مجزرة الرويس .. انتهى زمن الرسائل وبدأت الحرب الحقيقية

اعلان تبني انفجار الرويس
أخطر ما حمله اعتداء الامس ، هو طابعه الانتحاري ، حيث يمكن الحديث جديا اليوم عن بداية "عرقنة " لبنان ، والدخول في نفق مظلم ومسلسل ارهابي دموي لا تملك الاجهزة الامنية الرسمية وغير الرسمية ، ومهما امتلكت من امكانات ، وبذلت من جهود ، القدرة على وقفه . وجل ما تستطيعه الحد من اضراره .

الضاحية الجنوبية كانت اليوم مكان الحدث ، والتوقيت السوري كان زمانه . فعلى الرغم من كل الاحتياطات الامنية التي اتخذها حزب الله منعا لتكرار مأساة التاسع من تموز 2013 في بئر العبد ، ضرب الارهاب مجددا ، ضربة موجعة للغاية وأكثر ايلاما ، ففجر سيارة مفخخة بثمانين كيلوغراما من المتفجرات في اجساد وممتلكات المواطنين الآمنين ، فسقط أكثر من 300 منهم بين شهيد وجريح ، وأوقع أضرارا مادية قدرت بملايين الدولارات .

قيل الكثير عن اعتداء بئر العبد . ومما راج آنذاك أنه كان مجرد رسالة تعمد مرسلوها أن تكون “خفيفة ” ، بحيث وضعت العبوة في موقف للسيارات . وفجرت عن بعد بعد التأكد من خلو المكان من الناس ، اذ ان الهدف  هو توجيه انذار باقل الاضرار الممكنة . واليوم وازاء هول مجزرة الرويس ، يبدو ان زمن الرسائل انتهى وبدأت الحرب الحقيقية ضد ناس الضاحية الذين يحملهم المعتدون وزر تورط حزب الله في الحرب السورية .

 ولعل أخطر ما حمله اعتداء الامس ، هو طابعه الانتحاري ، حيث يمكن الحديث جديا اليوم عن بداية “عرقنة ” لبنان ، والدخول في نفق مظلم ومسلسل ارهابي دموي لا تملك الاجهزة الامنية الرسمية وغير الرسمية ، ومهما امتلكت من امكانات ، وبذلت من جهود ، القدرة على وقفه . وجل ما تستطيعه الحد من اضراره .

الاعتداء الارهابي تبنته بواسطة شريط فيديو نشر على “اليوتيوب” ،  جهة مجهولة أطلقت على نفسها اسم “سرايا عائشة أم المؤمنين” . ولم يكن بالامكان التأكد من صحة هذا التبني ، الا أن أهدافه الفتنوية كانت فاقعة للغاية ، سواء من خلال تسمية المجموعة ، أو من خلال ما ورد فيه من مواقف . وفي المقابل تبلور اجماع لبناني سني على استنكار الجريمة ، من ضمن حملة تنديد وطني . فصدرت مواقف منددة من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ، والرؤساء نجيب ميقاتي ، تمام سلام ، سعد الحريري ، فؤاد السنيورة ، عمر كرامي ، والوزير محمد الصفدي ، ونواب كتلة المستقبل ، وعدد كبير من الشخصيات السنية .

وفي المواقف لفت تكرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بيان التنديد بالجريمة ، الغمز من قناة حزب الله وتدخله في الحرب السورية ، اذ اعتبر ” ان التفجير الارهابي اجرامي جبان يعتمد ايصال الرسائل على دم المواطنين الابرياء وارواحهم وارزاقهم” . أما النائب وليد جنبلاط فانسجم مع موقعه الوسطي واتخذ جانب التضامن الحزب متهما اسرائيل بالوقوف خلف الجريمة . واستغل المناسبة ليعلن آخر مواقفه من تشكيل الحكومة مشددا عل خيار حكومة الوحدة الوطنية.

من جهة حزب الله ، وفي انتظار كلمة الامين العام السيد حسن نصر الله ، اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، في حديث تلفزيوني، أن المطلوب فتح قنوات التواصل من أجل قطع الطريق أمام الارهابيين . ولكن النائب علي عمار نسج على منوال السيد نصر الله في مقابلته التلفزيونية أمس  فاتهم الذين تواطأوا ضد المقاومة في حرب تموز من خلال مواقفهم التحريضية بانهم يستدرجون الارهاب الى لبنان ويهيئون البيئة لتحرك الارهابيين .كما اتهم دولا عربية وخليجية بتمويل ورعاية الارهاب التكفيري الذي يضرب في العالمين العربي والاسلامي.

السابق
الصليب الاحمر : 19 شهيدا و284 جريحا
التالي
خليل:18 شهيدا و291 جريحا في انفجار الضاحية