البناء : الجيش يُعيد الهدوء إلى بعلبك وخطّة طرابلس تُنجز هذا الأسبوع الحكومة في مهبّ الرهانات فهل يحسم لقاء سليمان ـ سلام التشكيلة؟

كتبت “البناء ” تقول : وسط الانتكاسات الأمنية التي تتنقل ما بين المناطق اللبنانية والتي كان آخرها لجوء عناصر مشبوهة أول من أمس إلى إطلاق النار على عناصر لحزب الله في مدينة بعلبك ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى و15 جريحاً يراوح ملف تشكيل الحكومة في المربع الأول بسبب إصرار فريق “14 آذار” على وضع العصي أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية ما ينعكس شللاً على عمل مؤسسات الدولة وفي طليعة ذلك مؤسّستا مجلس النواب والحكومة.
وفيما ينتظر أن يعد وزيرا الدفاع والداخلية بالتشاور والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الخطة الأمنية المرتقبة لمدينة طرابلس قالت أوساط أمنية عليمة إن الخطة ستكون جاهزة منتصف هذا الأسبوع ليصار إلى البدء بالعمل بتنفيذها في نهايته على أبعد تقدير. أضافت أن الخطة ستختلف عن سابقاتها من الخطط التي كانت أعدت لطرابلس خصوصاً من حيث رفع الغطاء السياسي عن كل مُخلّ بالأمن أو أي ظهور بالسلاح بالإضافة إلى منع أي محاولات من المتضررين من الاستقرار إحداث “خربطات أمنية” عبر التفجير أو غير ذلك.

عودة الهدوء إلى بعلبك
وفي السياق ذاته تمكن الجيش اللبناني من إعادة الهدوء إلى مدينة بعلبك ليل أول من أمس بعد الحادث المشبوه الذي تعرض له عدد من عناصر حزب الله في المدينة وأدى إلى مقتل عنصرين من الحزب ما انعكس اشتباكاً عنيفاً استمر لأكثر من ساعتين سقط خلاله أربعة قتلى و15 جريحاً.
وحرص حزب الله ومعه فاعليات المدينة من مختلف الطوائف على منع تحويل الحادث إلى ممرّ للفتنة بهدف ضرب استقرار بعلبك وقراها. وأكد الاجتماع الذي عقد في مركز بلدية المدينة لفاعليات وأحزاب ومشايخ على ضرورة أخذ القوى الأمنية دورها في الحفاظ على أمن بعلبك. وشددوا على أن الجميع فريق واحد لتفادي الفتنة التي يعمل البعض على إيقاظها. بينما رأى الرئيس المكلف تمام سلام “أن ما حصل في بعلبك أبرزَ المخاطرَ الجدية والعميقة التي تهدد المناطق اللبنانية بسبب الشحن والخطاب المذهبي والطائفي والفئوي وبسبب انتشار السلاح غير الشرعي..” مشدداً على “رفع الغطاء عن كلّ مخلّ بالأمن ووضع حدّ للفلتان الأمني”.
أما وزير الداخلية مروان شربل فأشار إلى أن الجيش تسلّم جميع الحواجز في المدينة وأن حزب الله انسحب من الحواجز.

توقيف شاحنة أسلحة
في هذا الوقت تمكّنت وحدات من الجيش اللبناني أمس من توقيف شاحنة محمّلة بالأسلحة والقذائف في بلدة عرسال كان يقودها شخص من وادي خالد محاولاً تهريبها إلى سورية وأوقف السائق وبدأ التحقيق معه.
وأعلنت قيادة الجيش مساء أمس أن الأسلحة التي كانت موجودة في السيارة قديمة العهد وغير صالحة للاستعمال.

الحكومة وعراقيل حكومة الوحدة
وسط هذه الأجواء ينتظر أن تنشط الاتصالات اعتباراً من اليوم بهدف إزالة العراقيل التي أعاقت تشكيل الحكومة وبالأخص رفض قوى “14 آذار” لتوزيع الحصص وفق الأحجام النيابية خصوصاً من جانب “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” في وقت أكدت مصادر عليمة أن الاعتراضات السعودية على قيام حكومة الوحدة الوطنية هي التي تؤخر حتى الآن السير بهكذا حكومة بعد أن أقرّت هذه الأطراف بأنه لا إمكانية لقيام حكومة تكنوقراط رغم محاولات رئيس القوات سمير جعجع إثارة الغبار السياسي حول هذه القضية.
وفيما كان الجميع يترقب نتائج زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى السعودية يوم غد الثلاثاء في ما يتعلق بملف تشكيل الحكومة توقف المراقبون أمس عند ما صدر عن قصر بعبدا الذي أعلن في بيان مقتضب عن تأجيل الزيارة إلى موعد لاحق على أن يصار إلى تحديد موعدها في الوقت المناسب.
وإذا كانت أوساط قريبة من بعبدا أعادت التأجيل إلى الوضع الصحي للملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز فإن مصادر سياسية لا تستبعد أن تكون السعودية طلبت تأجيل الزيارة حالياً لأنها لم ترفع “الفيتو” عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وقالت إن المرجّح أن السعودية لا تريد تغيير موقفها من الملف اللبناني حالياً بانتظار زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني.

لقاء قريب بين سليمان وسلام
ورجحت أوساط قريبة من الرئيسين سليمان وسلام قيام الأخير بزيارة بعبدا اليوم أو غداً للتشاور في ملف تشكيل الحكومة وعلى أساس ذلك سيتم تحديد آليات التشاور مع القوى السياسية. وقالت إنه بعد هذه الزيارة “لكل حادث حديث”.

مصادر بري: مصرٌّ على مبادرته
كذلك لاحظ زوار الرئيس نبيه بري أن الملف الحكومي ما يزال يراوح مكانه وأعاد الزوار التأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لأن في ذلك المدخل الأفضل لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأوضح الزوار أن الرئيس بري ما زال متمسكاً بمبادرته ويعتبر أن لا غنى ولا بديل عن الحوار للتوافق حول الملفات الخلافية. وأشار هؤلاء نقلاً عن رئيس المجلس أن لقاءه الأخير مع رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة لم يكن سيئاً وكان هناك مصارحة فكل طرف تقدم بما لديه من رؤية للمعالجة وإن لم يتم التوصل إلى نتائج على أن يتابع الحوار. ورجّح الزوار حصول لقاء ثانٍ هذا الأسبوع

السابق
الجمهورية : واشنطن وطهران تلتقيان على تطبيع ما زال مبكراً… وتأليف الحكومة يستمرّ في المراوحة
التالي
البلد : هدوء حذر في بعلبك وسليمان يؤجّل زيارة الرياض