جعجع يهاجم حزب الله ويطالب بحكومه جوهرها «إعلان بعبدا»

سمير جعجع

سأل  رئيس حزب “القوات” سمير جعجع وخلال الاحتفال السنوي بذكرى “شهداء المقاومة اللبنانية”،  “من اتّخذ القرار بذهاب “حزب الله” الى سوريا؟ وماذا تبقّى من مفهوم الاستراتيجية الدفاعية؟ ماذا تبقّى من معادلة “جيش وشعب ومقاومة” بعدما تفرّد الحزب بقراره فتجاهل وجود الجيش، وضرب عرض الحائط بإرادة الشعب؟ “، معتبراً ان “هذه المعادلة المسخ قد ماتت على يد “حزب الله” بالذات، امّا نحن فتكفّلنا بمراسم دفنها ووضع حجرٍ كبيرٍ على قبرها منذ أمد بعيد”، مشيرا الى ان “معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” أكل الدهر عليها في القُصير، وشرب في غوطة دمشق من دماء النساء والأطفال، إن المطلوب اليوم هو ثلاثية “الشعب والدولة والمؤسسات”.
ولفت جعجع الى ان “رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد يستهدف بالصواريخ، قد يتعرضّ لحملات التخوين والتشكيك، قد يكون عرضة للابتزاز والترهيب، ولكنه لن يرحل، لأنّ برحيله رحيلٌ للجمهورية، وهذا ما يريده البعض”، معتبرا انه “من يريد لرئيس الجمهورية ان يرحل، عليه هو أن يرحل، امّا الجمهورية، جمهورية بشير الجميّل ورينه معوض ورفيق الحريري، فباقية باقية باقية”.
وشدد جعجع على “أننا نريد حكومةً وطنية شعبية تحصر همومها بمعالجة شؤون اللبنانيين وشجونهم، لا بمحاربة الشياطين، الكبار منهم والصغار، ولا بدعم “نظام السجون والقبور”، وتوريط لبنان في صراعات المنطقة، لن نقبل بعد اليوم بأي حكومةٍ، سواء كانت سياسية او تكنوقراط، جامعة او حيادية، حزبية او غير حزبية، لا يُشكل “اعلان بعبدا” جوهر بيانها الوزاري”.
وتوجّه جعجع الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالقول ” مسؤولية كبيرة أن ادعوك للعودة، لكني قطعاً لن ادعوك للبقاء حيث انت، لأن لبنان ورفاقك في ثورة الأرز اشتاقوا اليك بالفعل، يوماً بعد يوم يزداد رهان اللبنانيين على تحالفنا، لأنّهم يرون فيه إنقاذاً لصيغة لبنان التنوع، لبنان الاعتدال، لبنان الحرية، لبنان التناغم مع عالمه العربي والمجتمع الدولي، ان ما جمعته الحرية والنضال في سبيل هذا اللبنان، لن تقوى على تفريقه لا مسافات جغرافية ولا محاولات إرهابية”.
كما توجّه جعجع الى المسيحيين المشرقيين بالقول “أن تعيشوا على هامش الثورات فذلك يعني ان تُصبحوا خارج كل المعادلات،  إن رسالتكم الحضارية والإنسانية والتاريخية والوطنية تُحتّم عليكم اليوم الانخراط في معركة الدفاع عن قضية الحرية والإنسان في هذا الشرق على الرغم من كل الفوضى التي تعم صفوف الثور، إن مصالحكم الحيوية والمستقبلية في هذه البقعة بالذات، ليست مع زمرٍ نفعيةٍ مافيويةٍ زائلة، وإنما مع شعوبٍ مستمرّةٍ وباقية، إن حمايتكم الفعلية لا تؤمّنها أنظمة مفلسة فقدت كل شيء إلا سمعتها السوداء، وإنما اعتمادكم على انفسكم، وحمل قضايا مجتمعاتكم جنباً الى جنب مع اخوتكم في المواطنية، لا تكونوا شهود زورٍ او حتى مُتفرّجين على ما يُرتكب بحق الحرية والإنسان، إن المتفرّج شيطانٌ أخرس سرعان ما يلفظه التاريخ”.
واعتبر جعجع أن “المتطرفين والتكفيريين ليسوا من الربيع العربي بشيء، لأن مشروعهم العقائدي كان قائماً وناشطاً قبل بزوغ فجر الربيع العربي بعقودٍ، ولأن هذا المشروع لا يعترف اصلاً لا بالعروبة ولا بالربيع، فإن الأنظمة الديكتاتورية تريد ان تضعنا بين خيارٍ من اثنين: إمّا تكفيرية دينية، او تكفيريةٌ دكتاتورية بغلافٍ علماني، ونحن ضد الإثنين معاً”.

السابق
بروجردي: أي عمل عدواني على سوريا سيمتد إلى كل منطقة الشرق الاوسط
التالي
الجربا يطالب الوزراء العرب دعم ضربة عسكرية للنظام السوري