الديار : الحرس الثوري غير راضٍ على رد روحاني على اتصال اوباما به … هل جمّد هذا الوضع العلاقة الايرانية ــ السعودية وأخّر زيارة سليمان للمملكة؟ … الحريري طلب من السنيورة الانفتاح على بري وأكد أن السعودية ضد حكومة فيها حزب الله … حزب الله يشكر قائد الجيش ويتمنى عليه شمول الخطة الامنية منطقة بعلبك وجوارها

كتبت “الديار ” تقول : حدث كبير حصل في ايران حيث انتقد قائد الحرس الثوري في الجمهورية الايرانية الاسلامية محمد علي جعفري رد رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني على الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الاميركي باراك اوباما به.
وقال الجنرال محمد علي جعفري لموقع “تسنيم نيوز” الاخباري في اول انتقاد علني لهذا الاتصال التاريخي بين الرئيسين، “ان الرئيس روحاني تبنى موقفا حازما وملائما خلال زيارته نيويورك، وكما رفض لقاء اوباما كان حريا به ان يرفض ايضا التحدث اليه عبر الهاتف وان ينتظر افعالا ملموسة من جانب الحكومة الاميركية” .
ورأى أن الحكومة يمكنها ان ترتكب اخطاء تكتية يمكن اصلاحها، مضيفا “اذا لاحظنا اخطاء لدى المسؤولين فإن القوات الثورية ستوجه التحذيرات الضرورية”. واعتبر جعفري “انه للرد على النية الطيبة التي اظهرتها ايران خلال اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة كان على الولايات المتحدة ان ترفع كل العقوبات ضد الامة الايرانية، وترفع كذلك القيود عن الاصول الايرانية المجمدة في الولايات المتحدة، وان توقف عدوانها على ايران، وتوافق على البرنامج النووي الايراني”.
واعتبر قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الجنرال امير علي حاجي زاده عبر الموقع الالكتروني للحرس الثوري انه لا يمكن نسيان عدوان الولايات المتحدة عبر اتصال وابتسامة لاوباما . واضاف ان هذا العدوان يستمر منذ نصف قرن وحتى لو كانوا يريدون تغييره لا اعتقد ان هذا الامر سيحصل سريعا . وزير الدفاع الايراني وموقف آخر في المقابل، اعلن وزير الدفاع الايراني حسين دهقان تأييده لقرار روحاني، معتبرا ان الاتصال الهاتفي يؤشر الى قوة وعظمة ايران.

روحاني
من جهة اخرى وفي رد غير مباشر قال الرئيس الايراني روحاني انه يعمل من ضمن توجهات المرشد العام للثورة الايرانية الامام الخامنئي. وكان روحاني قد اصدر امرا لمسؤولي الطيران بدراسة اعادة فتح خط الطيران المدني والرحلات الجوية المباشرة بين بلاده والولايات المتحدة الاميركية بعد اكثر من ثلاثة عقود على توقفها وذلك بعد ايام قليلة من الاتصال بين روحاني واوباما.
وفي كلام قائد الحرس الثوري ان الاخطاء التكتية يمكن اصلاحها اذا ارتكبتها الحكومة، اما اذا كانت استراتيجية فيجب ان نحذر منها، وان نعلن موقفنا. فهل يعني ذلك ان الحرس الثوري الايراني لا يريد زيارة الرئيس روحاني الى السعودية؟ وهل ابلاغ الرئيس سعد الحريري الى الرئيس نبيه بري والى حلفائه في 14 آذار ان موقف السعودية لم يتغير من مسألة مشاركة حزب الله في الحكومة. وهل يستطيع الرئيس روحاني الانفتاح وأخذ المواقف اذا كان الحرس الثوري الايراني وضع خطوطا حمراء لتحرك روحاني.
بالنتيجة هذا الامر هو بيد المرشد الاعلى للثورة الايرانية الامام الخامنئي، وستظهر في الايام القادمة المواقف الايرانية فعليا لكن يبدو ان ايران تلعب لعبة مزدوجة حيث ينفتح الشيخ روحاني على اميركا ويتشدد الحرس الثوري لأن العقوبات الاميركية تضايق ايران جدا في مجال الاقتصاد وخطوة الحرس الثوري الايراني ربما هدفها الضغط على الولايات المتحدة الاميركية كي ترفع العقوبات فورا اكثر منها على الرئيس روحاني، وهنا يأتي دور المملكة العربية السعودية والامير بندر بن عبد العزيز في التأثير على اميركا لعدم رفع العقوبات عن ايران قبل تغير الدور الايراني في الشرق الاوسط وبالتحديد في التدخل الايراني في شؤون المنطقة العربية.

