استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في دار الفتوى، البعثة الفرنسية لإغاثة النازحين السوريين في لبنان والتي تضم مسؤولين ورجال دين مسلمين ومسيحيين من مختلف المنظمات والجمعيات الخيرية والانسانية.
وقال مفتي الجمهورية امام الوفد :”أقدر فيكم وبأعضاء مؤسستكم وبكل مؤسساتكم الاوروبية المماثلة هذه المشاعر الانسانية العالية، بحيث انكم جئتم من بلاد بعيدة وبالذات من فرنسا هذا البلد الصديق الذي له علاقة خاصة ومميزة مع لبنان، لفرنسا دور كبير واتمنى ان يكون لها دور اكبر واكثر، لان اللبنانيين سواء مسلمين او مسيحيين يقدرون لفرنسا مواقفها التاريخية والحاضرة، واتمنى ان يأخذ السياسيون في لبنان درسا من كلامكم الذي سمعته الآن سواء من ناحية انسانية او من ناحية العدالة والسعي في التنمية، والسعي ايضا في الاغاثة، وان تكون كلماتكم هي ممارسة عملية لهم في حياتهم السياسية اليومية”.
اضاف :”ان سياسيينا في لبنان اليوم، رغم كل المآسي، مشغولون في صراعاتهم ولا يلتفتون الى هذه الامور التي جئتم من اجلها من بلاد بعيدة، هذا ليس انتقادا لسياسيينا وانما هو تحفيز لهم على ان يضعوا صراعاتهم قليلا او يخففوا منها وينظروا الى هذا الشعب الذي هاجر قسم منه من لبنان من بلدة عكار، وغرقوا عند سواحل اندونيسيا وهم يسعون وراء لقمة العيش وراء البحار”.
وتابع: “نحن ايضا نقدر فيكم هذا السعي النبيل من اجل مساعدة الاخوة النازحين السوريين المصابين بالجراح في بلدهم ووطنهم وفي دار هجرتهم هنا في لبنان، واللبنانيون يعيشون اليوم في جراح كبيرة من جراء الصراع السياسي على ارض لبنان، فكلنا جرحى نساعد اخواننا الجرحى هنا في لبنان، وشكرا لكم على كل انواع مساعداتكم”.
وأكد انه “بتضامننا جميعا وخصوصا مع فرنسا التي لها مكانة كبيرة في قلوب اللبنانيين، نأمل دائما ان يستمر هذا التعاون، وأحملكم تحياتي وتقديري الى جميع المسؤولين الفرنسيين والمنظمات الانسانية والاجتماعية والعلمية والثقافية في فرنسا، واشكر ايضا فرنسا على عنايتها الحكيمة والدقيقة بالمسلمين في فرنسا، لان فرنسا تتبع طرقا حكيمة جدا بحيث انه لا يوجد لديها صراعات كالتي نعيشها نحن هنا على الارض العربية”.
