البقاع من الحشيشة الى الكبتاغون

عانى البقاع كثيرا منذ استقلال لبنان وعانت منطقة بعلبك الهرمل اهمالا رسميا في مجال الخدمات والمواصلات والادارة، وبقي القطاع الزراعي معرضا لشتى أنواع المضاربات واستغلال الوسطاء وكساد المواسم أو تدني أسعارها عن سعر الكلفة، كما عانى غياب وضعف مشاريع الاستثمار فيه، وندرة في فرص العمل المتاحة للشباب.
توهمنا أن الاحزاب التي حملت راية محاربة الحرمان ستحقق تنمية واعمارا واعادة ادماج لمنطقتناباقتصاد لبنان ودورة ازدهاره، انتظرنا خلق فرص عمل جديدة، ووعدنا ببرنامج زراعات بديلة يحل مكان زراعة حشيشة الكيف، وبتصريف محاصيلنا الزراعية. ما زالت الوعود تتجدد والآمال تتبدد، مازالت الحشيشة تزرع قليلا ومصانع الكبتاغون تنتج كثيرا. ما زالت مياة الشفة عصية على الدخول الى بيوتنا رغم ملايين الدولارات التي أنفقت لمد شبكاتها ولحفر آبار جديدة في كل قرية، مازالت مياه الصرف الصحي تلوث مجرى نهر الليطاني وطبيعتنا، بالرغم من الملايين التي صرفت على اقامة خطوطها وعلى العديد من محطات معالجة المياه المبتذلة التي أقامها مجلس الانماء والاعمار بتمويل دولي، لا لشيء الا لعجز شركات مياه القطاع العام عن ادارتها واستثمارها.
بعد ثورة الجياع التي اطلقها الشيخ صبحي الطفيلي سنة 1996خصص لمنطقتنا 300 مليارل ل أي مئتي مليون دولار كلنا يعلم أين صرفت ولمن ذهبت، انتظرنا ان تصبح بعلبك- الهرمل محافظة عملابلا مركزية ادارية تسهل على المواطنين معاملاتهم وتقربها من مساكنهم فنلنا قراراشكليا أجوف.
لا استثمار دون أمن واستقرار ولامؤسسات تخلق فرص عمل جديدة في مناخ الخطف والفديات، فمن يتولى حماية المؤسسات القائمة ويحفظها من الانحلال والرحيل، بعد أن تم خطف مدير مؤسسة يعمل بها مئات العمال من ابناء المنطقة. وبعد أن أصبح معلنا أن تجار بعلبك يضربون استنكارا لعمليات سطو في وضح النهار.
ماهو مصير أموال البلديات المخصصة أصلا للتنمية المحلية ولماذ تحول الى مال سياسي تصرف في مناسبات حزبية وتذهب تبرعات وتنفيعات.
في زمن مضى، كانت مدينة بعلبك، مهرجانات دولية وقلعة سياحية تستقبل الملايين وقبلة يتسابق اليها كل فناني العالم، اليوم ترحل المهرجانات الى ملاذ آمن وتنام بعلبك باكرا كل ليلة.
تطول لائحةالتداعيات وتتعدد المجالات ويظهر جليا أن أوان التغيير في بعلبك الهرمل وفي كل لبنان قد حان وأذف، نريد لمنقطتنا أن تكون جزءا من نعمة لبنان وليس جزءا من نقمته،نريد أمنا في كل قرية واستقرارا في كل مدينة وانماء في كل مجال، لا نريد للطرقات أن تقطع بوجه أي مواطن وخصومة لأي عابر، فلنحفظ جيرة، عشناها معا منذ عشرات السنون،الأزمة عابرة والعيش معا هو الحقيقة الدائمة.

السابق
تارا رايد: تجذبني التفاهة
التالي
خطاب الاستقلال الثاني