السعد: أين نحن اليوم من دولة لبنان الكبير؟

اعتبر النائب فؤاد السعد في بيان اليوم أنه “بمناسبة ذكرى انشاء دولة لبنان الكبير في الاول من ايلول 1920، لا بد من تذكير اللبنانيين بأن الدولة اللبنانية لم تأت من العدم او نتيجة صدفة، بل نشأت بعد مخاض عسير وطويل، فلا الحكمة ولا الوطنية ولا أمانة اجدادنا تجيز لاي كان التفريط بها”.

وقال :”بدأت مسيرة بناء الدولة اللبنانية مع الدخول العثماني الى الشرق عندما اجتاح السلطان سليم المنطقة وانتصر سنة 1516 على قانصوه الغوري في معركة مرج دابق واخضع من فيها واحتل مصر ودخل القاهرة، فأحكم سيطرته على منطقة الشرق الاوسط بكاملها، وسلم زمام الحكم في جبل لبنان الى امرائه المعنيين ومن ثم الشهابيين. فعهد المتصرفية حتى رحيل الأتراك سنة 1918 واعلان الجنرال الفرنسي غورو انشاء دولة لبنان الكبير في الاول من ايلول سنة 1920″.

أضاف :”انتقل لبنان القديم الامارة والمتصرفية الى ما سمي بلبنان الكبير فأصبح لبنان الجديد دولة ذات كيان وسيادة بانتظار الحصول على استقلاله كاملا سنة 1943. مع انشاء دولة لبنان الكبير ضمت الى لبنان القديم الولايات والملحقات العثمانية التي كانت محكومة مباشرة من السلطنة، وهي طرابلس وصيدا وبيروت والبقاع من شماله الى جنوبه محققا بذلك حدوده الحالية”.

وتابع :”بالطبع لم يمر ذلك دون اعتراض البعض، اذ كانت الاكثرية المسيحية مع الابقاء على لبنان الصغير من جزين الى بشري، أما أكثرية المسلمين فكانت ترغب بالانضمام الى سوريا في حين أن أقليتهم رغبت بالانضمام الى دولة لبنان الكبير. كانت المراهنة لدى مؤيدي لبنان الكبير آنذاك على التطور الفكري للشعب والمجتمع لتشكيل دولة علمانية ديموقراطية ذات نظام برلماني، فاين نحن اليوم من هذا الرهان بعد مرور حوالى قرن من الزمن، تلاشت فيه تلك الطموحات الوطنية وتداعت صورة الكيان الجامع؟”.

وقال :”أخشى ما نخشاه أن يكون مؤيدو دولة لبنان الكبير قد خسروا الرهان بعد ان اصبح الكلام يدور علنا وفي السر حول بقاء لبنان او تقسيمه او زواله، فالنزاعات الطائفية والمذهبية في لبنان لم تهدأ يوما لا بل انها تزداد حقدا وعنفا. واليوم يعيش لبنان مرحلة من التفكك والفتفتة نتيجة الصراع المذهبي القائم على أشده بين السنة والشيعة، بحيث تجاوز حدود لبنان الى المشرق العربي بأكمله فأصبحت الدولة لمن ينهشها ويتجاسر عليها، ونشطت القبائل والعشائر عائدة الى شريعة الغاب، ناهيك عن أن الوصايات والتدخلات الخارجية في الشأن اللبناني تزيد يوما بعد يوم من تباعد اللبنانيين عن مفهوم الدولة والاستقلال”.

وختم :”بصرخة دامعة نقول: بنى الاجداد دولة لم يعرف الاولاد والاحفاد الحفاظ عليها، فأين هي الامة اللبنانية التي كرسها اتفاق الطائف في المادة الاولى من مقدمة الدستور؟ وإلى أين تسيرون أيها اللبنانيون؟ وأين أنتم اليوم من إنجاز الاول من ايلول 1920؟”.

السابق
الفرزلي: هناك معوقات كثيرة امام ايجاد مبرارات واقعية لضرب سوريا
التالي
محافظ الجنوب ترأس اجتماعا في سراي صيدا: للتنسيق بين البلديات والاجهزة الامنية