شخصيات تتكرر في التاريخ

شخصيات تتكرر في التاريخ‎
ثلاث شخصيات تاريخية تتشابه بمعاناتها وعدم تراجعها عن مبادئها وقناعاتها، ولم تتنازل في سبيل موقع أو منصب. وبقيت حتى الرمق الأخير تدافع عن ما تراه محقاً.

في مثل هذا اليوم، السابع من تشرين الأول عام 1967، أعلن نبأ مقتل الثائر الأممي أرنستو تشي غيفارا في إحدى غابات بوليفيا. ونشرت وسائل الإعلام آنذاك صورة لجثته مسجاة وحولها عدد من الضباط العسكريين ورجال المخابرات المركزية الأميركية. وغيفارا ثائر آمن بضرورة إشعال الثورات في أكثر من مكان لبناء مجتمع المساواة والعدل، واستخدم نظرية “البؤرة الثورية” بديلاً عن الحزب اللينيني. وهي نظرية تقوم على عمل مجموعات في الأرياف وصولاً للسيطرة على المدن.
في تلك الأيام قيل إن أحد الفلاحين البوليفيين هو الذي وشى بغيفارا وأرشد عناصر المخابرات المركزية الأميركية إلى مكانه. فكان أن قضى غيفارا دفاعاً عن مبادئه وقناعاته، ورفض التنازل عنها. والمفارقة أنّ من وشى به هو أحد الفلاحين، وهو الذي وهب حياته دفاعاً عنهم وعن مصالحهم.

تتشابه حياة غيفارا مع يسوع المسيح الذي سبقه بألفي عام عندما دعا إلى السلام والمحبة وإقامة مجتمع المساواة. فوشى به أحد تلامذته (يهوذا) كما تقول الروايات الدينية، ولم ينبس بكلمة أثناء محاكمته، لم يتراجع عن قناعاته ومبادئه وقضى مصلوباً، مقتنعاً أنه يفدي البشرية بعملية الصلب التي نفذها الرومان بحقه.

وبعد أكثر من ستة قرون، فضَل الإمام الحسين بن علي الموت على التنازل عن مبادئه وقناعاته بضرورة إقامة الدولة العادلة التي تساوي بين جميع المسلمين. والحسين لبى نداء مريديه في العراق الذين طلبوا منه المجيء لمبايعته وإعلان تأييدهم له، إلا أنهم انفضوا من حوله عندما وصل إلى العراق وتركوه وحيداً يواجه قرار قتله. لكن ذلك لم يدفعه إلى أن يتراجع عن قناعاته وعن المبادئ التي آمن بها، وقضى وعائلته ولم يغير شيئاً من آرائه.

ثلاث شخصيات تاريخية تتشابه بمعاناتها وعدم تراجعها عن مبادئها وقناعاتها، ولم تتنازل في سبيل موقع أو منصب. وبقيت حتى الرمق الأخير تدافع عن ما تراه محقاً.

السابق
طيران ليلي للقوات الجوية بين قواعدها
التالي
توقيف 90 شخصا لارتكابهم افعالا جرمية