نقلت صحيفة “الحياة” عن مصادر سياسية مواكبة للمشاورات الحكومية والتي يُفترض استئنافها بعد أن عاد رئيس الحكومة المكلف تأليفها تمام سلام من إجازة العيد أمس، قولها أن “ما أعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حول رفضه أن يصبح هدف تأليف حكومة جامعة متراساً لرفع مطالب تعجيز تأليفها، يهدف الى تحريك الجهود في هذا الخصوص، لأن البلد لا يستطيع أن يبقى من دون حكومة”، مؤكدة أن “تشكيل الحكومة ليس سهلاً، بسبب تبادل الشروط بين الفرثاء وبالتالي لن تكون العملية سريعة كما يوحي البعض، لكن من غير الجائز الاستسلام الى ما لا نهاية لهذه الشروط”.
وتوقفت المصادر أمام موقف سليمان من الاستراتيجية الدفاعية، وفيه أن “المعادلة التي وردت في البيانات الوزارية حول الجيش والشعب والمقاومة توفر الحماية للبنان شرط أن يكون لها مدير أو جهة تدير هذه العلاقة”، معتبرة أن “موقفه هذا يخفف من توجس “حزب الله” من الموقف السابق الذي ورد على لسان رئيس الجمهورية في ذكرى تأسيس الجيش اللبناني في الأول من آب في الفياضية”، مؤكدة أن “سليمان لا يعترض على هذه المعادلة، لكنه يشترط أن تبقى تحت كنف الدولة من دون التفرد في تطبيقها”.
ورأت في حديثه عن الاستحقاقات الدستورية، لا سيما انتخابات رئاسة الجمهورية التي تبدأ قريباً، “إشارة واضحة الى عزمه على قيام حكومة جامعة من كل الأطياف اللبنانية”، معتبرة أن “سليمان أراد أن يحيط من يعنيهم الأمر علماً بأنه لن يترك البلد من دون حكومة في حال تعذر انتخاب رئيس جديد، وهذا ما يقوله الدستور الذي يعطي لرئيسي الجمهورية والحكومة صلاحية تأليف هذه الحكومة كما يريان مصلحة البلد”.
وأكدت المصادر عينها أن “سليمان يضغط لإنضاج الظروف لتشكيل الحكومة وأنه تواصل مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري السبت الماضي فيما تشاور سلام قبل أن يغادر الى جنيف مع رئيس “كتلة المستقبل” النائب فؤاد السنيورة في حضور الوزير السابق محمد شطح، إضافة الى مشاوراته المفتوحة مع رئيس “جبهة النضال الوطني” النيابية وليد جنبلاط”، مشيرة إلى أن “التريث في تأليف الحكومة يبقى سيد الموقف حتى إشعار آخر وإلى حين استكمال الجولة الجديدة من المشاورات التي يتولاها سلام”، معتبرة أن “إيفاد جنبلاط نجله تيمور ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور الى السعودية يأتي في إطار التواصل مع كبار المسؤولين فيها”.
