبل عام تماماً، قَتَل أعداء لبنان واحداً من أشرف وأشجع رجاله ورئيس شعبة المعلومات اللواء الشهيد وسام الحسن.. حققوا هدفاً كبيراً من أهدافهم وانتقموا غدراً من رجل واجههم بمنطق الدولة وسلطان القانون وكشف وفضح جوانب كبيرة وخطيرة من مخططاتهم السوداء رافضاً أن ينحني أو ينصاع أو يتراجع أمامهم.
وعشية الذكرى وفيما وصلت قضية مخطوفي إعزاز الى خاتمة سعيدة يُفترض أن تتُرجم اليوم أو غداً على الأرجح، أكد الرئيس سعد الحريري في مداخلة برنامج “إنترفيوز” على شاشة تلفزيون “المستقبل” “أن من اغتال وسام الحسن سيدفع الثمن. هناك محكمة خاصة بلبنان ولدينا ثقة فيها ومهما حصل سنلاحق المجرم ومعلّميه”.
وقال “أنا لا أحب الانتقام ودائماً نتحدث عن العدالة لكن مخطئ من يظن أن هذا الاغتيال سيمر من دون عقاب(…) هناك عقاب المحكمة وهناك عقاب ربّاني. العقاب سيحصل ولا يعتقد المجرم أنه لا يمكن الوصول إليه”.
ولفت الحريري الى أن الحسن اغتيل “بسبب الدور الذي اضطلع به في كشف شبكة ميشال سماحة وعلي المملوك ولنجاح شعبة المعلومات في كشف وملاحقة العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية والمخططات الإرهابية”. ورأى أن “الشعبة” لا تزال هدفاً”.
وكشف أنه كان قريباً من العودة الى لبنان قبل استشهاد الحسن وتأجّل القرار لأن الاغتيال كشف “مدى استهداف المجرمين للشخصيات في لبنان”. وأكد “أن العودة الى لبنان بالنسبة لي قريبة بإذن الله” وقال “سأعود الى لبنان وهذا أمر لا نقاش فيه. كثيرون لا يريدون رؤية سعد الحريري في لبنان لكن سعد الحريري سيعود”.

مخطوفو إعزاز
الى ذلك، كشف وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل لـ”المستقبل” أن صفقة الإفراج عن مخطوفي إعزاز أنجزت وستنفّذ خلال 24 أو 48 ساعة على الأكثر إذا لم تطرأ عراقيل غير متوقعة.
وقال إن “الجانب اللبناني كان على علم باقتراب موعد الصفقة منذ ظهر أمس، وإن قطر هي التي لعبت الدور الأساس في هذا الملف”، مضيفاً أن “مخطوفي إعزاز سيطلق سراحهم في إطار صفقة تبادل مع النظام السوري الذي من المفترض أن يفرج عما بين 190 و200 سجينة من سجونه”.
وكشف شربل أن هذه الصفقة “تشمل الطيارين التركيين المخطوفين في لبنان”.
وفيما أوضح شربل لـ”المستقبل” أنّ “قطر تدرس كيفية إجراء عملية التبادل وأنّ أحد الاقتراحات أن تتسلم السلطات اللبنانية السجينات السوريات من النظام السوري وتسلمهن إلى المسؤولين القطريين على الأراضي التركية حيث يرجح أن تتم عملية التسلم والتسليم، وفي المقابل يجري تسليم مخطوفي أعزاز”، أوضح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من تركيا أنّه ينتظر عبور المخطوفين اللبنانيين لاستلامهم وسيعودون إلى لبنان خلال 48 ساعة.
وقبل منتصف الليل أكد شربل لـ”المستقبل” أن مخطوفي اعزاز وصلوا إلى الأراضي التركية وأنه تلقى اتصالاً من ابراهيم في حضور وزير الخارجية القطرية في هذا الصدد.

