كي لا تتكرر الحوادث الفردية في المخيمات

اشكال مخيم برج البراجنة
عاد الهدوء الى مخيم برج البراجنة ومحيطه، بعد الحادث الذي أودى بحياة محمد سمراوي عند حاجز حزب الله يوم الأحد 8 أيلول 2013. هنا حديث مع مسؤول فلسطيني حول ما يجري.

عاد الهدوء الى مخيم برج البراجنة ومحيطه، بعد الحادث الذي أودى بحياة محمد سمراوي عند حاجز حزب الله يوم الأحد 8 أيلول 2013.

الحياة تبدو طبيعية لم يعكرها سوى حادث طفيف يوم 10 أيلول عندما أزالت مجموعة من الشباب الفلسطيني حاجزاً ترابياً رفعه حزب الله مقابل المدخل الغربي للمخيم، وقد أعاد رفعه، وتدخلت اللجنة الأمنية لمنع أي احتكاك بين شباب المخيم وشباب حزب الله. أتى الحادث المذكور بعد شهرين من حملة واسعة لجر الفلسطينيين للمشاركة في النزاع الداخلي. يقول أحد مسؤولي المخيم، وهو طلب عدم نشر اسمه: “شيء غير نزيه ما يقوم به بعض وسائل الإعلام، هناك تحريض علينا، لنا موقف واضح، موقف النأي بالنفس، لا علاقة لنا بما يجري في لبنان. إحدى القنوات التلفزيونية وإحدى الصحف تنشر أخبار تُجهّل المسؤول عن مقتل سمراوي، مع العلم أنه ليلة الحادث وأثناء الاجتماع المشترك طرح تشكيل لجنة تحقيق لامتصاص أية ردة فعل. لكن الحزب أبلغنا أنه سيسلم القاتل إلى الأجهزة الأمنية الرسمية. ونظرنا إلى موقفه هذا نظرة من يعترف بالخطأ. يصمت المسؤول لحظات”.

ويضيف المسؤول: “نعرف أنه لن يسلم للقضاء اللبناني بل سيتم نقله إلى منطقة أخرى. ما نريده ألا تتكرر مثل هذه الحوادث”.

ويبدو أن الحادث ترك أثراً في نفوس أهالي المخيمات التي ما زالت تحفظ في ذاكرتها حرب المخيمات، لذلك جاء التحرك سلمياً. يوضح المسؤول: “لا نريد أن نكرر التجربة التي دفع ثمنها الجميع”. لكن ماذا يجري حاليا، يجيب المسؤول: “تم الاتفاق على إبعاد الحواجز من حول المخيم حتى لا يحصل أي احتكاك فنقطتا حزب الله عند الخليل وبنايات جلبوط أزيلتا، وصارت أقرب نقطة لحزب الله عند المسلخ. وقد طلبنا من الحزب عدم عرقلة سيارات المدارس، وقد حصلت حادثة عند مدرسة اليرموك، إذ أوقف أحدهم سيارته ورفع صوت المذياع الذي كان يطلق شعارات وتراتيل دينية كما جرى رمي نفايات داخل مدرسة حيفا، وقد سارع حزب الله، بعد الاتصال به، لمعالجة الأمر”.

ويتحدث المسؤول عن ممارسات عنصرية قام بها بعض عناصر حزب الله إثر متفجرة الرويس: “ذهبنا كوفد من منظمة التحرير الفلسطينية للتعزية، أوقفنا أحد الحواجز لمدى نصف ساعة رغم إبلاغه بهوية الوفد والهدف من المرور وأصر عناصره على ملء استمارات لكل واحد منا. وهذا كان يحصل مع كل فلسطيني يمر على أي حاجز تملأ له استمارة موقوف ويجري تصويره وكأنه في أحد المخافر الأمنية. وقد طلبنا بعد الحادث تسهيل مرور الناس. وهذا ما لاحظناه خلال اليومين الماضيين إذ كنا نتحرك بسرعة وتسهل الحواجز مرورنا”.

ويروي المسؤول المذكور حوادث حصلت مع فلسطينيين: “كان يجري اعتقالهم بتهمة الاشتباه بهم، يُحقق معهم ثم يفرج عنهم. نحن مع تطبيق القانون ولكن إذا كان هناك مشتبه يجب توقيفه من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية، لأن استمرار هذه الممارسات ستولد شعوراً سلبياً عند اللاجئين، ونحن نصر على موقفنا، إننا لا علاقة لنا بما يجري في لبنان ولا علاقة لنا بتداعيات مشاركة حزب الله في القتال في سورية، هو حر برأيه وممارسته”. ويضيف: “نحن ضيوف هنا، أخطأنا مرة في المشاركة في الحرب الأهلية ولا نريد أن نعيد الكرّة. في المقابل نريد أن يعاملنا الجميع بكرامة ولا تنتهك حقوقنا الإنسانية”. ويختم بقوله: “اتصل تجار فلسطينيون بحزب الله وأبلغوه أن هذه الممارسة ستؤثر على الوضع الاقتصادي في الضاحية إذ سيضطر الفلسطينيون لعدم التوجه إلى أسواق الضاحية والتسوق من هناك ويتحول المخيم إلى غيتو محاصر وهذا ما لا نريده. إذا كان حادث الأحد قد مر بسلام وكان دم محمد سمراوي هو الثمن، فهل تتعظ الأطراف المعنية من التجربة وتتصرف تجاه الآخر بإنسانية؟”.

السابق
حزب الله يمدد شبكة اتصالاته في زحلة
التالي
حبيب: مبادرة بري مناورة