روحاني يوافق على زيارة المملكة
على صعيد آخر ذكرت مصادر ديبلوماسية رفضت الكشف عن هويتها، ان الرئيس الايراني أبلغ السلطات السعودية قبوله دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لأداء فريضة الحج هذا العام، والتي ستكون قبيل منتصف شهر تشرين المقبل.
وأشار المصدر الى أن لقاءً مهماً سيعقد بين الزعيمين السعودي والايراني في مكة المكرمة، أمام الكعبة المشرّفة. وكان روحاني، وصف في تصريح سابق، السعودية بأنها شقيقة وصديقة لايران، مؤكداً مشاطرته رغبة الملك عبد الله بن عبد العزيز، في ازالة التوترات الطفيفة بين البلدين، تحقيقاً للمصالح المشتركة ومصلحة العالم الاسلامي.
وكانت وكالة أنباء فارس الايرانية أعلنت في 15 أيلول الجاري أن الرئيس الايراني تلقى دعوة من الملك السعودي لأداء مناسك الحج. وذكرت أن السفارة السعودية في طهران قدّمت دعوة رسمية وجهها العاهل السعودي الى الرئيس الايراني للتشرّف بحج بيت الله الحرام خلال العام الجاري . يذكر أن الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد أدّى مناسك الحج في العام 2007 تلبية لدعوة من العاهل السعودي.
والسؤال الاساسي يبقى هل جمّدت التطورات الايرانية الداخلية الانفتاح بين البلدين واثرت على زيارة الرئيس ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية وتأجيلها الى ما بعد زيارة روحاني؟ وبالتالي هل يمكن اعتبار موقف الحرس الثوري الايراني بأنه أدى الى تأجيل انفتاح السعودية على الملفات الخلافية السعودية – الايرانية، وبالتالي اجل زيارة سليمان الى السعودية.
ولذلك فإن زيارة الرئيس سليمان ستتم الى ما بعد 13 تشرين الاول وبالتالي فإن لا جديدا على الصعيد الحكومي حتى الى ما بعد عيد الاضحى المبارك وظهور نتائج لقاء السعودية.

بري والحريري والسنيورة
اما فيما يتعلق بالتطورات الداخلية فقد أكدت المعلومات ان الرئيس سعد الحريري هو من طلب من الرئيس فؤاد السنيورة زيارة الرئيس نبيه بري والانفتاح عليه، كما طلب من نواب كتلة المستقبل وتمنى على حلفائه عدم انتقاد الرئيس نبيه بري، خصوصا ان الرئيس الحريري على تواصل دائم معه.
لكن الحريري ابلغ في المقابل الرئيس بري عبر السنيورة وحلفائه في 14 آذار ان موقف السعودية لم يتبدل وما زال رافضا أي مشاركة لحزب الله في الحكومة، وبالتالي فإن هذا الموقف هو الذي يؤجل تشكيل الحكومة. فيما الحصص والتقسيمات يمكن ايجاد الحلول لها.
ولذلك فإن وضع الحكومة سيبقى مجمدا الى ما بعد زيارة الرئيس روحاني الى السعودية ومعرفة كيف ستسير الامور بين السعودية وايران.
وعلى ضوء ذلك يمكن الحديث الجدي عن تشكيل الحكومة. على صعيد آخر اكد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان ان التأويلات التي صدرت بخصوص تأجيل زيارة الرئيس سليمان الى السعودية غير صحيحة، وان تأجيل الزيارة تم بعد اتصالات وتشاور بين البلدين على ان يحدد موعد آخر في القريب العاجل.

حزب الله زار قائد الجيش
وبالنسبة للاوضاع الامنية في البلاد، فقد شهدت مدينة بعلبك امس هدوءا وسط انتشار حاشد للجيش اللبناني واقامت حواجز ثابتة ومتنقلة في معظم احياء المدينة، وانسحاب نقاط المراقبة التابعة لحزب الله، كما عُقدت سلسلة اجتماعات بين فاعليات المدينة أكدت بأن ما حصل هو بعيد عن تقاليد المدينة وعاداتها.
وقد زار وفد من حزب الله ضم نواب الحزب حسين الحاج حسن وكامل الرفاعي وعلي المقداد قائد الجيش العماد جان قهوجي وقد شكر الوفد قائد الجيش على جهود الجيش واجراءاته التي ادت الى اعادة الهدوء في بعلبك وتثبيت الاستقرار.
وأكد وفد الحزب على تأييدهم للخطة الامنية المزمع تنفيذها في منطقة بعلبك وجوارها، وان الحزب مع هذه الخطة وهو سيقدم كل التسهيلات لنجاحها كما قدم التسهيلات في الضاحية الجنوبية حيث انسحبت حواجز الحزب فور دخول الجيش وهذا ما سيحصل في بعلبك.
ولكن السؤال، اذا نفذ الجيش الخطة الامنية في بعلبك وانتشر الى حدود الفاكهة وباتجاه القاع فهو يصبح فعليا على تماس مع الجيش السوري الحر، وعندها كيف سيتعامل الجيش وهل سيدخل في مواجهات مع الجيش الحر الذي يقوم بنشاط في المنطقة وعلى حدود عرسال وباتجاه الاراضي السورية؟
اما الاشكال الآخر الذي ربما اعاق تنفيذ الخطة الامنية او اجلها يتعلق بوضع اكثر من 30 الف مواطن بعلبكي بحقهم مذكرات توقيف من قبل الدولة اللبنانية وبعضهم منذ سنوات عديدة، وهذا الامر يجب معالجته خصوصا ان الدولة بعد انتشارها ستقوم بملاحقة المخلين بالامن.

السابق
السفير : مشروع الحكومة ينتظر العلاقات بين الرياض وطهران؟ .. والإمارات ترجئ استقبال سليمان
التالي
المستقبل : أبو فاعور: عدد النازحين يوازي ثلث عدد اللبنانيين.. ولا إغلاق للحدود ولا ترحيل تأجيل زيارة سليمان للإمارات بعد السعودية.. ولا جديد حكومياً