المحكمة.. والدعم
وفي سياق آخر أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان احترام لبنان المحكمة الدولية واستمراره ومثابرته على تمويلها، وأبلغ ممثلي الدول الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمجموعة الأوروبية في بيروت أنه “سيحترم موعد استحقاق التمويل وهو الضمانة باعتباره رئيس الدولة”.
وكتبت مندوبة “المستقبل” الى القصر الجمهوري الزميلة باسمة عطوي، أن الاجتماعين اللذين عقدهما الرئيس سليمان مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمجموعة الأوروبية، شكّلا ترجمة أولية لاجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان الذي انعقد في نيويورك في أيلول الفائت. ولفتت مصادر بعبدا لـ”المستقبل” أن المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي والسفراء، أبدوا خلال الاجتماع “حرصهم على استقرار لبنان السياسي والأمني، وضرورة تطبيق سياسة النأي بالنفس التي نص عليها إعلان بعبدا، في حين أكدت ممثلة السفير الفرنسي التي حضرت الاجتماع التزام بلادها دعم الجيش اللبناني. وقدمت ممثلة البنك الدولي حنين السيد لرئيس الجمهورية خطة لزيادة المساعدات للبنان والتي تمتد الى العام 2015، فيما شدد جميع السفراء على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على وضع آليات لتلقي المساعدات الدولية للبنان”.
ولفتت المصادر الى أن “رئيس الجمهورية شدد خلال الاجتماعين على ضرورة أن تمتد المساعدات للبنان، الى السنوات المقبلة والى ما بعد انتهاء الأزمة السورية، لأن التقارير أظهرت أن تأثير هذه الأزمة على لبنان سيستمر لسنوات طويلة. لكن أهم ما أكده رئيس الجمهورية أمام السفراء، لدى سؤاله عن مدى احترام لبنان لاستحقاق المحكمة الدولية المقبل، أن لبنان مستمر وسيثابر على تمويل المحكمة الدولية، وأنه سيحترم موعد استحقاق التمويل والضمانة هو رئيس الدولة”.
وأشارت المصادر الى أن “الاجتماعين أعطيا دعماً سياسياً جديداً وتعهداً من المجتمع الدولي لدعم لبنان، كنتيجة للجهد السياسي والديبلوماسي الذي قام به رئيس الجمهورية مع هذه الدول، وهذا ما لا يمكن أن يحصل لو أنه لا يتمتع بالصدقية لديها. وهذا ما عبّر عنه السفراء صراحة بأن بلادهم مرتاحة الى منهجية تفكير رئيس الجمهورية، أما ترجمة هذا الارتياح فستكون مساعدات اقتصادية ستُصرف ضمن مسار متلاحق تظهر نتائجه على الاقتصاد اللبناني، وأول خطواتها الدراسة التي سلمتها ممثلة البنك الدولي الى الرئيس سليمان أمس وتتضمن تقويماً لأثر الأزمة السورية على لبنان ورؤية البنك لمساعدة لبنان، واقتراحات حول الخطوات السريعة التي يجب القيام بها والإصلاحات التي يجب تطبيقها وكيفية إشراك القطاع الخاص”.
وأعلنت المصادر أن “اجتماعات رئيس الجمهورية المقبلة سيكون محورها توسيع حلقة الدول المانحة، بعد أن أبدت دول عدة تفهمها لتداعيات الأزمة السورية على لبنان”.
أبعد من النزوح
وحدّد رئيس الجمهورية في الاجتماعين السبل الآيلة الى متابعة تنفيذ خلاصات اجتماع مجموعة الدعم الدولية، ولفت إلى أن “اجتماع نيويورك مثل اهتماماً خاصاً بلبنان من أعلى المرجعيات الدولية، والتزاماً منها بدعمه في مجالات صون الاستقرار، وتقديم المساعدات الى القوات المسلحة والجهد القائم في مواجهة الأعباء المتزايدة جراء تنامي أعداد اللاجئين السوريين”، داعياً الى “بذل جهود إضافية لتسريع عملية التفاوض والتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية”. ونبه على أن “المشاركة في الأعباء المالية لا تزال غير كافية، فيما لا تزال المشاركة في تقاسم الأعباء العددية رمزية، ولا يزال المجتمع الدولي يرى صعوبات في توسيع الإيواء داخل سوريا، ولا يزال مسار جنيف متعثراً”.
وأكد أن “الالتزام الدولي غير موقوف على دعم موضوع النزوح فحسب، بل يجب متابعة الدعم للبنان وتعويض الضرر الذي لحق به جراء الأزمة السورية، لأن خلاصات مؤتمر نيويورك ليست مرتبطة بهذا الموضوع فقط، ولكنها تمتد الى فترات لاحقة لدعم لبنان ومساعدته في النهوض من الخسارة الكبيرة التي تعرض لها بسبب ما هو حاصل في سوريا”.
وأشار مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية شادي كرم، الى أن ممثلي بعض الدول طرحوا مسألة تشكيل الحكومة وأنّ الرئيس سليمان ردّ بتأكيده الاهتمام بذلك “والعمل على الإسراع فيه مع ضرورة تأمين ثقة مريحة للحكومة الجديدة في المجلس النيابي كي تتمكن من إدارة الملفات الموكلة إليها”.

السابق
السفير: مخطوفو أعزاز .. في الطريق إلى بيروت اليوم
التالي
اللواء: قطر تدفع 150 مليون دولار لتحرير مخطوفي أعزاز