مع الحدث: نصرالله يسقط الاجماع الوطني

السيد حسن نصر الله
ما لم يقله نصرالله في عرض صعوبات منع هكذا تفجيرات منعا تاما ، أن الامن هو سياسي بالدرجة الاولى.

لليوم الثاني على التوالي ظل الاعتداء الارهابي على الضاحية محط اهتمام الداخل والخارج . في الوقت الذي تابعت الاجهزة الامنية الرسمية وغير الرسمية تحقيقاتها في طبيعة الانفجار ، لتحديد ما اذا كان من تنفيذ انتحاري او غير ذلك ، بالاضافة الى تجميع كل المعطيات المتصلة به . وفي وقت لم تبدأ منطقة الرويس ومحيطها بلملة الجراح . أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الموعد المقرر مسبقا ، ليعلن مسؤولية الجماعات التكفيرية عن هذه المجزرة وعن عدة اعتداءات سابقة وابرزها متفجرة بئر العبد . وقد أكد نصرالله أن رد حزب الله سيكون المزيد من المشاركة في الحرب السورية حتى ولو تطلب ذلك ذهابه شخصيا مع كل الحزب الى هناك .

كتبنا بالامس ان زمن الرسائل التحذيرية لحزب الله انتهى ، وان الحرب الحقيقية بدأت بالفعل مع اعتداء الرويس . وها هو السيد نصرالله يقولها بالفم الملآن : الحرب .. نحن لها وسننتصر فيها . وقد وضع في ثنايا الخطاب خطة عمل متكاملة لهذه الحرب ، تتطلب المزيد من الاجراءات الامنية ، والمزيد من التنسيق مع الاجهزة الامنية الرسمية “الصديقة ” ، مثل مخابرات الجيش . والتي كشف انها تتولى الجزء الاكبر من التحقيقات والمتابعات للتفجيرات الارهابية المختلفة .

ما لم يقله نصرالله في عرض صعوبات منع هكذا تفجيرات منعا تاما ، أن الامن هو سياسي بالدرجة الاولى . وأن وقف حملات التحريض ضده وضد جمهوره يتطلب في المقابل تغييرا ولو في الاسلوب ، للموقف السياسي من جهته . الا انه على العكس ذهب في اعلان تورطه في الحرب السورية الى الحد الاقصى .

لم يطلب نصرالله مجددا الحوار الداخلي ، أو الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية . علما ان هكذا أمرين يحصنان الامن ، ويمنحانه الغطاء السياسي . لقد فضل أن يذهب الى الحرب ضد التكفيريين وحيدا ، لانه لا يثق بالدولة ولا بالمعارضة ولا بالاحزاب ولا بقوى المجتمع المدني ، وكل ما يريده هو التعاون الامني الرسمي , فقط لاغير ، وهو على حد قوله قادر على الانتصار .

سيصعب على الشخصيات السياسية من الصف الاول والتي استنكرت بشدة اعتداء الرويس أن تقبل بكلام نصرالله . ولن يكون بمقدور الرئيس سعد الحريري ان يمد يد الحوار بعد اليوم ، وسيصعب بالتأكيد على النائب وليد جنبلاط التمسك بموقفه الداعي لاشراك حزب الله في الحكومة العتيدة . وبالتالي سيلقى خطاب نصر الله ردودا سلبية للغاية من الفريق الآخر . سلبية ستمحو ، وبعد ساعات قليلة من الحدث ، لحظة الاجماع الوطني النادرة التي تجلت في استنكار مجزرة الرويس .

السابق
12 جثة مجهولة الهوية في إنفجار الرويس
التالي
حزب الله يذهب الى الحرب وحيدا