مصيرنا في ايدينا

‘احتمالات أن يهاجم باراك اوباما من طرف واحد السلاح النووي الايراني حتى نهاية ولايته طفيفة وحتى صفرية’، هذا هو تقدير اهرون دافيد ميلر، خبير شؤون الشرق الاوسط، اسرائيل والادارة الامريكية الحالية. ‘هدف الرئيس هو أن يغادر واشنطن من دون أن يضطر الى شن هجوم عسكري باهظ الثمن ومن دون أن يتهم بانه سمح لايران بتطوير برنامج لسلاح نووي’.
دانييل بلتكا، خبيرة في الشؤون الاستراتيجية، المعروفة جيدا في اسرائيل ايضا، اجابت على هذا النحو على سؤال، هل سيهاجم اوباما أم لا: ‘انا اؤمن بان احتمال ذلك قليل وحتى سلبي… واضح ان الادارة تنتظر الى أن يكون مؤكدا تماما انه بات لايران سلاح. اوباما لا يريد أن يغادر منصبه كمن قصف ايران  بل كمن غير المشهد الاقتصادي الداخلي’.
ماتيو داس من ‘معهد التقدم الامريكي’، المقرب من ادارة اوباما، يقول ان احتمالات ان يهاجم اوباما عسكريا هي جد متدنية، ولكنها ليست صفرية. الخبير الوحيد في الاستطلاع الذي أجراه موقع الاخبار السياسية، الذي يعطي احتمالا ما في أن يتوجه اوباما الى خيار عسكري حيال ايران كان بالذات الصقر الذي في المجموعة، رعول مارك غريشت. برأيه فان ‘خطأ كبيرا فقط من جانب الزعيم الاعلى خامنئي وهو يكثر من ارتكاب الاخطاء لا يزال يمكن ان يجر اوباما الى عمل شيء ما لا يريد أن يعمله’.
مئير غوادنفر يعتقد بان على اي حال ميل حكومة ايران هو للسير نحو حل مشاكلها الاقتصادية، وهي لا يمكنها ان تفعل ذلك من دون أن ترفع العقوبات. ويقول غوادنفر ان ‘احد الاسباب الاساس التي دفعت خامنئي للسماح لروحاني ان ينتخب هو العقوبات’.
كل هذه التقديرات من جانب جملة من الخبراء الامريكيين الذين يأتون من ألوان ايديولوجية مختلفة تدل على أن الامريكيين لا يتوجهون نحو عمل أي شي في الموضوع الايراني، ومعقول حتى ان يحاولوا منع اسرائيل من عمل شيء ما. هذه صورة مختلفة تماما عن الصورة التي صورها لنا خبراء أمن وسياسة مختلفين في السنتين الاخيرتين. افضل المحللين الجنرالات المتقاعدين وكذا رئيس الدولة وعدوا اليهود بانه في لحظة الحشر اوباما وعد وهو سيفي ايضا. وهو يحتاج فقط أولا ان يثبت للشعب الامريكي بانه فعل كل شيء كي يمتنع عن الهجوم.
ينبغي التسليم بحقيقة أن التلويح بالحربة العسكرية كوسيلة للضغط على الايرانيين موجود في ايدي اسرائيل وحدها. يوجد ادعاء بان السلوك الجبان، الخائن وغير المفهوم من جانب الامريكيين في الشرق الاوسط يمكن شرحه بتغيير مركز الثقل الاستراتيجي في السياسة الخارجية الامريكية. فهم يهجرون الشرق الاوسط وينقلون نقطة المحور الى اسيا. ولكن توجد نظرية مختلفة تماما.
وكما يذكر، في ضوء انهيار دول عربية يبدو انه كان منطقيا ان ترتفع مكانة اسرائيل. وحتى لو لم يعجب هذا الاوروبيين او الرئيس اوباما. ولكن يبدو أنه لا في اوروبا ولا في الولايات المتحدة تسود اليوم انظمة لا تعترف بالمفهوم المقبول المتعلق بـ’المصلحة القومية’.
وهذا بارز اساسا في الولايات المتحدة. زيارة اوباما في بداية السنة لمحت بانه يعترف بالمكانة الخاصة في هذا الزمن لاسرائيل في الشرق الاوسط؛ ولكن الدوخان السياسي لجون كيري الى جانب السياسة المناهضة لاسرائيل التي تتخذها اوروبا بوضوح، والخيانة لمصر، تجلبنا الى استنتاج واحد: اميركا اصبحت خطيرة على نفسها وعلى أصدقائها.

السابق
من هو الطفل اللامبالي؟
التالي
مخاطر الدولة الفاشلة