دعوات الحوار كثيرة ولا متحاورون

البطريرك الماروني في جبيل
واقع الحال يشير الى استمرار تشبث كل فريق بمتراسه الاقليمي بانتظار تطور دراماتيكي في الازمة السورية . وانتظار الفرج اللبناني سيطول بعد أكثر. وثمة خشية من ان تعود الساحة اللبنانية الرديفة الى سخونتها مجددا .

من بلاد جبيل بشر البطريرك بشارة الراعي اللبنانيين بان العمل جار مع كل السياسيين للتوصل إلى ورقة تفاهم ووحدة انقاذية،إذ لا يمكن أن نقبل بهذا الصراع بين اللبنانيين“. قبله كان الرئيس نبيه بري يرسم خارطة طريق للخلاص تبدأ بحوار مكثف لخمسة ايام متواصلة تنتهي بالاتفاق على شكل الحكومة واشياء أخرى . ولكنه لم يلق الصدى الايجابي . وقبل رئيس المجلس كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يعتبر ان الحوار مطلوب في هذا الظرف العصيب ، ولكن من دون ان يجد أذانا صاغية . فهل ينجح البطريرك حيث أخفق الرؤساء ؟

واقع الحال يشير الى استمرار تشبث كل فريق بمتراسه الاقليمي بانتظار تطور دراماتيكي في الازمة السورية . ولان المجتمع الدولي تراجع وأرجأ الضربة العسكرية ضد النظام السوري ، وعاود جيش النظام معاركه العسكرية ضد المعارضة كما كانت قبل ضربة الكيماوي ، فان انتظار الفرج اللبناني سيطول بعد أكثر. وثمة خشية من ان تعود الساحة اللبنانية الرديفة الى سخونتها مجددا .

الدعوات للحوار كثيرة ولكن ليس من يلبون . وحده النائب وليد جنبلاط يرصد مخاطر وتداعيات الحرب السورية ، فيعتبر ان انعقاد هيئة الحوار مجددا مناسبة لمحاولة إعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس وتجديد الدعوة لكل الأطراف للخروج من المستنقع السوري وفي مقدمهم المقاومة التي تحولت بندقيتها بعيدا عن إسرائيل.

كما أكد جنبلاط ان معاودة الحوار فيه مصلحة وطنية بصرف النظر عن وجود أو غياب حكومة جديدة، كما قال الرئيس سعد الحريري، إذ أنه بقدر ما هو مطلوب توفير الظروف الملائمة لاستئناف الحوار بين اللبنانيين، بقدر ما هو مطلوب أيضا عدم القفز فوق المؤسسات الدستورية وتهميش دور أي حكومة جديدة تضع في صلب أولوياتها إعادة ضبط الوضع الأمني.

ما يخيف هو مرور أسبوع من الاسترخاء الامني بعد مرور عاصفة التفجيرات الارهابية في الضاحية وطرابلس . فهل هو هدوء ما قبل العاصفة ؟

السابق
المخابرات السورية متورطة في تفجيري الضاحية
التالي
حزب الله يستعد وكأن الضربة الاميركية تحصل اليوم